تسبب تصاعد الأحداث السياسية طوال الأيام الماضية، إلى تراجع حاد فى أداء الاقتصاد المصرى، انعكس بدوره على أسعار الدولار التى ارتفعت أسعاره بشدة أمام الجنيه، الأمر الذى تسبب فى زيادة مضطردة فى أسعار بعض السلع الغذائية واختفاء بعضها الآخر. وقد قامت «أكتوبر» بجولة داخل الأسواق فى مختلف المناطق للوقوف على أسعار السلع وتوافرها، خاصة ونحن على أعتاب شهر رمضان الكريم، الذى يتزايد فيه الإقبال على الشراء والاستهلاك خاصة لسلع بعينها كالياميش واللحوم. وفى السطور القادمة تفاصيل الجولة. بداية أنكر أحمد يحي رئيس شعبة البقالة بالغرفة التجارية قيام محلات البقالة والسوبر ماركت بزيادة أسعار المواد الغذائية على الرغم من أزمة السولار، مضيفاً أن التجار يفضلون الخسارة القريبة باستقرارالأسعار وبيع السلع بدلاً من رفع الأسعار بما يقلل من استهلاك المواطنين ويفسد البضائع. وأكد يحيى أن ما يسهم فى استقرار الأسعار، هو استقرار الطلب على السلع الغذائية وعدم تأثر الناس بالدعوات الحاشدة ليوم 30 يونيو، مشيرا إلى أن المواطن المصرى أخذ حصانة من ثورة 25 يناير، حيث كان الاستهلاك للمواد الغذائية وأسعارها أثناء ثورة 25 يناير وفرض حظر التجول معتدلا ولم يهتم الناس باتخاذ احتياطاتهم وتخزين الغذاء، وتوقع يحيى، ارتفاع أسعار السلع الغذائية الموسمية «ياميش رمضان» نظرًا لارتفاع أسعار الياميش عالميًا، وزيادة سعر الدولار أمام العملة المحلية. الحبوب من جانبه قال نعيم ناشد تاجر غلال إن أسعار السلع الجافة هذا العام ارتفعت أسعارها لارتفاع سعر الدولار بالسوق المحلى، واختفائه من البنوك والحصول عليه بصعوبة بالغة وبأسعار باهظة، إضافة إلى ارتفاع أسعار السلع المستوردة عالمياً حيث نستورد ما يقرب من 30% من الكميات المستهلكة، ويباع كيلو الفول البلدى بسعر 5 جنيهات للجملة، و6 جنيهات للمستهلك، ويباع كيلو الفول المستورد للجملة بسعر 2،5 جنيه، ويباع الفول المستورد بسعر 3،5 جنيه، مشيراً إلى أن أسعار باقى الحبوب تعتبر مستقرة ومنها العدس بسعر 6 جنيهات للجملة، و7 جنيهات للمستهلك، والفاصوليا بسعر 8 جنيهات للجملة، و9 جنيهات للمستهلك. أضاف ناشد أن الكميات التى تم استيرادها هذا العام للفول تبلغ نحو 300 ألف طن من دول فرنسا وإنجلترا وأستراليا، استعدادا لشهر رمضان. مشيرا إلى أن سلعة الأرز يزداد الإقبال عليها باعتباره سلعة غذائية استراتيجية يقبل على تناولها كل المصريين ولحسن الحظ شهدت أسعاره استقرارًا قبل حلول رمضان مقارنة بسعره العام الماضى نتيجة لتوفير الكميات المزروعة، ومنع التصدير خلال الفترة الماضية، مما ساعد الحكومة بطرح كميات كبيرة منه فى المجمعات الاستهلاكية ولدى البقالين التموينيين . وعن أسعار البلح هذا العام قال عادل ناشد تاجر تمور سعر البلح يختلف عن أسعار الياميش لأنه منتج يتم تداوله طوال العام بعكس الياميش الذى يتركز الطلب عليه مرة واحدة فى السنة علاوة على كونه من السلع المستورة من عدة دول، أما البلح بالرغم من العوامل التى مرت بزراعته العام الماضى من ارتفاعات فى أسعار السولار، والنقل إلا أن سعره يتراوح بين 4 و 20 جنيهاً .أضاف: الكركديه مصرى وسعره 28 جنيها للكيلو والخروب يتم استيراده من قبرص وسعره 8 جنيهات للكيلو والعرقسوس يتم استيراده من سوريا وسعر الكيلو 22 جنيها، وتأتى العصائر من سوريا ويبدأ سعرها من 12 جنيها للكيلو، أما الكاكاو فيتم استيراده من ماليزيا . نقص حاد وأكد محمد وهبة رئيس شعبة القصابين أن السوق عرض وطلب وكلما زاد الطلب ارتفعت الأسعار، مشيرا إلى أن الإنتاج المحلى لا يكفى 50% من الاستهلاك لذا لابد من سد هذه الفجوة من خلال اللحوم المستوردة والدواجن والطيور المحلية، لكن للأسف لا تزال السوق تعانى من نقص حاد فى الإنتاج مما يفسر ارتفاع الأسعار المستمر فى اللحوم، حيث ارتفعت الأسعار بنحو 30% بينما ارتفعت أسعار الدواجن أيضا بسبب النقص الحاد فى الإنتاج والتهام الأوبئة مثل أنفلونزا الطيور لكميات كبيرة من هذه الدواجن . اتفق معه سيد عبد القادر تاجر لحوم وصاحب الشركة المصرية السعودية لتجارة اللحوم بمنطقة إمبابة، مشيرا إلى أن الشوادر التى تقوم الأحياء والمحافظات بالموافقة عليها فى الأحياء خاصة الأحياء الشعبية والتى عليها إقبال شديد من المستهلكين، خاصة وأن هذه الشوادر تبيع كيلو اللحم من 35 جنيهاً إلى 45 جنيها، لافتاً إلى أن المحليات تساهم فى ذلك قدر الإمكان، وتوفر الشوادر من أجل خدمة المستهلكين فى الأحياء الشعبية، مضيفاً أن أسعار اللحوم البلدى الطازج فى الشوادر لا تزيد على 40 جنيها وهى لحوم بلدية منها مستورد كعجول من السودان وإثيوبيا، ومنها وما هو محلى يباع فى اسواق الجملة. وفى سوق نصف الجملة بالعتبة قال أحد تجار اللحوم إن أسعار اللحوم ارتفعت مؤخرا، فسعر كيلو الكندوز يتراوح من 50 جنيهاً للكيلو، إلى 60 جنيها، أما سعر البتلو فيبدأ من 45 جنيهاً إلى 60 جنيهًا. وأشار أحد الباعة بسوق العتبة للمواد الغذائية إلى أن أسعار السلع ومنها الزبدة المستورد فلم ترتفع أسعاره بل مازال عند 33 جنيهاً للكيلو النيوزلاندى المستورد، أما منتجات الألبان فلم يرتفع سعرها إلا بنسبة لا تزيد على جنيهين للكيلو، وبالنسبة لياميش رمضان فأسعاره تبدأ ربع كيلو الفستق ب 26،5 جنيها، ربع البندق ب 12 جنيهًا، ربع عين الجمل 12،5 جنيها، ربع لوز 19،5 جنيهًا، علبة بلح 800 جم ب 12 جنيها، وعلبة 2 كجم ب 28 جنيها. السلع الغذائية قال أحد تجار الجملة إن معظم السلع اختفت ومنها المساحيق كالإريال وبرسيل، والتجار الكبار رفعوا سعرها من 116 جنيهًا « الشنطة» إلى 120 للبيع بسعر الجملة، كما اختفى الشاى وارتفع سعره من 32 جنيها للكيلو إلى 33،5 جنيه، وكذلك أسعار المكرونات من 38 جنيها للكرتونة إلى 39،5 جنيه، وهذا بخلاف أسعار الأرز والسكر الذى ارتفع إلى 25 جنيهاً لوزن 5 كيلو جرامات، 5 جنيهات للكيلو الواحد بعد أن كان الكيلو يباع ب 3 جنيهات ونصف الجنيه. وقال شيخ العطارين رجب العطار رئيس شعبة العطارة بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن فاتورة استيراد الياميش هذا العام تراجعت أكثر من 30 % وإجمالى ما تم استراده هذا العام يقدر بنحو 30 مليون دولار، مقارنة بالعام الماضى الذى بلغ نحو 80 مليون جنيه، مشيرًا إلى أن ذلك له عدة أسباب أهمها أن الدولار ارتفع هذا العام بنحو 27 % عن العام الماضى، بالإضافة إلى فرض رسوم جمارك تصل إلى نحو 10 % من إجمالى القيمة المستوردة يتم سدادها من قبيل الإفراج الجمركى للسلع، وهى بضائع طازجة مستوردة من 7 دول عربية وأجنبية وجميع أسعار أصناف الياميش ارتفعت هذا العام بنسبة تتراوح بين 10 40% لبعض الأنواع مثل اللوز والبندق بسعر 80 جنيها للكيلو، الفستق الأمريكى ب 96 جنيها للكيلو، عين الجمل الأمريكى 128 جنيها، صنوبر ب 360 جنيه للكيلو، لكن قمر الدين ارتفعت أسعاره بنسبة 30% بسبب ضآلة الانتاجية فى سوريا وتركيا، فلفة قمر الدين هذا العام ارتفعت إلى 12 جنيهًا مقابل 8 جنيهات العام الماضى، وأنه نظرا لحلول موسم الصيام فى عز الحر فإنه يتوقع زيادة الإقبال على المشروبات والعصائر الطبيعية مثل العرقسوس والخروب والكركديه والتمر هندى والدوم وأسعارها لم تتحرك، كما أن أسعار العطارة مثل الكمون والفلفل الأسود وغيرها يزداد الإقبال عليها فى رمضان أيضا وأسعارها ثابتة لم تتحرك. 20 % وقال أحمد العبد الأمين العام الأسبق للغرفة التجارية بالقاهرة، إن هناك ارتفاعا فى أسعار جميع أنواع المكسرات بنسبة لا تقل عن 20% خاصة فى الفستق واللوز، وأرجع العبد، هذا الارتفاع إلى تفاقم أزمة الدولار، مشيرًا إلى أن ارتفاع الأسعار أدى إلى خفض القوة الشرائية، للمستهلكين بنسبة لا تقل عن 25% مشيرا إلى أن مختلف أنواع المكسرات يتم استيرادها من الخارج فيما عدا الزبيب، ومنها اللوز المقشر بسعر 108 جنيهات، وفانوس رمضان وسط ب 160 جنيها، وفانوس ياميش كبير بسعر 320 جنيها، وفانوس جامبو بسعر 480 جنيها. وأضاف أنه بالرغم من اقتراب شهر رمضان، إلا أن الكميات الواردة من الياميش انخفضت بنسبة 50% فضلا عن ارتفاع جميع أنواع الحلويات. وقال المهندس سمير عطية رجل أعمال من منطقة الهرم إن الدول التى يتم الاستيراد منها الياميش، كل عام يأتى على رأسها لبنان وتركيا وأمريكا والهند وسوريا بالرغم من الاضطربات السياسية بها، فضلا عن المركزات والنكهات التى تستورد من ألمانيا وأمريكا الشمالية وبعض دول أمريكا الجنوبية. وأضاف عطية أن قدرة المستهلك على الشراء هذا الموسم ستتراجع فى ظل ارتفاع معظم أنواع الياميش باستثناء البلح البلدى . التخزين ومن جانبه أوضح مصطفى عبد العال عضو غرفة تجارة القاهرة أن أسعار الدولار ورفع الجمارك على السلع التى تراها الحكومة غير ضرورية أو ترفيهية رفع من أسعارها بشكل سريع، لأن التاجر بمجرد علمه بزيادة الأسعار يلجأ للتخزين، وبالتالى فإن المستهلك هو المتضرر الأوحد. وأضاف أن التجار يلجأون إلى شراء مستلزمات الإنتاج للياميش من السوق المحلى للوقاية من رفع أسعار الدولار والاستيراد من الخارج، حتى يكون لدينا سلعة بأسعار مناسبة للجمهور فى شهر رمضان . اتفق معه تاجر من منطقة وسط البلد حيث أشار إلى أن التاجر الذى يريد الحفاظ على سمعته وزبونه لا يمكنه أن يقلل من جودة منتجه مهما بلغت الأسعار زروتها فأهون عليه أن يغلق محله من أن تهتز سمعته، لافتاً إلى أن أسعار الياميش هذا العام ارتفعت نظراً للارتفاعات المتتالية للدولار والمنتجات المستوردة، وأجور العمالة وورق التغليف، علاوة على ارتفاع الخدمات من مياه وكهرباء وغاز وأنبوبة بوتاجاز، مشيراً إلى أن أسعار الحلويات والياميش هذا العام تناسب جميع المستويات للأسرة المصرية التى تطلب الجودة فى الحلويات وأصناف الياميش . عادة للشعوب قال سيد السمادونى عضو غرفة صناعة الحلوى مع الآراء السابقة مشيرا إلى أن ياميش رمضان عادة للشعوب العربية والإسلامية بالكامل، وبصفة خاصة للمصريين، ومهما بلغت الأسعار فلابد أن يكون هناك زبون للموسم حتى ولو كانت الكميات أقل من المعتاد حتى يترك الفرحة لأسرته، لافتاً إلى أن هناك من يستغل التجار من مستوردى المنتجات مثل المسلى والسكر، وغيرها من المستلزمات التى تحتاجها أصناف الحلوى، لذلك يكون تجار الحلوى فى مأزق من ناحية رفع سعر السلعة، ومن ناحية أخرى الحفاظ على الزبون بالسعر المناسب. من جانبه أوضح مرسى جنينة مدير إحدى محلات الحلوى الشهيرة « بالعتبة أن الإقبال على شراء الياميش هذا العام حتى الآن الرغم من اقتراب موسم رمضان ضعيف جداً، مقارنة بالأعوام الماضية، مضيفًا أن رعب 30 يونيو يعتبر سببًا أساسيا فى إقبال المواطنن على تخزين السلعة الضرورية من سكر وأرز وزيوت ومسلى وغيرها من السلع كاللحوم والدواجن، خوفا من رفع سعر السلعة.