عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين .. رمز من رموز الحركة الثقافية المصرية وأشهر من حمل شعلة التنوير بها, حتى صار أيقونة للإبداع وللتحدي.. وهو ما يجعل من منزله الشهير بفيلا " رامتان " ( متحف طه حسين ) بالهرم سجلا تاريخيا وثقافيا غاية في الأهمية لمن أراد أن يرى حياة طه حسين حيث حفظت لنا جنبات المتحف ذكرياته وأهم مراحل حياته وترك لنا فيها كتب ومخطوطات وصور وأوسمة ونياشين تحكى قصة كفاحه وتؤرخ للثقافة العربية في مصر خلال حقبة طويلة من الزمن . تقول الفنانة التشكيلية زينب منهي مديرة متحف الدكتور طه حسين : يتكون مبنى المتحف من طابقين على مساحة ( 860) مترا مربعا تحيط به الحديقة من ثلاث واجهات , الطابق الأول من المتحف في أول غرفة مكتبة طه حسين التي بقيت في مكانها بعد رحيله , حيث كان يستمع في هذا المكتب المفتوح على الحديقة الشرقية إلى من يطالع له ويملى فيه مقالات كتبها على أنغام الموسيقى الكلاسيكية المنبعثة من جراما فون قديم كان طه حسين يديره بنفسه.. ويضم المتحف عددا ضخما من الأسطوانات للموسيقيين العالميين " فيردى , باخ موريس , وتشايكوفسكى وغيرهم، وكانت اجتماعات اللجان التي يرأسها طه حسين تعقد في هذا المكتب في السنوات الأخيرة من حياته حين كان يشتد عليه المرض . وبجانب غرفة المكتب قاعة الاستقبال بها أنتريه صغير من الجلد ويزين جدرانه جزء من كسوة الكعبة الشريفة مهداة له من الملك فهد عندما كان وليا للعهد, ويفضى الأنتريه الصغير إلى غرفه الصالون وكان د. طه حسين يلتقي بزواره مساء الأحد من كل أسبوع وشهد هذا الصالون العديد من الحوارات الثقافية على غرار صالون العقاد والآنسة مي , وفى أحد أركان هذه القاعة بيانو , جراما فون , وراديو,أما في الجزء الآخر من نهاية الصالون غرفة الطعام حيث تتسم بالطراز الفرنسي الذي يغلب على معظم الأثاث بها . أما الطابق العلوي يحتوى على غرفة نوم سوزان طه حسين , وما يميز الغرفة تلك اللوحة التي أهداها د. طه حسين في عيد ميلاد السيدة سوزان وهى لوحة العذراء عندما تعرف عليها في مدينة مونبلييه بفرنسا سنة 1915 , وفى نهاية غرفه نوم السيدة سوزان ملحق بها باب آخر يؤدى لغرفه نوم د. طه حسين و تتميز الغرفة بالبساطة في تكوينها , وبجانبها غرفة نوم مؤنس طه حسين وغرفة الاستماع والموسيقى وغرفة المعيشة الخاصة بالطابق العلوي ملحقا بها غرفة مكتب د. طه حسين . وفى نهاية الممر هناك وحدة عرض من الزجاج يحتوى على الأوسمة والنياشين وقلادة النيل وعددها 36 وساما ونيشانا من مختلف الدول العربية والأجنبية تقديرا لدوره العلمي والثقافي , وأيضا من بين الهدايا المتعلقات الشخصية الخاصة بالدكتور طه حسين وزوجته وعددها 65.