مع اقتراب أول انتخابات رئاسية حقيقية يشهدها المصريون منذ عهد مينا موحد القطرين التى تنطلق هذا الأسبوع.. هل سيغير المصريون رأيهم فى حاكمهم.. والذى ظهر فى أمثالهم الشعبية التى كانت ومازالت تعبيرا ونبضا حقيقيا وخبرة سنين طويلة على ما تعرضوا له من ظلم طوال التاريخ.. فالعلاقة بين المصرى وحاكمه على مدار التاريخ علاقة يحكمها أسلوب الشك وعدم الثقة المتبادلة.. فلم يجد المصرى فى حاكمه إلا القوة الغاشمة التى انقضت عليه لتسلبه حقه فى المعيشة الحرة والحياة الكريمة منذ «الفلاح الفصيح» الذى كان يشتكى للفرعون فلا يجد إلا الظلم.. لذلك ذكرت كتب التاريخ أن المظالم هى التى دفعت الشعب إلى العزلة عن الحاكم.. لذلك كانت عبقرية هذا الشعب فى أمثاله الشعبية التى شخصت هذه العلاقة ومنها «السلطان من لا يجاور السلطان» و «اللى يأكل مرقة السلطان تتحرك شفته» و «فر من السلطان فرارك من الأجرب» و «يا فرعون إيش فرعنك قال مش لاقى حد يردنى» و«حاميها حراميها» و«اللى تقول عليه موسى يطلع فرعون» و«اتوصوا علينا ياللى بتحكمونا جديد.. إحناعبيدكم.. وانتم علينا سيد» «والملك من هيبته يتشتم فى غيبته» «وضرب الحاكم شرف» «واللى يخشى بيت الإمارة يخيط بقه بدوبارة» «وإذا عدل الحاكم جارت الرعية» «وإذا أردت أن تطاع فأمر بما هو مستطاع» «وإصلاح الرعية أنفع من كثرة الجنود».. الآن وبعد ثورة 25 يناير وبعد أول انتخابات رئاسية حرة يتنافس فيها 13 مرشحا على رئاسة الجمهورية الثانية التى جاءت بعد ثورة شعبية تنادى «عيش.. حرية.. كرامة.. عدالة اجتماعية..» هل ستعود الثقة بين الشعب وحاكمه الجديد؟.. هل سينتهى حكم الفرعون؟.. هل سيرضى الشعب المصرى عن حاكمة الجديد؟.. هذا ما ستكشف عن صناديق الانتخابات واختيار الشعب.. الذى يستطيع أن يغيره بعد 4 سنوات.. وهل ستصبح الأمثال الشعبية عن الحكام فعلا ماضيا.. هذا ما سيحدده الشعب فى اختياره!!