** أذكركم بما قاله المهندس حسب الله الكفراوى عن لقاء شارون والرئيس السادات فور توقيع اتفاقية كامب ديفيد، فقد حذر شارون السادات من التفكير فى محاولة تنمية وتعمير سيناء ومنطقة قناة السويس.. وكان هذا الحوار منذ أربعين عاما.. وبالفعل لم تقترب أى حكومة للعهد البائد من قريب أو بعيد من سيناء لتعميرها وتركوا الخراب ينهش فيها وأمن الدولة يحكمها.. واهتموا فقط بالمنتجع الخاص بالمخلوع فى شرم الشيخ الذى احتكره للاستجمام والنقاهة. ويؤكد هذا التحذير المعتقد الصهيونى أن سيناء سيستردها اليهود لتحقيق حلم دولتهم الزائف من النيل إلى الفرات.. ومن أجله تتكرر تلك المشاكل الأمنية خاصة بعد إطلاق مشروع محور تنمية قناة السويس. *** ** ما أشبه الليلة بالبارحة ففى السبعينيات خرج علينا أعداء مصر من الداخل وأعلنوا أن نصر أكتوبر العظيم الذى حققه جيشنا الباسل بدمائه وبقيادته الحكيمة والذى زلزل عرش إسرائيل وغيَّر منظومة السياسة العالمية تجاه الوطن العربى أنه أكذوبة وتمثيلية تم إعدادها مسبقا من خلال سيناريو وإخراج مشترك بين مصر وأمريكا وإسرائيل.. وهو نفس ما يتردد الآن من إعلام الفضائيات وأعداء الداخل عن عملية تحرير الجنود السبعة فى سيناء وما بذل فيها من جهد كبير من الجهات السيادية بداية من مؤسسة الرئاسة ووزارة الدفاع ثم الداخلية وجهاز الأمن القومى والمخابرات الحربية أنها تمثيلية بالغة الذكاء فى الأداء والتحركات.. وغضوا الطرف عن المخططات الاستعمارية المتتالية والمتربصة بمستقبل مصر.. وصموا آذانهم وأغشوا أعينهم عن الفرحة العارمة التى أعلنها غالبية الشعب المصرى خاصة أهالى سيناء الذين خرجوا فى مسيرة حاشدة يعلنون نصر الإرادة المصرية على الخائنين. *** ** ما يحدث فى سيناء يدعو القيادة السياسية إلى سرعة إعادة الأمن بقوة فى أقرب وقت ممكن مع انتشار القوات بأعداد كبيرة مدعمة بأحدث الأسلحة.. لأن التواجد الأمنى مازال ضعيفا مما ينتج عنه نمو وتضخم العناصر الإجرامية بالإضافة إلى الآثار الفادحة من إعاقة التنمية.. ولكن كتب علينا أن نستهلك وقتنا فى معالجة والقضاء على الحصاد المر من سنوات الإهمال والقمع بدلًا من بذله فى تنمية مصر الجديدة. *** ** أصاب بريطانيا القلق والفزع من تنامى عدد المسلمين فيها حتى وصل عددهم إلى 2.7 مليون نسمة لتكون نسبتهم 5% من سكان بريطانيا خاصة أن غالبيتهم من الشباب.. وتقارير أخرى تقول ارتفاع نسبة الإسلاموفوبيا لدى الأمريكان من تعاظم أعداد المسلمين ودورهم.. ولذلك نقول لهم إن الإسلام لا يفرض نفسه ولكن يجذب إليه الآخرين لسماحته ووسطيته ولأنه يحقق العدل ويحدد الهدف الأسمى للحياة. *** ** الدعوة إلى الميدان فشلت بكل اللغات لأن الشعب المصرى استطاع أن يميز بين الطيب والخبيث ويعلم أن التغيير يأتى بالانتخابات.. وهو ما أثبته شعبنا كلما أتت محاولة لهدم الثورة وعرقلة مسيرتها يخرج إلى الانتخابات وغالبيته يؤيد الخطوات الديمقراطية الصحيحة التى ينتهجها النظام الحالى الشرعى. ألم تدركوا أيها الدعاة للفوضى ذكاء الشعب المصرى رغم تكرار محاولاتكم من تسجيل توكيلات والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة وغيرها من الحيل الواهنة وبث الفتن بين مؤسسات الدولة.. فلقد انتهى الدرس..! *** ** أثبتت أمريكا وإدارتها فشلها فى حل الأزمة السورية وعجزها عن تقديم البديل.. وتقف مكتوفة الأيدى أمام الكثير من مشاكل الشرق الأوسط لتضاؤل دورها خاصة بعد سقوط حلفائها فى المنطقة بداية من مبارك الذى وصفه الإسرائيليون انهيار نظامه بسقوط أقوى حليف استراتيجى.. فكل ما تستطيع أن تقدمه هو إثارة الفتن ودعم المنظمات والأشخاص المناهضة للأنظمة الشرعية لتثبت فشلها. فندعوها إلى تخليها عن سياستها الاستعمارية وبث الفوضى فى المنطقة وإلى إقامة سياسة متوازنة فى المنطقة وتتعامل مع أنظمتها الجديدة بشكل داعم وأن تبحث عن حلول جديدة فى سبل التعاون السياسى والاقتصادى.. وبذلك يمكن الحفاظ على دورها القيادى العالمى بشكل أفضل.