سقوط ضحايا ومصابين في قصف إسرائيلي على قطاع غزة    صحيفة: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا    ضغوط جديدة على بايدن، أدلة تثبت انتهاك إسرائيل للقانون الأمريكي في غزة    سيد عبد الحفيظ: أتمنى الزمالك يكسب الكونفدرالية عشان نأخذ ثأر سوبر 94    تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة الجونة    إسماعيل يوسف: «كولر يستفز كهربا علشان يعمل مشكلة»    تستمر يومين.. الأرصاد تحذر من ظاهرة جوية تضرب مصر خلال ساعات    الإسكندرية ترفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال أعياد القيامة وشم النسيم    لو بتحبي رجل من برج الدلو.. اعرفي أفضل طريقة للتعامل معه    مينا مسعود أحد الأبطال.. المطرب هيثم نبيل يكشف كواليس فيلم عيسى    المحكمة الجنائية الدولية تحذّر من تهديدات انتقامية ضدها    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الجديد.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم السبت في الصاغة    مالكة عقار واقعة «طفل شبرا الخيمة»: «المتهم استأجر الشقة لمدة عامين» (مستند)    مصطفى بكري عن اتحاد القبائل العربية: سيؤسس وفق قانون الجمعيات الأهلية    وكالة فيتش تغير نظرتها المستقبلية لمصر من مستقرة إلى إيجابية    جوميز يكتب نهاية شيكابالا رسميا، وإبراهيم سعيد: بداية الإصلاح والزمالك أفضل بدونه    حي شرق بمحافظة الإسكندرية يحث المواطنين على بدء إجراءات التصالح    ارتفاع جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 مايو 2024 في المصانع والأسواق    37 قتيلا و74 مفقودا على الأقل جراء الفيضانات في جنوب البرازيل    دفنوه بجوار المنزل .. زوجان ينهيان حياة ابنهما في البحيرة    العالم يتأهب ل«حرب كبرى».. أمريكا تحذر مواطنيها من عمليات عسكرية| عاجل    بعد انخفاضها.. أسعار الدواجن والبيض اليوم السبت 4 مايو 2024 في البورصة والأسواق    صوت النيل وكوكب الشرق الجديد، كيف استقبل الجمهور آمال ماهر في السعودية؟    رشيد مشهراوي ل منى الشاذلي: جئت للإنسان الصح في البلد الصح    المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الإذاعى أحمد أبو السعود    معرض أبو ظبي للكتاب.. جناح مصر يعرض مسيرة إبداع يوسف القعيد    حسام موافي يوضح خطورة الإمساك وأسبابه.. وطريقة علاجه دون أدوية    «صلت الفجر وقطعتها».. اعترافات مثيرة لقاتلة عجوز الفيوم من أجل سرقتها    برش خرطوش..إصابة 4 من أبناء العمومة بمشاجرة بسوهاج    وفاة الإذاعي أحمد أبو السعود رئيس شبكة الإذاعات الإقليمية الأسبق.. تعرف على موعد تشييع جثمانه    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    حازم خميس يكشف مصير مباراة الأهلي والترجي بعد إيقاف تونس بسبب المنشطات    هييجي امتي بقى.. موعد إجازة عيد شم النسيم 2024    عرض غريب يظهر لأول مرة.. عامل أمريكي يصاب بفيروس أنفلونزا الطيور من بقرة    برلماني: تدشين اتحاد القبائل رسالة للجميع بإصطفاف المصريين خلف القيادة السياسية    أحمد ياسر يكتب: التاريخ السري لحرب المعلومات المُضللة    كندا توقف 3 أشخاص تشتبه في ضلوعهم باغتيال ناشط انفصالي من السيخ    مصرع طفلين إثر حادث دهس في طريق أوتوستراد حلوان    احتراق فدان قمح.. ونفوق 6 رؤوس ماشية بأسيوط    تقرير: 26% زيادة في أسعار الطيران السياحي خلال الصيف    وكالة فيتش ترفع نظرتها المستقبلية لمصر وتثبت تصنيفها عند -B    وكالة فيتش ترفع نظرتها المستقبلية لمصر إلى إيجابية    توفيق عكاشة: الجلاد وعيسى أصدقائي.. وهذا رأيي في أحمد موسى    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    الخطيب يهنئ «سيدات سلة الأهلي» ببطولة الكأس    تعثر أمام هوفنهايم.. لايبزيج يفرط في انتزاع المركز الثالث بالبوندسليجا    «البيطريين» تُطلق قناة جديدة لاطلاع أعضاء النقابة على كافة المستجدات    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    سلوي طالبة فنون جميلة ببني سويف : أتمني تزيين شوارع وميادين بلدنا    250 مليون دولار .. انشاء أول مصنع لكمبوريسر التكييف في بني سويف    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    فريق طبي يستخرج مصباحا كهربائيا من رئة طفل    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحداث العباسية مؤامرة لإسقاط الدولة
نشر في أكتوبر يوم 13 - 05 - 2012

أشاد عدد من خبراء الشئون السياسية والاستراتيجية بتعامل القوات المسلحة مع أزمة أحداث العباسية الأخيرة، مؤكدين أنه كان لابد من استخدام القوة والضرب بيد من حديد على يد كل من تسول له نفسه الاعتداء على هيبة الدولة الممثلة فى مقر وزارة الدفاع.
وشددوا على أنه فارق كبير بين المتظاهر السلمى والبلطجى الذى يسعى إلى حرق وتدمير المنشآت العامة وبث الفوضى وتكريس عدم الاستقرار لتنفيذ أجندات خارجية تسعى لضرب أمن مصر والحيلولة دون إجراء انتخابات رئاسة وجر البلاد إلى مستنقع الفتن والتشرذم.
حول رأيه فى هذه القضية التى كانت محور اهتمام المصريين كافة على مدار الأيام الماضية يقول المهندس أحمد بهاء الدين شعبان وكيل الحزب الاشتراكى المصرى إن الجيش المصرى وقيادات وزارة الدفاع هى قوة وطنية خالصة، مهمتها الدفاع عن الأمن الوطنى.. وحماية المصالح العليا للدولة.. والمجلس العسكرى يقوم حاليا باختصاصات رئيس الدولة.. والهجوم على مقر قيادة الجيش فى وزارة الدفاع تحت أية ذريعة،
أمر لا يمكن قبوله فى هذه الفترة.. والتى تتصاعد فيها التحديات من حولنا، وتهدد بلادنا من الداخل والخارج أخطار جسيمة.. وإذا كان هذا التصرف مرجعه التعصب لشخص بعينه (حازم أبو إسماعيل).. الذى ثبت بالدليل القاطع أنه مزور فى أوراق رسمية.. ولا يمكن له الاستمرار فى الترشح بموجب القانون الذى ارتضاه سابقا وروج له!.. واتهم معارضيه بالكفر والخروج من الملة!.. فإن هذا الأمر يصبح عبثا، وخطرا حقيقيا يجب الانتباه له.
وأضاف: العديد من القوى السياسية كان لها انتقادات لإدارة المجلس العسكرى المرحلة الانتقالية لكن هذا أمر وما يحث الآن أمر آخر.. فالذى تستهدفه التيارات الدينية محاولة السيطرة على المشهد بعد الثورة.. وإحداث تغيير جذرى فى هوية المجتمع المصرى وطبيعة الدولة المدنية المصرية التاريخية.. والتى سيظل الجيش المصرى أحد أعمدتها الرئيسية.. وهناك محاولات دءوب من هذه التيارات لاقتناص الفرصة.. وإحكام السيطرة على مقاليد الدولة، وفى مقدمتها جهاز الأمن والقوات المسلحة.. وهو ما يعنى لا قدر الله تحويلها إلى دولة على النمط الأفغانى الطالبانى التى حكمها أمراء الحرب.. وهو ما رأينا عينة منه فى ميدان العباسية.. فقد ظهرت تنظيمات عدة منها أصحاب الرايات السوداء والملثمون والذين رفعوا شعارات:«أوباما يا أوباما.. إحنا جنود الشيخ أسامة» وهؤلاء تحت إمارة محمد الظواهرى بالإضافة إلى ما نشر على مواقع الانترنت من دعاوى العنف، وإراقة الدماء والتكفير الذى قاله المدعو (أبو الأشبال).. والذى دعا إلى إعدام قيادات الجيش! وهذه أمور على درجة بالغة من الخطورة تشير إلى أن الاستمرار فى التهاون فى مواجهتهم ستؤدى إلى كوارث عظمى.
وأضاف شعبان أن الفترة الماضية شهدت مخالفات دستورية وقانونية فقد تشكل عدد كبير من الأحزاب الدينية فى مقدمتها «الحرية والعدالة» و«النور» و«الأصالة» و«النهضة»، وغيرها.. وكلها أحزاب ترفع شعارات دينية صريحة.. وترفض الالتزام بإقامة الدولة المدنية.. وتضرب مبدأ المواطنة فى الصميم.. وتعادى حرية الرأى والإبداع.. وتعتبر أن الديمقراطية كفر.. وبمثابة وسيلة للوصول إلى السلطة.
ويطالب شعبان بالمواجهة الحاسمة مع هذه التيارات وذلك بإعمال القانون الذى يحرم تشكيل أحزاب على أسس دينية أو عرقية.. يمنع خلط الدين بالسياسة، أو استخدام دور العبادة للدعاية.. كما يمنع تلقى الأموال من جهات خارجية.. ومن المؤكد أن أذرع من هذه التيارات تدفقت عليها مئات الملايين من الدولارات من دول نفطية يهمها وأد الثورة المصرية.. والسيطرة على اتجاهات مصر المستقبلية.
ويحذر وكيل الحزب الاشتراكى المصرى من أن الهجوم على محيط وزارة الدفاع بالعباسية رغم كل المخاطر التى كانت تحيط به ربما تدفع الأمور إلى أزمة قد تنتهى بتأجيل انتخابات الرئاسة، ذلك لأن جماعة الإخوان المسلمين تدرك جيدا أن فرص مرشحها محمد مرسى للرئاسة تتضاءل يوما بعد آخر لذا فليس من مصلحة الجماعة الآن إتمام الانتخابات كما تعرض الإخوان لضربة قاصمة بحكم المحكمة الإدارية العليا بإبطال تشكيل اللجنة التأسيسية فضلا عن احتمال صدور حكم من المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب.. وهذا ما يعنى أن مشروع الإخوان المسلمين بالكامل قد تقوض.. وانهار كاملا.
سن الرمح
من جهته يرى اللواء بدر حميد (من الضباط الأحرار) أن الذين ذهبوا إلى الوزارة هم سن الرمح. أما الرمح نفسه فيشمل الجماعات الإسلامية بكل أطيافها ومسمياتها بما فيهم أولاد أبو إسماعيل..رغم أنهم ليسوا الضالعين بمفردهم حيث توجد أطراف وأذرع من قوى إقليمية دولية.. وهم جميعا جزء من اللعبة الدولية.. ويوجه اللواء بدر حميد النصح والتحذير إلى أمراء الخليج الذين يلعب بعضهم هذه اللعبة أن يعلموا جيدا أنه إذا سقطت مصر لا قدر الله لأصبحوا جميعا تحت الرماد.. لكننا لا نخشى من هذا العبث الصبيانى.. وليعلم الجميع أن مصر بها رجال وعقول تدير المعركة بحكمة. مطالبا أصحاب اللحى أن يعودوا إلى رشدهم ويتقوا الله فى وطنهم الذى لا يستحق ذلك.. وعليهم أن يعرفوا أن مصر برجالها ومفكريها أكبر من هذه الدعاوى. وستصل إلى أهدافها وتنجح ثورتها.. أما هؤلاء الذين يريدون الوقيعة بين الجيش والشعب وإشاعة الفوضى فى البلاد.. ويرغبون فى إلحاق مصر بدول حولنا مثل سوريا وليبيا واليمن فهم واهمون بسبب بسيط أن الجيش ابن الشعب وجنوده من أبنائه وقد انكشف أمرهم.. وعرف الشعب خديعتهم.
وأشار اللواء حميد إلى أنه من أبناء وسكان العباسية والبلطجية الذين هاجموا المعتصمين ليسوا من أبناء المنطقة الذين يعرفهم ويتعايش معهم، مشدداً على أن الذين ارتكبوا الجرائم بالحرق والتخريب اندفعوا بمساعدة الآخرين لكى يهدموا عمود الخيمة فى مصر (القوات المسلحة).
تعطيل المرافق
ويشير المستشار د. محمد عبد المجيد إسماعيل نائب رئيس مجلس الدولة إلى أن حق التظاهر السلمى تكفله الدساتير والتشريعات فى الدول المختلفة مادام تظاهراً سليماً منظماً للافصاح عن وجهة نظر كما أنه صورة من صور حرية التعبير لكن المحظور هو أن يتحول التعبير عن الرأى إلى أفعال مجرمة يجرمها قانون العقوبات، والمجرَّم أيضاً أن يتم تعطيل سير المرفق العام بالمخالفة لمبدأ المرفق العام بانتظام، واضطراد وهو مبدأ دستورى وقضائى مستقر فى قضاء مجلسى الدولة الفرنسى والمصرى.. فقطع الطريق على سبيل المثال، وتعطيل سير المرافق العامة بهدف ضرب مصالح المواطنين، وارتكاب أفعال إجرامية تعكر صفو الأمن العام، كل هذا يخرج من الإطار العام لفكرة التظاهر السلمى وحرية التعبير عن الرأى.. وحرية المواطن فى التعبير عن رأية تنتهى عند البدء فى ارتكاب أى فعل ما من شأنه الإضرار بالأمن العام.. وبث الفزع فى نفوس المواطنين.. وتعطيل سير المرافق العامة.. وليس أدل على هذه الرؤية من خطر التجوال الذى فرضه المجلس العسكرى حول الطرق المؤدية إلى وزارة الدفاع.
حل وطنى
د. محمود أبو العينين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة له رأى آخر وهو أن الأزمة فى عقول المهاجمين والمحرضين فى أحداث العباسية تكمن فى أنهم لا يستطيعون التعايش مع القوى الوطنية فى الدولة.. كما أنهم لا يستطيعون أن يعيشوا فى وفاق مع القوى السياسية الأخرى، بالرغم من الفرصة التى اتيحت لهم!.
وهذه هى النقطة الأساسية فى الموضوع.. وبعبارة أخرى.. هؤلاء الذين حرضوا أو الذين قاموا بالهجوم على مؤسسات الدولة لن يسكتوا.. حتى لو تم انتخاب رئيس الجمهورية.. وعلى ذلك فلابد من إيجاد حل وطنى فى مواجهتهم، مشيراً إلى أنه كمحلل لتصرفات وسلوك الجماعات والتيارات الإسلامية منذ البداية.. فهؤلاء لا يتحملون وجهات النظر الأخرى.. وسيكونون مصدر قلق للدولة.. حتى فى ظل الجمهورية الجديدة.. وهؤلاء لم يجدوا قوة ترد عليهم ممثله فى إعمال القانون منذ البداية، وقدمت لهم تنازلات مستمرة بسبب الضغوط التى مارسوها.. فكلما مارسوا الضغوط حصلوا على مكافأة.. وهذا ما شجعهم فى الاستمرار فى المخطط الجهنمى لاسقاط الدولة المصرية.. وبعد سقوط النظام السابق.. سعوا إلى تحقيق أهداف غير واقعية وخيالية، تتعلق بإقامة دولة الخلافة.. وعدم الارتباط بالأوطان.. متناسين أن هذه المسألة لا تتحقق إلا بإرادة الشعوب وموافقتها فى استفتاءات علنية.. مع الاعتبار مراعاة الظروف الدولية والإقليمية الملائمة.. أما الأمر الثانى فهو عدم قدرتهم على فهم ظروف المرحلة الراهنة.. وهى فكرة إعادة بناء النظام، والجمهورية الجديدة وبسرعة.. وهذه النقطة لا أحد ينظر إليها بتأمل وعقل .. فالأزمة الراهنة، هى أزمة سرعة إعادة بناء النظام الذى أنهار.. وإعادة تأمين الشعب المصرى فى حياته ومستقبله، وهذه هى الأولوية الأولى.
ويحذر أبو العينين من أنه بدون وجود جيش وطنى قوى لا نستطيع بناء الدولة وبدون حكمة فى التصرف فإن جميع القوى السياسية لن تستطيع أن تفعل ذلك.. وقد تؤدى هذه التصرفات إلى استمرار الكبوة التى نحن فيها. وعلينا أن نساهم فى العمل على احترام قواتنا المسلحة.. وتثبيت ثقة أفراد القوات المسلحة فى أنفسهم.. وتعزيز احترام الجميع للنظام الجديد.. الذى شارك فى وجوده الجميع بما فيهم الجيش.
منارة الإسلام
من جانبه يتساءل اللواء د. نجاتى ابراهيم الخبير الاستراتيجى من المستفيد من محاولة اقتحام وزارة الدفاع وإضعاف الشرطة المدنية، والكثير من مؤسسات الدولة فى الفترة التى اعقبت ثورة يناير؟
ويضيف أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أعلن أنه فى مواجهة التجاوزات فى احداث العباسية لم يتعامل معها عن ضعف.. وإنما مارس أقصى ما يمكن من صبر.. وقد واجه ماجرى بكل حكمة.. وقام بعملية تأمين منطقة العباسية بأقل خسارة ممكنة واتخذت القوات المسلحة موقفاً حاسماً بإخلاء المنطقة المحيطة بوزارة الدفاع.. أما الذين يقفون وراء ذلك فإن لهم أجندات داخلية وخارجية، والجهاد الذى أعلنه البعض من قوى التيارات الظلامية غير مجدٍ، فقد جربوا ذلك فى فترة التسعينات وفشلوا، مشيراً إلى أن العلاقات الدولية مبنية على التنافس والصراع، والسعى وراء المصالح وعلى ذلك فإن تيار الاسلام السياسى يتجه إلى طريق غير محدد الملامح تماماً لأن الدين هو علاقة العبد بربه.. ولا يوجد شىء اسمه الاسلام السياسى فالسياسة تعنى البحث عن المصالح.. والدين ثابت لا يتغير.
قوى خارجية
ويعتقد د. سيد أحمد محمود وكيل كلية الحقوق بجامعة عين شمس أن هناك قوى خارجية، علاوة على القوى الداخلية تدعم هذا الموقف لإثارة البلبلة قبل إجراء الانتخابات الرئاسية وأنهم يسعون إلى زعزعة الثقة فى القوات المسلحة ومجلسها العسكرى باعتباره المسئول عن إدارة شئون البلاد فى هذه الفترة.
هذه القوى المدعومة من الخارج لاتبحث عن مصلحة مصر.. بل تسعى إلى تحقيق مصالحها.. وهذا أمر مرفوض من غالبية الشعب المصرى.. فعلينا أن نسعى لرفعة شأن المواطن فى جميع المجالات.. أما مسألة هدم الدولة المدنية وإسقاط هيبتها هى محاولة الغرض منها ان تكون الدولة دينية وليست مدنية.. وأضاف بالنسبة للتيارات الدينية فمن حقها ترشيح من يمثلها فى الانتخابات القادمة، ولكن لا يجوز أن تحتكر كل المناصب لأن ذلك لا يمت إلى الديمقراطية بصلة، لأنها تعنى تعدد الآراء والتوجهات، وترك الاختيار للقاعدة الشعبية العريضة، لأن الشعب هو مصدر سلطات الدولة.. وهو حامى هذه البلاد من أخطاء الأقلية ولا يجوز لأى فصيل أو أية قوى أن تهين القوات المسلحة، لأن كرامة القوات المسلحة من كرامة الشعب.. ولكل فصيل أن يعبر عن رأيه بالسبل المشروعة قانوناً.. ولا يعتدى على مؤسسات ومرافق الدولة.. أو يمسها بأى مكروه، لأن ذلك يعنى الاعتداء على هذا الوطن والمواطنين.
ويشدد د. سيد احمد على كل مواطن مصرى أيا كان انتماؤه أو جنسه أو ديانته أو ثقافته أو عرقه أو طائفته أن يحرص على مصلحة الوطن الذى يعيش فيه.. وينتمى اليه.. وألا يفكر مطلقا فى العمل على المساس به.. أو إهدار قيمته وكرامته داخلياً أو خارجيا.. فالعلو لله وحده.. ثم لرفعة هذا الوطن.
حرية التعبير
ويشير اللواء مهندس حازم عبد الرحمن العبد من أبطال حرب أكتوبر وعضو جمعية المهندسين المصرية إلى أن القوى المضادة للثورة تسعى للسيطرة على مصر لتحقيق مصالح خاصة بعيدة عن المصلحة العامة للبلاد، وعلى ذلك فلابد من التصدى للتخريب ووضع ضوابط للديمقراطية بوضع قواعد للتعبير عن الرأى، بما لا يضر بالمصالح الحيوية.. أسوة بما يجرى فى الدولة المتقدمة وبمناسبة أحداث العباسية فإنه يجب علينا التفكير فى تنفيذ مشروعات قومية يلتف حولها طوائف الشعب خاصة الشباب، ولابد من تفعيل المشروعات القومية فى جنوب الوادى وسيناء.. وكافة ربوع مصر مستشهداً بالمشروعات القومية التى نفذت فى الستينات مثل السد العالى والاصلاح الزراعى.. والخطط الصناعية والاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف الاسلام يدعو إلى الالتزام بالاخلاق.. مع استخدام الحزم لصون المصلحة العامة.. وهناك أصابع خفية، قد تكون داخلية أو خارجية تسعى لإحباط مسيرة الثورة لمصالح شخصية وفئوية ولصالح تيارات معينة ويجب ألا ينسى هؤلاء المخربون أن مصر دولة عربية افريقية اسلامية.. وهى مهد الحضارات ولهذا يجب التصدى للفئة التى تنفذ أجندة خاصة وتسعى للعبث بالبلاد والسيطرة على مفاصل الدولة، وذلك باتباع طرق غير مشروعة للوصول إلى السلطة.. وعلى الجميع الاتفاق على مشروعات قومية.. ومقاومة الظلم الطبقى، مشيراً إلى أن مصر بدأت فى العصر الحديث تنفيذ برامج التعمير.
ويؤكد اللواء حازم عبد الرحمن أن الجيش المصرى هو الدرع الحامية للبلاد والمحافظة على حدودها من أى اعتداء.. ولذلك يجب الحفاظ على هذه المؤسسة العريقة، وعدم المساس بها والجيش المصرى له دور مشرف على مدى العصور خاصة أثناء حرب 73.. ولابد من الرجوع إلى الشرعية دون التعصب أو التشدد أوالاستبداد بالرأى الواحد لأن تكاتف كل قوى الشعب مطلوب الآن وبشدة للخروج من الازمة.. ذلك لأن رسالة الانسان فى الارض ان يعمر فيها.. فالتعمير والعبادة هى العبادة الحقيقة بنص قول الله تعالى: (هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا).
العنف والفوضى
وأوضح د. إكرام بدر الدين استاذ العلوم الساسية بجامعة القاهرة أن القانون كما يعطى حقوقاً فإن ذلك يقابله واجبات ومسئوليات فالقانون الذى يتيح حق التظاهر السلمى يرفض الاعتداء على الآخرين أو الممتلكات العامة والخاصة كما يرفض أن يتم تعطيل وسائل النقل.. أو حمل الأسلحة.. وعدم الاعتداء على المنشآت والمرافق العامة.
وأضاف لابد أن يكون هناك نوع من الفهم والوعى القانونى الذى يمنع الفوضى واستخدام العنف.
وبخصوص ما حدث فى العباسية يقول: إننا لا نستطيع توجيهة الاتهام إلى اتجاه سياسى أو فصيل معين قبل ظهور نتائج التحقيقات الجارية حاليا.. وفى جميع الأحوال فإن هناك من انجراف فى هذه الأعمال لسوء بسوء أو بحسن نيه، وعلينا جميعا أن نفهم أن القوات المسلحة هى الدعامة التى حمت الدولة المصرية من الانهيار بعد أحداث ثورة يناير.. فى ظل ما تعرضت له الشرطة من انهيار.. ونحن لا نستطيع أن نتناسى دور الجيش فى دعم الثورة منذ بدايتها.
ويستطرد د. إكرام بدر الدين قائلا: إن المرحلة الانتقالية حدث بها أخطاء، لكن نوجه الدعوة للجميع بتغليب المصلحة العليا للوطن على أى مكاسب ضيقة لأى فصيل أو حزب أو اتجاه حتى يمكن اجتياز ما تبقى من المرحلة الانتقالية بسلام.. ومن المرغوب فيه النظرة المتعلقة وعدم الانجراف فى مناوشات سواء بين الشعب وأجهزة الأمن.. أو بين الشعب والجيش.. أو بين الشعب والشعب بكل فئاته وطوائفه.. لأن الوضع ينطوى على حساسية كبيرة من الناحية السياسية.. وإذا كان هناك ثمن لتحقيق الديمقراطية.. فلنحاول أن يكون محدوداً.
ويشدد د. إكرام بدر الدين على أن ما حدث فى العباسية إذا تكرر فى أماكن أخرى سيؤدى إلى عدم الاستقرار السياسى، مما يعنى إطالة الفترة الانتقالية.. وكافة الأطراف مدعوة إلى التفكير.
حرق الوطن
ويؤكد اللواء د. وجيه عفيفى رئيس المركز العربى للدراسات الاستراتيجية أن ما حدث فى العباسية يمثل منحنى خطيراً لا يمكن السكوت عليه.. وهناك مخطط مشبوه يسعى إلى تدمير هذا الوطن.. وليس أدل على ذلك من توالى أحداث محمد محمود وماسبيرو وغيرهما.. ثم محاولة اقتحام وزارة الدفاع، وهى إحدى الوزارات السيادية التى يملكها الشعب.. وهذا العبث يحقق أهداف ما تسعى إليه قوى الشر والبغى.
والمجلس العسكرى لم ولن يطلق الرصاص على أبنائه.. بالرغم من الذين يسيئون إليه.. وهذه الجماعات والمنظمات التى خرجت من السجون.. والتى كانت قابعة فيه طوال فترة حكم الرئيس المخلوع.. ولديها الشعور بالانتقام هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى فإن وصول جماعة الإخوان والسلفيين إلى مجلسى الشعب والشورى لم يخدم القضية الوطنية.. والسبب فى ذلك أنه ليس لديهم رؤية سياسية أو استراتيجية، فصار التخبط والفوضى منهجا سياسيا لهؤلاء النواب.. واللجنة العليا للانتخابات لم تحسم المواقف القانونية منذ البداية، خاصة فيما حدث من غياب القانون.. وعدم القيام بمحاسبة المرشحين الذين تجاوزوا قراراتها خاصة الدعاية الانتخابية وحصول العديد منهم على مبالغ مالية من الخارج.. ولم يتخذ إجراء قانونى ضدهم، مشيرا إلى أن أحداث العباسية وراءها مخططات خبيثة تشارك فيها أجهزة الموساد والمخابرات الأمريكية.. أما الطرف الثالث فهم فلول أمن الدولة المنحل وعناصر فرق الاغتيالات.. وهناك غياب الفكر الاستراتيجى والسياسى لهذه الجماعات، لأنهم عاشوا فى السجون مدة تزيد على 50 عاما.
ويطلب اللواء د. وجيه عفيفى من المجلس العسكرى الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه تخريب هذا الوطن.
وأضاف أن إسقاط الدولة يبدأ بإسقاط الجيش، وهذا يمثل خطرا على حاضر ومستقبل الوطن.. أما الذى يتباكى لاستخدام القوة مع المخربين، فهو يسعى إلى إحراق الوطن.. وإذا كنا نتحدث عن حق التظاهر تحت مظلة القانون فيجب تحديد أماكن التظاهر مسبقا، مع اعتبار أن الوزارات السيادية (الدفاع - الخارجية).. لا يجوز التظاهر أمامها، لأن ذلك يمثل اختراقا للأمن القومى المصرى.
فالسؤال: لماذا وصل هؤلاء إلى هذه المناطق الاستراتيجية إلا إذا كان لديهم نية مبيتة لتخريب وزارة الدفاع واحتلالها، لكن الشعب وقواته المسلحة يقفون له بالمرصاد.. ولن يتمكنوا مطلقا من تدمير هذا الوطن.
النظام السابق
ويقول المستشار رشاد بدور عضو هيئة حزب الوفد إن كل مصائب مصر سببها التيار الدينى، فللأسف خرج من عباءة الإسلام بعض المشعوذين والمتشددين الذين لا يعرفون من الدين إلا اسمه.. فكل من هب ودب أطلق لحيته وقصر ثوبه صار راعيا للدين الإسلامى ووكيلا عن أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن النظام السابق ارتكب خطأ فادحا بمطاردة عناصر هذه التيارات وأودعهم السجون.. وكان يجب أن يطلق سراحهم.. حتى يكشفهم الشعب، كما كشفهم هذه الأيام، لافتا إلى أن بعض منهم مخربون وشاركوا فى أغلبية الجرائم التى حدثت بعد ثورة 25 يناير، فقد شاركوا فى إحراق أقسام الشرطة وروعوا الأمن. وعندما ذهبوا إلى العباسية.. كان لديهم مخطط للتخريب، إنهم ذهبوا إلى معقل الجيش ليقولوا إنهم قوة الجيش، لكن الشعب فى العباسية تصدى لهم، وهؤلاء المارقون استخدموا الألفاظ النابية ضد الجيش وقياداته، وهدفهم نشر الفوضى، كما حدث فى باكستان وأفغانستان وغيرهما، لكن مصر دولة عريقة منذ آلاف السنين، فقد نسوا أن أحكام الدين الإسلامى تدعو إلى الحكمة والموعظة الحسنة، والدين المعاملة، مشيرا إلى أن هؤلاء المخربين شياطين ارتدوا ثوب الإسلام، والشعب عرف أنهم يتاجرون بالدين، كما أنهم جندوا العقيدة لخدمة مصالحهم.
ويسأل المستشار رشاد بدور هؤلاء المحسوبين على الإسلام.. أنا مسلم الديانة، لكنى لم انتم لأى جماعة دينية.. فهل أنا كافر؟.
وأضاف: الحقيقة أننى أعرف الإسلام أكثر منهم، وكذلك ملايين المصريين متدينون.. ومصر العظيمة حامية الأديان.. والتى احتضنت أنبياء الله ورسله من قديم الأزل.. فقد عاش فيها سيدنا موسى.. وسيدنا يوسف والذى عين وزيرا للمالية، وهؤلاء المتأسلمون عليهم أن يقدموا برامج اقتصادية واجتماعية.. ويبعدوا عن التمسح بالدين وتطويعه لتحقيق أهدافهم ومآربهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.