مع بدء العام الدراسى الجديد انتابت حالة من القلق القائمين على العملية التعليمية فى مصر نظراً للأوضاع السياسية المتشابكة والظروف الأمنية غير المستقرة التى تمر بها البلاد فى الوقت الراهن، الأمر الذى يهدد استكمال مسيرة الموسم الدراسى بنجاح خوفاً من تهديدات البعض من الإخوان وغيرها لدرجة جعلت أولياء الأمور يستغيثون بالجهات المعنية لتأمين الطلاب من أية مخاطر قد يتعرض لها هؤلاء مستقبلا مع تعالى أصوات البعض الآخر بتأجيلها لحين استقرار الأوضاع، فيما قام محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم بتوقيع بروتوكول مع اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية والذى يقضى بأن تلتزم الداخلية بتأمين كل مدرسة بعدد من أفراد الشرطة المسلحين ليتولوا تأمين المدارس لاسيما البعيدة عن أنظار رجال الشرطة وأقسامها المنتشرة على مستوى الجمهورية على أن يتم تشديد الرقابة على المجمعات المدرسية التى تحتوى علىعدد من المدارس فى منطقة واحدة أو قريبة من بعضها البعض لضمان سلامة الجميع. كما نص البروتوكول على تأمين خط سير الأوتوبيسات المدرسية قبل خروجها وعند دخولها للمدارس فى خطة محكمة وصفها وزير التربية والتعليم بأنها مضمونة النجاح ولاداعى للقلق الذى ينتاب الطلاب وأولياء الأمور لأن الدولة تعمل جاهدة على الحفاظ على أرواح مواطنيها وهى فى تحد كبير لكل من تسول له نفسه بتعكير صفو العملية التعليمية وللطلاب الذين لاذنب لهم فى الدخول فى صراعات سياسية الهداف منها شل الحياة فى مصر والرجوع للخلف وهو مالم يحدث على الاطلاق. فى الوقت نفسه تعهدت وزارة التربية والتعليم بتأسيس غرفة عمليات موسعة وبمشاركة وزارة الداخلية على أن يكون مقرها وزارة التربية والتعليم وتضم عددا من الخبراء والأمنيين المتخصصين فى المفرقعات، وبعض رجال شرطة النجدة، وشرطة النقل والمواصلات، وشرطة مترو الأنفاق ليكونوا حلقة وصل مع جميع المديريات التعليمية على مستوى الجمهورية فى السياق ذاته انتهت مديرية أمن القاهرة بالتعاون مع الإدارات التعليمية من وضع خطتها الشاملة لتأمين المدارس والتى تعتمد فى المقام الأول كناحية مبدئية لضمان انجاح تلك الخطة على تعزيز سيارات النجدة وأفراد الشرطة السرية فى محيط المدارس التى تكتظ بالطلاب وتشهد تجمعات طلابية كبيرة ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل امتد ليشمل الاستعانة بعدد من الكلاب البوليسية لتأمين معظم المدارس والشوارع ومحطات مترو الأنفاق من المفرقعات وبعض الخارجين على القانون لضمان سلامة الطلاب وعناصر العملية التعليمية كافة. فى حين عقد اللواء أسامة الصغير مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة عدة اجتماعات مع اللواء جمال عبد العال مديرا الإدارة العامة للمباحث الجنائية لمناقشة خطة تأمين المدارس مع الوقوف على آخر المستجدات بالنسبة لأية تغيرات فى تلك الخطة قد تطرأ فى المستقبل مع وضع البدائل لاستقرار نجاحها ظل رفع حالة التأهب القصوى لكل رجال وزارة الداخلية. كما أن تعليمات مساعد الوزير كانت صارمة بشأن انشاء غرفة عمليات إخرى فى مديرية الأمن لمتابعة سير الحالة الأمنية لجميع المدارس والجامعات مع تلقى البلاغات والتعامل معها بمنطق الجدية وما تقضيه بعض المواقف تجاه رد الفعل على تلك البلاغات وعدم الاستهانة بأى منها فى سياق مختلف رفض جميع مسئولى مديريات التربية والتعليم بمختلف المحافظات فكرة الترويج لتأجيل بدء العام الدراسى وكان الرفض قاطعا ومؤكداً على أنه لاداعى للالتفات لبعض الشائعات المنتشرة حالياً فى الشارعا لمصرى من عدم تأمين المدارس بل على العكس هناك عدة محاور تم الانتهاء منها فى وقت سابق تهدف فى نهاية الأمر لحياة طبيعية للطلاب والمدرسين وجميع المهتمين والمستفيدين من العملية التعليمية. حالة خاصة وإن كانت هناك حالة خاصة لمحافظة شمال سيناء بعد الغضب العارم لأولياء أمور الطلاب هناك الذين يصرون على التأجيل، لكن عبد المنعم حرحور محافظ شمال سيناء رفض الانصياع لتلك المخاوف والمطالب بتأجيلها لأجل غير مسمى مشدداً على البدء فى الدراسة مع بقية المحافظات الأخرى. وحجة أهالى شمال سيناء أن الوضع هناك مختلف شكلا ومضموناً عن المحافظات الأخرى باعتبارها محافظات هادئة بنسبة كبيرة لكن ما يحدث فى شمال سيناء من ممارسة الإرهاب ورصد البؤر الإجرامية يجعل المحافظة فى وضع مغاير تماماً بسبب الظروف الأمنية فى مقدمتها فرض حظر التجوال منتصف النهار مما يعوق سير العملية فضلاً عن بعد المسافة بين المدارس وسكن هؤلاء الطلاب. أما ما يتعلق بهيئة مترو الأنفاق فقد أكد عبد الله فوزى رئيس الشركة على الاستعداد التام للموسم الجديد ليس فقط من الناحية الأمنية التى تتولاها وزارة الداخلية وشرطة النقل والمواصلات، ولكن من الناحية التنظيمية حيث تقرر زيادة العمل بالدفع بعدد من القطارات فى أوقات مختلفة لاسيما وقت الذروة سواء فى الصباح الباكر أوظهر اليوم لنقل الطلاب ومرتادى المترو بسهولة دون أية تعقيدات. فوزى أشار إلى وجود خطة محكمة من قبل الأمن للتسهيل على الجميع ومساعدة الطلاب وراكبى المترو منذ بداية اليوم حتى نهايته لتجنب حدوث أية عراقيل الفترة المقبلة شريطة أن يتعاون الجميع من أجل تخفيف العبء عن كل المواطن والطالب على حد سواء. مؤكداً فى نفس الوقت على تلاشى الزحام والتكدس الذى قد يحدث لأسباب خارجة عن الإرادة، حيث تعمل الشركة على حلها منذ فترة ونجحت فى وضع خطة محكمة يأمل أن تتم كما يعول عليها. فى حين تعهدت الإدارة العامة للمرور بايجاد بعض المحاور البديلة لتفادى الزحام والتزام الإدارة بتسهيل الأمر على الطالب والمواطن أيضا. وناشدت الالتزم بخط السير الذى سيتم العمل به حتى تكون المهمة سهلة والتى لاتحتاج سوى التفاهم من قبل الجميع للعمل على المصلحة العامة. الكثافة العالية يقول اللواء محمد على بلال الخبير الأمنى والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية إن المواطنين يجب أن يثقوا فى حكومتهم وجيشهم الوطنى ويجب أن نثق جميعاً فى رجال الشرطة الشرفاء الذين قاموا، ولا زالوا يقومون بواجبهم تجاه الوطن فى تأمين الشارع ومواجهة البلطجة والإرهاب مشيراً إلى أن جيش مصر العظيم بدأ التخطيط منذ ثورة 30 يونيو بعد تفويض الشعب بصورة علمية لمواجهة الإرهاب وهو فى طريقه للقضاء الكامل على كل مظاهر العنف والتطرف بمعاونة الشرطة. ويضيف اللواء محمد بلال أن الكثافة على الطرق مع بداية الأيام الأولى للعام الدراسى الجديد يتم التعامل معها بصورة علمية حتى يتم تجنب الأزمات والاختناقات مشيراً إلى أن الحكومة تتعامل مع الوضع الحالى بصورة واقعية على الأرض بعيداً عن التصريحات البراقة التى تعودنا عليها فى السابق ويشير محمد بلال الخبير الأمنى إلى أن الحوادث الفردية متوقعة رغم الاستعداد الكامل للتعامل مع الأزمات والمواقف الطارئة فى أكبر وأقوى دولة فى العالم وجدنا أعمالاً إرهابية وعنفا وقتلا مثلما تابعنا الحادثة الأخيرة والتى قام أحد الأشخاص بقتل 12 مواطنا أمريكيا وهذا ليس معناه أن الولاياتالمتحدةالأمريكية دولة غير مستقرة لذلك لايجب أن نحمل الأمور أكثر مما تحتمل فالحوادث الفردية واردة ولكن المهم أن الدولة تتعامل بكل مؤسساتها مع الإرهاب والبلطجة بصورة ناجحة ونحن الآن نسير على خطى واثقة لتحقيق الأمن والاستقرار بصورة كاملة وفى النهاية يجب أن نعلم أن العالم كله يعانى من الإرهاب وليس مصر وحدها. أمن قومى وأكد مسئول بقطاع التشغيل بهيئة السكك الحديدية أن الهيئة مستعدة لعملية التشغيل فى أى وقت وهى بكامل جاهزيتها للعمل على كافة الرحلات سواء بحرى أو قبلى والأمر لا يتعلق بأعطال أو أزمات داخل الهيئة ولكن توقف الخطوط الرئيسية للقطارات عن العمل يتعلق بالأمن القومى ونحن على ثقة من أن القرارات التى اتخذتها الجهات السيادية بالدولة لوقف الخطوط الرئيسة بصورة مؤقتة يهدف فى النهاية إلى الصالح العام وذلك تجنباً لحدوث أى أعمال عنف تضر الأمن الداخلى للبلاد أو تحدث ذعرا للمواطنين خاصة وأنه من المعروف أن رحلات السكك الحديدية تقل عددا كبيرا من الركاب وأى حوادث لا قدر الله سوف يكون عدد الضحايا كبيرا لذلك فإن قرار الوقف المؤقت هو فى النهاية تجنباً لحدوث أى حوادث وحفاظاً على أرواح المواطنين ركاب «السكة الحديد» مشيراً إلى أن الهيئة من جانبها تنتظر قرار إعادة التشغيل لعودة العمل مرة أخرى وهى مستعدة بكل طاقتها التشغيلية لقرار العودة من جانب السلطات المسئولة وقت أن تجد الجهات الأمنية الوقت متاحا لذلك، مؤكداً أن الهيئة من جانبها على استعداد لعودة تشغيل الخطوط فى أى وقت حادث إضافى وتضيف شاهيناز الدسوقى مدير مديرية التربية والتعليم بالقاهرة أن خطة العمل الجديدة التى تم تنفيذها مع بداية العام الدراسى تضمنت القيام بإعداد فريق عمل داخل كل مدرسة لمواجهة أى ظروف طارئة يتكون هذا الفريق من بعض المدرسين إضافة إلى الحارس وهذا الفريق الذى يتم تغيير أعضائه من المدرسين كل يوم بصورة تبادلية أطلقنا عليه اسم فريق الأزمات خاصة وأن الهدف منه مواجهة أى مواقف خاصة أو عامة طارئة أو أى ظاهرة غير معتادة بالمدرسة خاصة فى ظل الأحداث السياسية التى تمر بها مصر، مشيرة إلى أنه تم تقديم مذكرة لمجلس الوزراء لمناقشة توفير ميزانية للتعاقد مع حارس إضافى بكل مدرسة لحماية أبنائنا وتوفير الحماية للمدارس حتى يتم تنفيذ البرامج التعليمية بنجاح وتطبق العملية التعليمية بصورة علمية.