بعد انتصار مصر فى حرب أكتوبر عام 1973، قام الرئيس الراحل أنور السادات بإطلاق سراح أفراد جماعة الإخوان والعفو عنهم بإخراجهم من السجون والمعتقلات جراء محاولاتهم اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وقلب نظام الحكم فى محاولتين متتاليتين فى عامى 1954، 1965.. وقد خرجت فصائل إرهابية كثيرة من عباءة الإخوان ارتكبت جرائم إرهابية كبرى أشهرها حادث اقتحام الكلية الفنية العسكرية عام 1972 بقيادة صالح سرية الفلسطينى الجنسية.. وقد خططت هذه الخلية الإرهابية لقلب نظام الحكم، والقبض على الرئيس السادات، وفشلت العملية الإرهابية داخل أسوار الكلية، وتم قتل عدد من الجنود خلال الاشتباك بالأسلحة النارية.. وحكم بالإعدام على طالبين من الكلية هما كارم الأناضولى وخالد الأنصارى.. ثم جاءت جماعة التكفير والهجرة بقيادة شكرى مصطفى عام 1977 وقد قتلوا الشيخ محمد حسين الذهبى وزير الأوقاف حينذاك، وتم إعدام شكرى و4 من معاونيه. وبالرغم من هذه الحوادث الإرهابية لفروع جماعة الإخوان سمح لعبد المنعم أبو الفتوح بتأسيس الجماعة الإسلامية عام 1978 بالجامعات المصرية، وهى فرع مستتر للإخوان.. وتلاقى جيل الشباب بقيادة أبو الفتوح مع جيل الكهول بقيادة عمر التلمسانى المرشد الثالث للإخوان المفرج عنه من السجن.. وقد سمحت السلطات بإعادة نشاط الجماعة وسط القواعد الجماهيرية وتجنيد أعضاء جدد لهم فى مختلف المدن والأحياء وأصدروا الصحف وعقدوا المؤتمرات.. وأذكر أننى حضرت ندوة لهم كباحث وقد عقدت الندوة فى صيف عام 1978 فى حى حدائق القبة بجوار قصر القبة حاضر فيها عمر التلمسانى وآخرون.. وكان السادات يهدف من إطلاق جماعة الإخوان للتصدى التيارات الناصرية واليسارية التى كانت تحدث صراعا لنظام حكم السادات، وكان لها دور فى اندلاع الانتفاضة الشعبية فى يناير 1977.. واستمر الوفاق والوئام بين السادات والجماعة حتى انقلاب السادات عليهم واعتقالهم فى سبتمبر عام 1981، و بعد شهر من الاعتقال تم اغتياله. ثم جاء حكم حسنى مبارك، وابتليت البلاد بموجات إرهابية من جماعات الإرهاب العائدة من أفغانستان التى ارتكبت أبشع الجرائم الإرهابية من قتل مواطنين أبرياء وسياح ورجال الشرطة.. وقد تصدت لهم أجهزة الدولة وكسرت شوكتهم لكن لم تنه عليهم تماما.. وقد سمح مبارك للإخوان بالعودة إلى الحياة السياسة لاستخدامهم فزاعة للغرب لأنهم الوحيدون فى الساحة السياسية المصرية مع قمع الأحزاب السياسية المدنية. وقد تصادم الإخوان هم وحلفاؤهم مع أنظمة الدولة المصرية منذ نشأة الإخوان عام 1928 بدءا من الملك فاروق إلى عبد الناصر إلى السادات إلى مبارك. واليوم كشفت جماعة الإخوان القطبية المتآمرة عن وجهها الإرهابى الحقيقى وهى تحرق منشآت الدولة بالإضافة إلى الكنائس والمساجد. الإخوان انتشر إرهابهم فى كل ربوع مصر.. والسؤال: أين كان الإخوان؟، ومصر الكنانة ذات الأغلبية المسلمة طيلة 1400 عام قبل انشاء تنظيم الإخوان.. ومصر منارة الإسلام عبر أزهرها الشريف.. وسيبقى الإسلام الصحيح ينشره الأزهر الشريف فى ربوع الكرة الأرضية إلى أن تقوم الساعة.