تعرف على أسعار مواد البناء اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    توريد 194 ألفا و531 طن قمح في كفر الشيخ    بدء مراسم تشييع الرئيس الإيراني ومرافقيه في تبريز    الحوثيون يعلنون إسقاط مسيرة أمريكية فوق محافظة البيضاء    رئيس الوحدة المحلية بقرية أبو غالب: الإنقاذ النهري والصيادون يواصلون البحث عن 9 ضحايا بعد سقوط ميكروباص بالنيل    إصابة 7 أشخاص في حادث تصادم بالدقهلية    وكيل صحة البحيرة يتفقد مصابي أطفال الحضانة بمستشفى الأطفال التخصصي بأبوحمص    لمواليد برج الحمل.. توقعات الأسبوع الأخير من مايو 2024 (تفاصيل)    الحكومة تكشف حقيقية اعتزامها بيع المستشفيات ووقف كل الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين    أسعار الحديد اليوم الثلاثاء 21-5-2024 في أسواق محافظة قنا    اليوم.. وزير التنمية المحلية يزور الغربية لتفقد بعض المشروعات التنموية والخدمية    «الخشت»: أحمد فتحي سرور ترك رصيدا علميا يبقى مرجعا ومرجعية للقانونيين    جامعة بنها تفوز بتمويل 13 مشروعا لتخرج الطلاب    روسيا تفشل في إصدار قرار أممي لوقف سباق التسلح في الفضاء    الأهلي يواصل استعداده لمواجهة الترجي بنهائي دوري أبطال أفريقيا    وزير التعليم يبحث مع نظيره بالمملكة المتحدة آليات التعاون في مدارس (IPS)    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    بسبب لهو الأطفال.. أمن الجيزة يسيطر على مشاجرة خلفت 5 مصابين في الطالبية    تفاصيل الحالة المرورية في شوارع وميادين القاهرة الكبرى اليوم (فيديو)    استقرار أسعار اللحوم اليوم الثلاثاء.. البلدي ب 380 جنيهًا    تاريخ المسرح والسينما ضمن ورش أهل مصر لأطفال المحافظات الحدودية بالإسكندرية    فيلم عالماشي يتذيل قائمة الإيرادات في شباك التذاكر    «القومي للمرأة» يوضح حق المرأة في «الكد والسعاية»: تعويض عادل وتقدير شرعي    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء    "صحة مطروح" تدفع بقافلة طبية مجانية لمنطقة أبو غليلة    خبيرة تغذية توجه نصائح للتعامل مع الطقس الحار الذي تشهده البلاد (فيديو)    حسم اللقب أم اللجوء للمواجهة الثالثة.. موعد قمة الأهلي والزمالك في نهائي دوري اليد    بشير التابعي: معين الشعباني لم يكن يتوقع الهجوم الكاسح للزمالك على نهضة بركان    لجان البرلمان تواصل مناقشة مشروع الموازنة.. التموين والطيران والهجرة وهيئة سلامة الغذاء الأبرز    موعد عرض مسلسل دواعي السفر الحلقة 3    مبعوث أممي يدعو إلى استئناف المحادثات بين إسرائيل وحماس    داعية إسلامي: الحقد والحسد أمراض حذرنا منها الإسلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-5-2024    وزير الصحة يوجه بسرعة الانتهاء من تطبيق الميكنة بكافة المنشآت الطبية التابعة للوزارة    رقم تاريخي لعدد أهداف موسم 2023/24 بالدوري الإنجليزي    الحالة الثالثة.. التخوف يسيطر على الزمالك من إصابة لاعبه بالصليبي    اليوم.. «خارجية النواب» تناقش موازنة وزارة الهجرة للعام المالي 2024-2025    الجنايات تنظر محاكمة 12 متهما برشوة وزارة الري    بعد رحلة 9 سنوات.. ماذا قدم كلوب لفريق ليفربول؟    رغم انتهاء ولايته رسميًا.. الأمم المتحدة: زيلينسكي سيظل الرئيس الشرعي لأوكرانيا    قبل طرحه في السينمات.. أبطال وقصة «بنقدر ظروفك» بطولة أحمد الفيشاوي    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    مندوب مصر بالأمم المتحدة لأعضاء مجلس الأمن: أوقفوا الحرب في غزة    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    مارك فوتا يكشف أسباب تراجع أداء اللاعبين المصريين في الوقت الحالي    احذروا الإجهاد الحراري.. الصحة يقدم إرشادات مهمة للتعامل مع الموجة الحارة    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    حدث بالفن| حادث عباس أبوالحسن وحالة جلال الزكي وأزمة نانسي عجرم    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    عمرو أديب عن وفاة الرئيس الإيراني في حادث الطائرة: «إهمال وغباء» (فيديو)    بدون فرن.. طريقة تحضير كيكة الطاسة    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صفوت البياضى رئيس الطائفة الإنجيلية: اليمين الدستورية للرئيس القادم «كاذبة»!
نشر في أكتوبر يوم 10 - 06 - 2012

«دخلنا نفقاً مظلماً، ولم نخرج منه حتى الآن» هكذا وصف القس الدكتور صفوت البياضى رئيس الطائفة الإنجيلية الفترة الانتقالية التى أعقبت ثورة يناير، مشدداً على أنه كلما طال النفق ازداد قلق الناس التى تريد أن تجنى ثمار الثورة، وتعرف نتيجة تضحياتها ودماء الشهداء التى سالت، مشيراً إلى أن هناك أخطاء قاتلة شهدتها الساحة السياسية بعد الثورة وأصبح الكل يبحث عن تحقيق أهدافه الخاصة دون النظر للمصلحة العامة..
وأكد البياضى أنه لا يوجد برلمان فى العالم بلا دستور كما هو الحال فى مصر، متسائلاً على ماذا سيؤدى الرئيس القادم «قسمه» والدستور لم يوضع بعد؟ ومشدداً على أن اتهام المسيحيين بأنهم صوتوا للفريق أحمد شفيق فى الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية الغرض منه محاولة لإقصائهم وإرهابهم، مشيراً إلى أن الكنيسة تركت الحرية للناس للتصويت حسب قناعتهم الخاصة.
* كيف ترى الأوضاع السياسية فى مصر حالياً؟
* *ضحك قائلاً: سؤال صعب.. مفيش اختيارات؟!.. أعتقد أن مصر فى حالة حراك مستمر من يناير 2011 وحتى الآن، وقد سبق وذكرت فى مقالاتى أننا دخلنا نفقاً من إحدى فتحتيه ولم نصل إلى الفتحة الأخرى حتى الآن، وقلت إن النفق طال وعندما تجد أنه بلا نهاية فإن الناس تبدأ فى القلق، الكل يريد أن يعرف نتيجة الثورة، نتيجة دم الشهداء وآلام المصابين، كلما دفعت ثمناً أكبر من التضحيات توقعت عائداً أكبر، ولكن مرت سنة ونصف السنة ولم نصل للفتحة الثانية من النفق، إلى حالة من الاستقرار، اضطراب الأوضاع الأمنية مثلاً، مصر لم تعرف فى أى وقت من الأوقات على الأقل فى عصرنا الحديث منذ نهاية الملكية وحتى الآن قلقاً أمنياً مثلما نعيشه حالياً، نحن لم نقم بثورة ضحينا فيها بدمائنا لكى نخرج من نظام فاسد له كل هذه المساوئ لنعيش فى خوف وقلق، العملية طالت، وليس هناك نوع من الوئام والانسجام بين مختلف الأطراف، أين ثوار 25 يناير؟ انقسموا إلى جروبات وائتلافات وعندما تقول «ائتلافات» يبقى مفيش ائتلاف، وإنما فرق وشرذمات، لأن الائتلاف يعنى «جمع الكل على كلمة سواء» فهل كل 10 مع بعض نسميهم ائتلافاً؟ هذا لا ينفع، والمشكلة أن القلق بيزيد والتطلع للمستقبل جعل الناس تبدأ فى التفكير بالهجرة.
وبالنسبة للأوضاع السياسية وصلنا الآن لمرحلة اختيار الرئيس وقبلها تم الانتهاء من انتخاب البرلمان بمجلسيه، ولكن الدستور معطل ومعوق، هل يوجد فى الدنيا مجالس نيابية بلا دستور؟ وهذا يعود ل «نعم» بتاعة الاستفتاء، رئيس الجمهورية القادم سيقسم اليمين باحترام الدستور والقانون، هو فين الدستور؟ يبقى قسم الرئيس القادم كاذب.. نحن نسير عكس الاتجاه، كل الدنيا لها دساتير محترمة أمريكا التى عمرها 300 سنة يقولون الذى يغير الكتاب المقدس يغير الدستور بتاعنا.
الدستور أولاً
*هل كنت تفضل وضع الدستور قبل بداية العملية السياسية؟
* *طبعاً، الذين قالوا «نعم» فى الاستفتاء اشتكوا بعد ذلك من المادة 28 فلماذا قالوا نعم؟ الذى يضايقنى أنهم قالوا نعم وهم لا يعرفون لماذا؟ والنتيجة عوار دستورى .. برلمان بلا دستور؟ ولا نعرف متى سيأتى الدستور؟ أو من سيضعه؟ حتى الآن، أعتقد أن هناك ما يسمى ب «الأخطاء القاتلة» التى حدثت بعد سقوط النظام كل واحد عايز يحقق أهدافه بغض النظر عن الأهداف العامة فكما قلت دخلنا نفقاً وأرجو ألا يكون مظلماً لمدة طويلة وأن ينتهى سريعاً..
*كيف؟
* *لازم ينتهى بانتخاب رئيس.
*الكنيسة الإنجيلية كان لها لقاءات مع جماعة الإخوان أسفرت عن توقيع بروتوكول من 10 نقاط، ثم انقطعت أخبار هذه اللقاءات.. فهل مازالت مستمرة أم توقفت؟ ولماذا؟
* *الحقيقة لقد أعلنا نقاطاً ولكن لم نوقع عليها.. وهناك بيان مشترك، لكن أنا صدمت أن الأحداث تغيرت، سألنا المرشد فى مكتبه وهنا فى مكتبى هل كل المواطنين متساوون؟ فأجاب كل المواطنين متساوون «ما عدا» فقلت ستوب مادامت قلت «ماعدا» فلا مساواة، فقال لى «طب خلى المرأة أو المسيحى يترشح وشوف مين ينتخبه؟» قلت هذه اللغة غير مقبولة، ومعناها أنك تقول نحن نرفضك قبل ما ترشح نفسك، يعنى أنا غير مؤهل أن أكون فى هذا الموقع، النقطة الثانية عندما قال لى نحن لسنا مع أن نرشح أحداً منا فى رئاسة الجمهورية فقد اكتفينا بمجلسى الشعب والشورى، وأضاف لو رشحنا أحداً «فأنا الأولى»، ولم تمض أيام إلا ووجدنا مرشحاً، أنا شخصياً احترم كل الناس ولا أحكم على شخص مسبقاً ولا بالسمع ولكن تكلم حتى أراك، فكونك تقول لى «مش هاعمل»، وتعمل مبرراً ذلك بأن الظروف اتغيرت، فالإنسان مصداقية، ومن حق الشخص أن يغير رأيه ولكن يجب ألا أقطع عهداً على نفسى ثم أخالفه.
*هل التقيتم بعد تبادل الزيارات والبيان المشترك؟
* *لا، لأننا دخلنا بعد ذلك فى الانتخابات ومادام لديه مرشح، فليس من اللائق أن تعمل مفاوضات، ستفهم خطأ «يا إما مع وإما على» فالحيادية تستدعى أن يكون التواصل بعد الانتخابات.
*لكن لم تنقطع الاتصالات لسبب آخر؟
* *لا ليس هناك ما يدعو للمقاطعة، ولكن نحن رفضنا الحديث مع أى مرشح وحتى الآن نقول للناس من فضلكم اختاروا من ترونه.
*أى أنكم أنتم من رفضتم استكمال الاتصال؟
* *لا ، لم نرفض، ولكن الأمور توقفت بطبيعتها، الناس مشغولة فى الدعاية، وللحيادية عندما تستمر المفاوضات أثناء الدعاية كأنك تؤيد فريقاً على آخر.
*هذا يجرنا لاتهام البعض للأقباط بأنهم وقفوا خلف مرشح رئاسى معين فى الجولة الأولى للانتخابات وبالتحديد الفريق أحمد شفيق.. فما تعليقك؟
* *أنا أولاً أرفض تصنيف الناس، أنا أعرف مسيحيين كانوا مؤيدين لأبوالفتوح وأعلنوا ذلك، وأبوالفتوح برضه من الجماعة، والأسماء معروفة ولها مكانتها فى البلد أحدهما قال «هذا صديق وأعرفه كويس» هو حر فى اختياره، هناك عدد ليس بقليل من الشباب كان مؤيداً لصباحى باعتباره من الشباب، فكلهم كانوا معه، هناك عدد كبير أعطى صوته لعمرو موسى، كون أنك تصنّف المسيحيين فى جهة، هذا نوع من فكرة «الهجوم الإرهابى» ترهب قطاعاً من الناس حتى لا تؤيد فلاناً أو علاناً، مرشحى التيار الإسلامى الرئيسيين أخذوا ما مجموعه حوالى 10 أو 11 مليون صوت أى أن هناك 13 مليون صوتوا للمرشحين الأخريين فلماذا صنفت المسيحيين فقط؟ لماذا تحدثت فقط عن الذين أعطوا لشفيق؟ وماذا عن الذين أعطوا لموسى أو حمدين؟ تصنيف المسيحيين محاولة لإقصائهم أو لإرهابهم.. علشان المسيحى يقولك وأنا مالى أنا لا أنتخب لا هذا ولا ذاك، أرجع ثانى للانكماش والتقوقع، فى الوقت الذى نشجع فيه الناس ونقول لهم مارسوا حقكم وانتخبوا ما تشاءون، أنا أعرف زوجاً وزوجة لم يتفقا فى الترشيح كل واحد منهما أعطى مرشحاً مختلفاً، فلماذا نسئ لحرية الإنسان ونحجر على حريات الآخرين؟..
حرية الاختيار
*هل ستدعم الكنيسة الإنجيلية مرشحاً معيناً فى جولة الإعادة؟
* * ستدعو الكنيسة كل المسيحيين أن يخرجوا ليدلوا بأصواتهم كما يقتنعون وكما يرون، لأننى لو قلت انتخبوا فلان فسأكون قد أسأت لشعبى، شعبنا مثقف وواع، وفى نفس الوقت الشباب معاند لو قلت له انتخب يمين سينتخب شمال، أنا مبسوط أنهم أصبحوا خارج الكنيسة، طلعوا مع إخوتهم ووقفوا فى ميدان التحرير فى المظاهرات الأولى وأسقطوا النظام، وسعدت أكثر أن الناس شاركت فى الانتخابات، 24 مليوناً أدلوا بأصواتهم هذا عرس حقيقى، هناك شباب مرشح مثل خالد على أو حمدين صباحى وأنا قلت لحمدين مرة ميزتك أنك أكلت فول وطعمية مثلنا، واحد من الشعب المصرى، ناصرى على عينى وراسى ولكن ناصرى معدل، لو عبد الناصر النهاردة كان عايش حيكون عبد الناصر المعدل سوف يغير كثيراً من سياساته ولن يعود لسياسات الماضى لأن الظروف اتغيرت.
*ألن تقوم الكنيسة الإنجيلية بدعم أحد من المرشحين على الرغم من أن أحد قياداتكم هو نائب رئيس الحرية والعدالة؟
* *هو ليس من قياداتنا ولكن والده كان رئيس الطائفة، لكن لا أستطيع أن أقول إنه الآن أحد قيادات الكنيسة لأنه اتخذ طريقاً سياسياً، ونحن نقدر الاختلاف فى وجهات النظر ونحن ننادى بالحرية، والرجل لم يأخذ منصباً فى الحرية والعدالة ولا عضوية مجلس الشعب ولا وزيراً.
*ولكنه نائب رئيس الحزب؟
* *أحد نواب رئيس الحزب ، واحد عمل مداخلة على الفيس بوك أو تويتر وقال لما تعمل نائب رئيس مسيحى، وفى حالة موت الرئيس يصبح النائب رئيساً مؤقتاً لحين انتخاب آخر، فإذا حدث ذلك وجاء النائب المسيحى رئيساً حتى ولو لأسبوعين أو ثلاثة أسابيع فأنت لست صادقاً فيما تقول..
*هل الكنيسة ستدعم مرشح التيار المدنى؟
* *طبعاً، لما يبقى فيه مدنى، الناس بتتكلم الآن على أنه مفيش مدنى أصلاً لأن المدنى معناه «مش عسكرى، ومش دينى» وبالتالى مفهوم المدنى هنا اختلف، ولذلك نقول الناس تختار بقناعتها ، من يستطيع أن يقنع الشارع.
*أى أن الكنيسة تترك الحرية للشعب فى الاختيار، أليس كذلك؟
* *لا تملك غير ذلك، أنا أتمنى أن الناس تطلع وتشارك كلها حتى تتعلم الديمقراطية، تشارك بحرية من غير ضغوط أو إغراءات، من غير شنطة أو مواد تموينية أو قرشين، حتى تكون إرادتنا حرة، ونتعلم من الاختيار، وبعد 4 سنوات إذا أحسن الرئيس يأخذ فترة أخرى، لم يحسن، شكراً وكتر خيرك، فنحن قادرون على التغيير، يجب أن نتعلم من الدول المتقدمة، للأسف الدول العربية لم تعرف جمهوريات حتى اليوم، هات لى رئيس جمهورية ليس ملكاً فى الدول العربية، رئيس جمهورية معناه «دورة أو دورتين ويروّح» لكن إحنا عندنا كراسى ب «الغراء» وعندما يمشى عايز يعطيه لابنه علشان مكتوب عليه اسمه، طب إيه الفرق بين الملكية والجمهورية؟ فى العهد الملكى كانت هناك برلمانات قوية، كنت تجد رئيس حزب مثل النحاس يقول للملك لا ينفع يا جلالة الملك، إحنا الجمهورية عملناها إمبراطورية وهى درجة أعلى من الملكية.
اللجنة التأسيسية
*ما دمنا نتكلم عن أنظمة الحكم والدستور فكيف ترى تشكيل اللجنة التى ستضع دستور مصر القادم؟
* *كنت أول من كتب ومن أول يوم عندما تحدثوا عن اللجنة التأسيسية وقلت لا يجوز أن يكون فى تشكيل اللجنة عضو واحد من مجلسى الشعب والشورى، لأنه هو المنوط به أن ينتخب اللجنة، وبالتالى فلا يجوز أن ينتخب نفسه، أعضاء مجلس الشعب اختيروا كسلطة تشريعية وأنت تختار دستوراً لجميع السلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية، دستور لكل مصر، وينفع لهذه الدورة والدورات القادمة ، فلا يجوز أن تفصل دستوراً على السنوات الخمس بتاعتك، لأن الأغلبية اليوم من الممكن أن تكون أقلية غداً وقد رأينا أن الذين انتخبوا حزباً معيناً فى مجلسى الشعب والشورى، نصفهم فقط أو أقل اختاروا مرشح هذا الحزب فى انتخابات الرئاسة، فهناك متغيرات والدستور للثوابت، الدستور هو الذى سيحكمنا كلنا، وبالتالى المفروض أن يخرج من عموم المصريين، حتى المعاق المفروض يمثل فى اللجنة التأسيسية، لأن هؤلاء فئة من المجتمع وكل أطياف المجتمع يجب أن تمثل فى هذه اللجنة، وحتى الفئات التى لن تدخل اللجنة التى ستقتصر عضويتها على 100 فرد فقط، يجب أن يفتح لها المجال لتقديم أوراقها ومقترحاتها للجنة، حتى يكون الدستور معبراً عن كل المصريين، «دستور المصريين» وليس دستور حزب معين، ليس هناك حزب فى تاريخ مصر وضع الدستور لا من الوفديين ولا السعديين، ولا غيرهم، فى الوقت الذى كان عدد المثقفين فى ذلك الزمان قليلاً جداً ومع ذلك كانت بتطلع دساتير كلها توافق، ونأتى للمماطلة فى وضع الدستور، هل يحتاج الدستور كل هذا الوقت، نحن لدينا دساتير 23 و71 ومواثيق دولية، وفى مؤتمر الوفاق القومى أيام الدكتور يحيى الجمل كان فيه مفكرون ومئات الشخصيات المحترمة واشتغلوا وطلعوا بملف كبير لو انتخبت أية لجنة وأعطتها هذه الأوراق حيطلعوا دستور فى أسبوعين،، لأنه موجود.. أنت لن تخترع دستور، لديك دساتير العالم كله دساتير ملكية وجمهورية ورأسمالية ودول نامية انت لن تؤلف دستوراً، شوف الذى يناسبك وضع المواد التى تريدها.
*هل قدمت الكنيسة الإنجيلية ترشيحاتها للجنة؟
* *حتى الآن تقدمها لمين؟
*لمجلس الشعب..
* *حتى الآن لم يطلبوا، حضرت جلسة من جلسات الاستماع فى المجلس وكان الأزهر ممثلاً وكنا موجودين واتكلمنا وقلنا لما تطلبونا احنا جاهزين..
*كيف ترى دستور مصر القادم؟
* *دستور لكل المصريين، دستور لا يعزل الناس عن بعضها، يحترم كل فئات الشعب، يساوى بين كل المواطنين، لا فرق بين رجل وامرأة، لا فرق لاختلاف الدين، الدين لله والوطن للجميع، لو «سيسنا» الدين سيكون هذا إساءة بالغه للدين، لأنه ثابت والسياسة متغيرة، السياسة مصالح وليست عدالة، ليس بها مبادئ، صديق اليوم عدو الغد والعكس، مزج الدين فى السياسة خطر على الدين، وهذا ما حدث فى المسيحية قبل الإسلام، أسوأ عصر من عصور أوروبا عندما تسيد الدين على السياسة.
*هل هناك توافق على المواطنة والمادة الثانية من الدستور؟
* *طبعاً هناك توافق حولها، ولكن هناك إضافة للمادة الثانية أنه ولغير المسلمين الاحتكام إلى شرائعهم فى أحوالهم الشخصية حتى لا يحدث خلط بين تعدد الزوجات والطلاق بالإرادة المنفردة وتحصل مشاكل.
*هل هناك تنسيق بينكم وبين الكنائس المختلفة فى مصر بالنسبة لموضوع الدستور؟
* *مفيش شك، جلسنا أكثر من مرة وتحدثنا فى إشكاليات الدستور، وكنا فى مؤتمر الوفاق القومى، كانت ممثلة فيه الكنيسة الأرثوذكسية حيث كان يحضر الأنبا موسى بصفة مستمرة، وكان هناك تنسيق وقدمنا اقتراحاتنا، وبعد وفاة قداسة البابا قلت اللقاءات لأنهم انشغلوا فى الجنازة والأربعين، وإن كنا بدأنا بمجلس – وكان هذا من المبادرات التى باركها قداسة البابا فى آخر حياته - أن يكون هناك مجلس لكل الكنائس المصرية واجتمعنا أكثر من 3 جلسات وهناك جلسات قادمة.
*هل تؤيد أن تكون وثيقة الأزهر مواد حاكمة للدستور؟
* *وثيقة الأزهر عليها توافق وطنى، ولكن لم يحدث أن أيدها مجلس الشعب أو أقرها، مع إننا كلنا وصفناها بأنها وثيقة جميلة جداً، لأنها معتدلة بالنسبة لكل الأفكار السائدة، وفيها حريات كثيرة مثل إتاحة الفرصة للإبداع والفن، وعندما يقول الأزهر حرية الإبداع فهذه قيمة كبيرة جداً أن يقولها الأزهر، لن يستطيع أحد أن يمنعك من التمثيل أو أن تؤلف أغنية أو تلقى قصيدة، وقد أيدناها وإن كان لى ملاحظة صغيرة واحدة أنها لا تحتوى على تعبير «الدولة المدنية» لكن الدولة الديمقراطية الحديثة، وفى مرات كثيرة فإن الكلمات الفضفاضة تفسر بمعان مختلفة، أين الدولة المدنية؟، بعض الناس يظن أنك عندما تقول الدولة المدنية فإنك تكون بعدت عن الدين وهذا تفكير خطأ، لأن الدولة المدنية معناها الدولة المتحضرة، التعبير جاء من «الحضارة»، والدولة المدنية لا يمكن أن تفصل عنها الدين أبداً، لأن الدين قيمة والمبادئ إذا انفصلت يبقى خطأ، الدين هو الحاكم للكل، لو عندك مادة فى الدستور تخالف القواعد الدينية من بعيد أو قريب فهذا خطأ، مثلاً مادة تدعو للكفر أو لمقاومة الدين يبقى ارتكبت جريمة، ولكن عندما تقول إن الدستور قواعد دينية أرد عليك «لأ»، لأنه عندما تقول «الله يقول» فلا أحد يستطيع الكلام، ولكن عندما تقول الرئيس قال، فكلامه قابل للحوار، الحكام المستبدون والانتهازيون تستروا فى العصور الوسطى خلف القواعد الدينية، مع أن الحياة متغيرة فيها اقتصاد وسياسة وتعليم وحرية إبداع، فى العصور الوسطى حكموا على العلماء بالإعدام لأنهم فكروا فى نظريات علمية تخالف الدين من وجهة نظرهم.
*ولكن الكنيسة تقبل بوثيقة الأزهر كمواد حاكمة للدستور؟
* *أنا أعتبرها إطاراً قيمياً يحفظ اتجاه الطريق، أطلق عليها خريطة طريق تستطيع أن تقودك إلى أفكار تصوغ فيها مواد دستورية بالإضافة إلى المواثيق الدولية التى وقعت عليها مصر.
لقاء كارتر
*ماذا دار فى اللقاء الذى عقد بينكم وبين الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر أثناء زيارته الأخيرة لمصر؟
* *الاجتماع كان قصيراً حوالى 50 دقيقة وكان الحضور محدوداً حوالى 6 أفراد، وكان حاضراً الأنبا موسى والأنبا يؤانس عن الكنيسة الأرثوذكسية، والأنبا بطرس النائب البطريركى للكاثوليك، وأنا، وعقد الاجتماع فى الكاتدرائية المرقسية، وكانت قعدة ظريفة، وتكلم كارتر عن مستقبل مصر وتكلمنا عن الحريات المنتظرة والتعليم والحضارة والثقافة، وكيف تأخذ مصر طريقها للانتقال لعصر جديد، وقلنا إن مصر محتاجة ليس فقط دعماً مالياً ولكن دعماً فى شكل بعثات تعليمية وثقافية، وناقشنا كيف يمكن أن يعود المبعوثون مرة أخرى لكى يفيدوا مصر، واتكلمنا عن الحريات ومكانة المرأة، ويؤلمنى شخصياً أن مكانة المرأة تدهورت مع أنه لم يحدث طوال التاريخ المصرى أن كانت نسبة تعليم المرأة مرتفعة جداً مثلما هو الوضع حالياً، وبعد الاجتماع ذهب كارتر لزيارة الأزهر وناقش نفس الموضوعات.
رسالة الرئيس السابق
*يقال إنك أرسلت رسالة للرئيس السابق قبل الثورة بأيام فما قصة هذه الرسالة وماذا كان رد فعل الرئيس السابق عليها؟
* *كان هذا تقريباً يوم 12 يناير، وكتبت رسالة بعنوان «رسالة إلى الله» وكانت مناجاة لربنا حول قضية بناء الكنائس، والصعوبات التى نلاقيها، فالكنائس لا تبنى ولا ترمم، وذكرت أمثلة فى القاهرة والصعيد، وذكرت قصة سيدة أمريكية فقيرة جداً لا تملك شيئاً، وكانت توفر طوال السنة لأجل شراء احتياجات العيد لها ولأولادها، وبالفعل جمعت 200 دولار، وللأسف وهى ذاهبة لشراء الاحتياجات اتسرقت، فكتبت رسالة إلى الله حكت فيها قصتها طالبه منه مساعدتها، وألقت الخطاب فى صندوق البريد من غير «ورقة بوسطة» فجاء ساعى البريد وتعجب عندما لم يشاهد طابع بريد على الخطاب، وفتحه وقرأ المشكلة، فتعاطف مع السيدة واقترح على زملائه جمع المبلغ لها وبالفعل جمعوا من بعضهم ولكن كل ما جمعوه كان 180 دولاراً فقط أرسلوها فى خطاب للسيدة، التى فرحت وأرسلت رسالة شكر لله قالت له فيها «أشكرك لأنك سمعت صلاتى واستجبت لطلبى وأنا متأكدة أنك أرسلت لى 200 دولار ولكن عمال البريد اللصوص أخذوا منها 20 دولاراً» يعنى الناس الذين قاموا بعمل الخير أصبحوا هم اللصوص، ثم قلت بما معناه يا رئيس الجمهورية لديك مساعدون كثيرون نشكو مر الشكوى للوزير ولرئيس الوزراء ولا مستجيب ولا حصلنا على 200 دولار ولا حتى ال 180 دولاراً، وقلت ليس لنا إلا أن نلجأ إلى الله، وفى آخر الرسالة قلت استأذنك يا الله أن أبعث بصورة من هذا الخطاب إلى الرئيس، وكتبت صورة «إلى السيد الرئيس محمد حسنى مبارك»، وبالفعل جاء صديق مشترك وأخذ الخطاب وأوصله للرئاسة، وعلمت بعدها أنه قرأ الخطاب وأخذه كفكاهة، وعمل منه صوراً ووزعه على المحيطين به وعلى أسرته، وفى اليوم التالى سافرت إلى أمريكا وكان من المقرر أن أحضر أول فبراير، ولكن ولظروف الثورة وعدم وجود رحلات طيران رجعت أول مارس ولكنى كنت أتابع الأخبار طوال مدة بقائى فى الخارج.
ألفية ابن مالك
*كنت على علاقة طيبة للغاية مع البابا شنودة ، كيف تصف البابا والآن بعد نياحته هل تتخوف الكنيسة الإنجيلية من بعض الأسماء المرشحة لخلافته؟
* *كانت علاقتى به قوية جداً، ونتمنى أن يرشد الله الكنيسة، وربنا يختار الشخص المناسب، مشكلة الشخص المتميز تكمن فى أنه يظلم من يأتى بعده، والصعوبة تزداد عندما يكون عندك شخص فى قيمة وقامة البابا شنودة والمدة الطويلة التى قضاها على الكرسى الباباوى والثقافة العلمية والخبرة النسكية والرهبانية، خلق أنماطاً لم يفعلها أحد من قبله وعلى سبيل المثال الخروج من الكاتدرائية، زمان البابا كان يزار ولا يزور، الناس هى التى تأتى له، هذا «بيت الأمة»، ولكن هو خرج للناس، زار المريض، سأل عن المحتاج، قام بدور رعوى لم يقم به أحد من قبل، كان يهتم ويتابع بنفسه فخلق نفس الجو فى الصف التالى له، عندما تشاهد الكبير هو الذى يذهب للناس لا يمكن أن تجلس أنت فى البيت فتسابق الكل للقيام بنفس الدور، فعمل تغييراً كبيراً فى دولاب الكنيسة الأرثوذكسية، وانفتح على المجالس المسكونية، مجلس الكنائس العالمى، مجلس كنائس الشرق الأوسط، مجلس كنائس أفريقيا، فتح الباب على باقى الكنائس الإنجيلية والكاثوليكية والأرثوذكسية الرومية، كان أستاذ انجليزى وفرنساوى وشاعراً من الدرجة الأولى، عندما سئل عن ألفية ابن مالك وتعجب البعض من أنه يحفظها كلها قال لمحدثه ومستعد أن أسمعها لك بالمقلوب، من آخر بيت لأول بيت، كان يملك ذاكرة قوية للغاية حتى آخر يوم فى حياته رغم ما كان يعانى منه من أمراض، كنت تجده صديقاً وبشوشاً وكريماً جداً، كان صاحب نكتة ويشجعك أن ترد بمثلها، عندما تجلس إليه يزيل الحواجز سريعاً، يساعدك أن تتكلم وحتى أن تعارضه كان دائماً يقول لى « يا تقنعنى.. يا أقنعك»، ربنا يعوض الكنيسة بشخص يكون اتعلم منه، يكون صورة مصغرة منه.
*بعد الثورة ومع صعود تيار الإسلام السياسى ازدادت ظاهرة الهجرة فى المجتمع خاصة بين الأقباط.. ما تعليقكم؟
* *هناك مبالغة كبيرة فى عدد الأقباط الذين هاجروا، هى ظاهرة فى المجتمع كله، وغير مقصورة على الأقباط، اسأل عن كم الأقباط المرفوضين فى السفارة الأمريكية؟ هناك بيختاروا أفضل الناس مادام المعروض عليهم كتير يتقدم 10 يأخذوا 4 أو 5، لأنه مادامت لديهم فرصة الاختيار فإنهم يقبلون أفضل المطروح عليهم، لماذا يأخذون شخصاً ليس لديه إمكانيات يكون عبئاً عليهم، يريدون فقط أصحاب المهارات والإمكانات الذين يفيدونهم، على الجانب الآخر تجد شباب «زى الفل» عايز يسافر لأنه ضاقت به الأحوال حتى قبل الثورة بسنوات، الشباب بيتعرض للموت علشان يسافر إيطاليا مثلاً فى قوارب يعرف أنها قد تغرق به، والآن حيث لا أمان يزداد قلق الشخص على نفسه وعلى أولاده فيحاول السفر للخارج، والمشكلة أن الكثيرين يخرجون بدون لغة أو إمكانات فيعملون فى أصغر الأعمال، أنا أعرف أستاذ جامعة يغسل الصحون فى أمريكا.
*مصر إلى أين؟
* *أنا عايز أقول حاجة، مصر عمرها 7 آلاف سنة اتخبطت واترزعت ولسه مصر، فربنا الذى حفظ مصر طوال آلاف السنين لن يقول أنا تعبت من المصريين هو ساهر وحافظ لنا مادمنا نعمل ونتقى الله، والناس التى تتقى الله لا تضر الآخرين، وكلما ابتعد الإنسان عن أخيه الإنسان ابتعد تلقائياً عن الله، المسألة مثل مثلث قمته الله وكلما قربنا من بعضنا اقتربنا من قمة المثلث أى من الله، وبالتالى يجب أن نكون إيد واحدة فى الحلوة والمرة، فى الجوع والشبع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.