بطلة قصة الآيات الأولى من سورة المجادلة هى السيدة خولة بنت ثعلبة زوجة ابن عمها أوس بن الصامت، والتى درجت على احتماله وكان قد شاخ وساء طبعه عما كان عليه من سوء منذ أيام الشباب، قال لها يوما أنت علىّ كظهر أمى، وكان الظهار فى تلك الأيام- أثناء حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم- لا يزال معدودا من الطلاق منذ أيام الجاهلية، وكان لها أولاد منه، خافت عليهم إن ضمتهم إليه ضاعوا وإن ضمتهم إليها جاعوا.. فذهبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو له الأمر، ومع مجادلة طويلة مع الرسول الكريم، كان لا يجيبها عليه الصلاة والسلام إلا بقوله: لقد حرمت عليه وما أوحى إلى شىء من هذا، فقالت للرسول إذن إلى الله أشكو لا إلى رسوله.. فنزلت سورة المجادلة ترد عليها وتنصفها.. وبعدها بسنوات طويلة استوقفت امرأة عجوز شاخت وهرمت، أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وأطالت فى استبقائها إياه، فما تململ ولا تعجلها، وأخذت تعظه فلم يضق ولا استثقل عظتها تقول له وهو منصت بكل حواسه وأمام دهشة وتعجب المحيطين به. قال عمر والله لو حبستنى من أول النهار إلى آخره مازلت إلا للصلاة المكتوبة، لأنها خولة بنت ثعلبة سمع الله قولها من فوق سبع سموات، أيسمع الله قولها ولا يسمعه عمر. هذا بعض مما ذكره المحامى الشهير رجائى عطية فى أحد إصداراته «من فيوض الإسلام» الذى أصدرته له دار المعارف فى أكثر من 400 صفحة.