أكد «نيوتن أدواكا» رئيس جمعية الفيلم النيجيرية أن السينما فى بلاده تتقدم بخطوات كبيرة جدا، منذ مطلع التسعينات وصولاً إلى الألفية الثالثة لتصبح ثانى أكبر صناعة سينمائية فى العالم. وقال إنه تقدم بورقة بحثية فى إطار «اليوم الإفريقى» الذى خصصه مهرجان القاهرة السينمائى لمناقشة السينما الأفريقية بين الحاضر والمستقبل، وكانت دراسته حول «دور التمويل الأفريقى فى حماية سينما القارة». وضرب من خلال بحثه نموذجاً بالسينما النيجيرية التى تأتى من حيث عدد الأفلام التى تنتجها سنوياً بعد الولاياتالمتحدة وقبل السينما الهندية مباشرة، وفق الإحصائيات التى وردت فى موقع ويكيبيديا، وأصبحت معروفة باسم «نوليوود» بإجمالى إنتاج سنوى يصل إلى 2000 فيلم، بينما بلغ عدد العاملين فى الصناعة 300 ألف شخص وما يقرب من 200 «فيديو منزلى» شهرياً. وأشار إلى أنه تقديراً لهذه السينما، فقد خصصت مهرجانات دولية عديدة قسماً خاصاً بالسينما الأفريقية مثل مهرجان «قادش»، جنوبإسبانيا، وخُصص مهرجان خاص كامل بالسينما الأفريقية مثل مهرجان الأقصر. وتعد صناعة السينما النيجيرية الأكبر على مستوى القارة الأفريقية، سواء من حيث القيمة الفنية أو عدد الأفلام المنتجة سنوياً. وقال إنه بدأ أول إنتاج للسينما النيجيرية فى ستينات القرن الماضى على أيدى صناع أفلام مثل «أولا بالوجن» و«هوبرت أوجندى»، لكن الإحباط كان يسيطر عليهم بسبب ارتفاع التكلفة الإنتاجية للأفلام. وقد حفزت تكنولوجيا التصوير والمونتاج الرقمية ذات التكلفة الأقل إنتاج وانتشار أفلام الفيديو المنزلية. وفى 1992 تصدّر فيلم «العيش فى عبودية» شباك التذاكر فى نوليوود (مدينة صناعة السينما فى نيجيريا) وهو من نوعية أفلام الرعب للمخرج «كريس أوبى رابو» ويُعتبر الفيلم الأول الذى حقق نجاحاً باهراً، واعتُبر قفزة فى صناعة السينما فى نوليوود، ويحكى الفيلم قصة رجل ينضم إلى جماعة عبادات سرية، يقتل زوجته فى واحدة من الطقوس الخاصة بالجماعة، ثم يكسب ثروة هائلة كمكافأة إلى أن يطارده شبح زوجته المقتولة. النجاح الساحق لهذا الفيلم حفّز صناع الأفلام لإنتاج أعمال فنية أخرى سواء أفلام سينما أو أفلام منزلية والعمل على توزيعها فى المدن الرئيسية فى جميع أنحاء نيجيريا، وكان استخدام الإنجليزية كلغة ناطقة للسينما النيجيرية بدلاً من اللغة المحلية عاملاً مؤثراً فى عملية التسويق من خلال الملصقات والإعلانات التليفزيونية. ومنذ ذلك الحين انطلقت السينما النيجيرية إلى العالمية، بدءاً بالفيلم الكوميدى «أوسوفيا فى لندن» الذى كتبه وأخرجه «كينجسلى أوجرو» وقام ببطولته الممثل الكوميدى المشهور «نيكيم أواه»، وتدور أحداثه فى إطار كوميدى حول «أوسوفيا» الشاب القروى الذى يسافر من نيجيريا إلى لندن ليأخذ نصيبه من الميراث الذى تركه له أحد أقاربه بعد وفاته. وكشف أن معظم الأفلام النيجيرية لم تصوَّر فى استوديوهات كنظيرتها فى هوليوود وبوليوود، بل تم تصويرها فى أماكن عامة كالفنادق والبيوت والمكاتب التى كان يؤجرها مالكوها وتُكتب أسماؤها فى تيترات النهاية. أما عن التيمة الأساسية فى السينما النيجيرية فقد تمحورت حول المشكلات الأخلاقية التى ظهرت فى المجتمع النيجيرى الحديث, وأكد أن التقنيات العالية وجودة الصورة الفنية لم تكن المعيار الأساسى لاحتلال السينما النيجيرية المركز الثانى بعد الولاياتالمتحدة، بل إن إنتاجها الغزير من الأفلام السينمائية -والرقمية بشكل أساسى- هو الذى وضعها فى هذا التصنيف العالمى.