أثار قرار جماعة الإخوان بترشيح خيرت الشاطر انقساما واختلافا بين القاعدة العامة من الجماعة وشبابها إذ ربما كان القرار صادما لبعضهم مما جعلهم يشعرون بأن قيادتهم تتلاعب بهم وتحرجهم أمام الرأى العام، حيث تجاهلتهم ولم تستطلع رأيهم فى هذا القرار من عدمه منتقدين القرار لأن الجماعة أعلنت مرارًا وتكرارا عدم الدفع بأى من أعضائها نحو الترشح فى سباق الرئاسة، حتى فاجأت الشارع المصرى بقرارها فى ترشيح الشاطر الذى أطلق عليه مؤيدوه يوسف هذا العصر الذى عاد من السجن ليحكم مصر، وبينما اعتبر البعض قرار الجماعة لا يمكن مخالفته على أى حال وأن لديهم ثقة كبيرة فى قرار قيادتهم وحرصهم على مصلحة الجماعة.أعلن عدد من شباب الجماعة مخالفتهم للقرار وتجميد عضويتهم وتأييدهم لأبو الفتوح ردا على قرار الجماعة. كما أعلن د. البلتاجى عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة وأحد أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين أنه سيعطى صوته للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وهو ما يعد خروجا عن الجماعة ولوائحها ومعارضة لسياستها وقرارات مكتب الإرشاد وربما يصل الأمر إلى قرار بفصل البلتاجى. من جانب آخر قام بعض شباب الجماعة بوقفة احتجاجية طالبوا خلالها قيادات مكتب الإرشاد بالتراجع عن قرار ترشيح الشاطر للرئاسة لتحسين صورة الجماعة بعد أن لقى هذا القراراستياء الشارع المصرى. فى حين أعلن د. محمد حبيب النائب السابق للمرشد العام لجماعة الإخوان دعمه لعبد المنعم أبو الفتوح، ووصف قرار الجماعة ضد أبو الفتوح بالتعسف وأن أبو الفتوح شخصية سياسية تلقى قبولا لدى الشارع السياسى بما يحمل من رسالة اسلامية وسطية. وأكد شباب الجماعة على موقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك) أن الجماعة خدعتهم وأحرجتهم أمام الرأى العام وأن الجماعة لم يحالفها الصواب فى اختيار الشاطر لأنه وجه غير محبب للرأى العام وليس على علاقة قوية بالقوى السياسية. وأبدى أحمد الخباز أحد قيادات الإخوان الشبابية رفضه لقرار الجماعة بإعلان ترشيح المهندس خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية مشيرا إلى أن ذلك يعنى أن الجماعة ضللت الشعب المصرى حيث أعلنت من قبل أنها لن تدفع بمرشح فى انتخابات الرئاسة وستكتفى بالسلطة التشريعية. وأشار إلى أن الجماعة طالما رضيت بالدخول فى الحياة السياسية الالتزام بالوعود التى أطلقتها وأضاف: علينا ألا ننسى أن الإخوان المسلمين جماعة دعوية وليست سياسية فقط. وأضاف القيادى الشاب داخل الجماعة أنه عبر عن موقفه بالرفض والصمت وأنشأ على البوابة الالكترونية صفحة «صامتون» لأنه يؤمن بأن لكل شىء معنى حتى الصمت . وعن موقف الجماعة من د. عبد المنعم أبوالفتوح قال: من البداية كنت أرى أن الدكتور أبوالفتوح تعرض للظلم من جانب الجماعة لأن السياسة تحمل الصواب والخطأ الذى كان يجب على الجماعة مراجعة موقفها تجاه أبوالفتوح بدلا من طرح مرشح جديد لأن ترشح أبوالفتوح كان سببا فى فصله مستشهدا بموقف كان قد حدث فى الماضى مع جماعة من الشباب وكان يطلق عليهم «شباب محمد» حيث اختلفوا فى الرأى مع حسن البنا فما كان منه إلا أن قال لهم انزلوا إلى الخزينة وخذوا مبلغا من المال وابدأوا فى إنشاء كيان وأنا معكم «فكانت هذه هى آداب الاختلاف التى تربينا عليها». واختتم الخباز بأنه لا يوجد حتى الآن موقف من الجماعة تجاه الشباب الذى أبدى اعتراضه على قرار ترشيح المهندس الشاطر. وفى المقابل أبدى أحمد أبو زيد أحد شباب الجماعة موافقته على ترشيح المهندس الشاطر لرئاسة الجمهورية مشيرا إلى أن حيثيات القرار مقبولة لدى شباب الإخوان لأن المشهد السياسى أصبح فى حالة تخبط كما أن هناك محاولة لخلق نظام شبيه بنظام المخلوع عبر ترشيح مجموعة من الفلول فى الانتخابات وهناك محاولة لإفشال مجلس الشعب وإحراجه امام الرأى العام. وأوضح أبو زيد أنه كان هناك بالفعل مداولات داخل الجماعة والقرار لم يقتصر على مجلس الشورى العام بل كانت هناك مشاركة من مجالس شورى المحافظات والمناطق وكانت هناك ورش عمل تقوم بدراسة كل المرشحين وطرح عدد من التساؤلات.. هل ستطرح الجماعة أحد أعضائها.. أم تعلن دعمها لأحد المرشحين من المتواجدين على الساحة؟..وبالتالى جاء القرار بترشيح المهندس خيرت الشاطر. وأضاف أن كثيرًا من شباب الجماعة أيدوا القرار بعد صدوره ولم نرض ما تردد حول حدوث انشقاقات بين شباب الجماعة على القرار، وفى هذه النقطة علينا أن نعى جيدا أن بعض الشباب المعارضين من الممكن أن تكون لديهم حيثيات أخرى لكنهم ليسوا شباب إخوان منتظمين. وذكر أبو زيد أنه يرى الشاطر مهندس النهضة حيث كان أحد الذين وضعوا البرنامج السياسى للجماعة 2005 وفى الفترة التى كان فيها نائب أول للمرشد قطع الإخوان شوطا كبيرا فى تنفيذ أفكارهم وأهدافهم حتى تم اعتقاله عقب الانتخابات البرلمانية 2005، وظل طيلة هذه السنوات التى قضاها فى الاعتقال عاكف على إعداد تصورات وبرامج ورؤى للإخوان، حتى بعد خروجه عقب الثورة كان أحد المعينين بملف العلاقات الخارجية للجماعة وقطع شوطا فى تحسين صورة الجماعة أمام المجتمع الدولى.. وقال فى مقال له فى جريدة «نيويورك تايمز» «اسمعوا منا ولا تسمعون عنا» والذى كان إحدى نقاط التحويل الرئيسية فى العلاقات بين السياسيين بالغرب والجماعة وعموم الإسلاميين فى البلدان العربية. وحول ما إن كان قرار ترشيح المهندس الشاطر سيحدث أزمة داخل الجماعة لاسيما بعد موقفها السابق من أبوالفتوح قال أبو زيد إن هناك فرقًا كبيرًا بين الأمرين موضحاً أن المؤسسة حزبية لها أمرمتفق عليه والالتزام الحزبى الذى يوجه على كل الاعضاء لإستجابة القرارات المؤسسة ومن يخالفه يكون معرضا لعقوبة الفصل أو الانذار وما حدث مع أبوالفتوح أن الجماعة رأت انه من الخطورة على الثورة أن ترشح أحداً وكان هذا الأمر سارياً حتى مارس الماضى، لكن بعد ما أشيع حول ترشح عمر سليمان ووجود أحمد شفيق كمنافس قوى كان من الضرورى العدول عن الفكرة والدفع بمرشح من الجماعة حيث جاء القرار الذى خضع لمجموعة معايير منها طبيعة المرشح وهل هو ديمقراطى أم ديكتاتورى وطبيعة الشخصية.. لأن بلدًا فى حجم مصر تحتاج رجلاً رصينًا وعقلانيًا وديمقراطيًا. واختتم كلامه مؤكداً انه كان هناك نوع من القلق بين العديد من شباب الاخوان وترددت بعض التساؤلات لماذا لم يتم اختيار أبو الفتوح ولماذا تفتت الاصوات بين الاسلاميين؟ لكن التوافق جاء من معظم المحافظات موضحاً ان اكبر دليل على الاستجابة داخل الجماعة هو عدد من المؤيدين للشاطر على الصفحة الخاصة حيث وصل عدد المؤيدين له فىخلال 3 أيام 80 ألفاً ومن المتوقع ان يصل إلى 250 ألفًا فى خلال أسبوع. من جانبه يرى الباحث فى شئون الاخوان إبراهيم الهضيبى انه من حق أى طرف أن يقدم المرشح الذى يدعمه ويراه الأصلح وعلى الشعب أن يختار، لكن فى نظرى قرار الاخوان بترشح المهندس خيرت الشاطر لانتخابات رئاسة الجمهورية ليس حكيماً، وخطأ سياسى لأنهم بهذا الشكل يحملون انفسهم ما لا يطيقون وأوضح الهضيبى أن القرار الصائب استراتيجياً هو دعم د. عبدالمنعم أبوالفتوح لكن هناك بعض القيادات داخل الجماعة رفضت ذلك وبالتالى كان لابد من الدفع بمرشح قوى يتفق عليه الجميع وتساءل الباحث فى شئون الاخوان لماذا تنتهج الجماعة هذه المواقف المتشددة مع أبو الفتوح وانه طالما كان هناك تراجع فى القرارات فلماذا لا يتم تأييد أبو الفتوح بل وصل الأمر إلى انهم يقومون بإطلاق أكاذيب ضد أبو الفتوح. وأضاف انه لا يعترف بإدارة الأمور بالأغلبية فى مجلس الشعب وإلا فلماذا كانت الانتخابات من الاساس فأنا أختلف مع القرارات ذاتها ولكن لست معترضا على احقيتهم فى اتخاذها. أما عن موقف الأخوات فتقول الطالبة آلاء منظمة الأخوات بجامعة عين شمس ان الجماعة قررت عدم ترشح أحد للرئاسة وهذا كان لظروف وقتها، وكان ذلك منذ عام تقريباً، فكان هناك لبس لدى الشعب المصرى من ناحية الإخوان انهم عندما يمسكون مقاليد الحكم سيجبرون النساء والبنات على ارتداء النقاب، وقطع يد السارق وما شابه هذا.. وهذه الظروف تغيرت حاليا وهذا أمر طبيعى لأن الحياة السياسية لا تستمر للأبد لذلك الإخوان قرروا أن يرشحوا أحدًا منهم للرئاسة وهذا حق لهم مثل غيرهم من وجهة نظرى . كانوا يرون من وجهة نظرهم ان يتم أولا انتخاب مجلس شعب ينوب عن الناس ويأتى الرئيس يكمل المسيرة. أما بالنسبة لكلام الناس فقد تراجعوا فى كلامهم، فأحيانا كثير تغير الظروف السياسية تحتم تغير القرارات وهذا ما حدث بالفعل وهناك ناس كثيرون من مرشحى الرئاسة أنفسهم كانوا قد قرروا ألا يرشحوا أنفسهم ولكن رشحوا أنفسهم ومنهم العوا والبسطويسى، ولكن الناس لم يأخذوا عليهم هذا فى حين ان قرار الإخوان أحدث ضجة شديدة والبعض قال عليها انها ضجه عدوانيه ولكننىلا أرى هذا وانا اكره هذا التفسير لأن من حق الجميع النقد لان الإخوان جماعة لها اغلبية كبيرة وطبيعى قرارها مؤثراً وطبيعياً يكون له نقد ، لأن الأمور يجب أن تأخذ بعقلانيه وليس بالعاطفه وأضاف انه من الضرورى أن نأخذ بالشورى أيا كانت وهذا ما وصانا به الله سبحانه وتعالى و أمر به سيدنا محمد وشاورهم فى الأمر هناك أناس من الاخوان ضد ترشح مهندس خيرت لكن بعد اختيار شورى الإخوان. وأوضحت منظمة الأخوات بالجامعة أن الشاطر مرشح قوى جدا، وهذا ما سبب الربكة الحادثة الآن، لكن انا كنت أفضل ألا يطرح الإخوان مرشحهم الآن وليس فقط أحد بعينه كما فعلوا. علشان بطبيعة الحال ومثل ما هم يعلمون بالتأكيد ان الحياة السياسية فى تغير كلى مستمر. أما سارة عبد الله مسئولة أخوات بكلية التجارة جامعة القاهرة فقالت: إن الإخوان تؤيد قرار الجماعة وتسانده وسيكون لنا دور داعم وفعال فى ذلك مضيفة أننا نثق فى قرارى الجماعة وترى أنه الأصلح لتلك الفترة وأن الشاطر رجل مناسب وأن الشاطر رجل مناسب وأن الإخوان ليسوا كاذبين فيما يخص هذا الأمر ففى البداية عندما أعلنوا عدم ترشيح أحد من الإخوان كان لذلك القرار ظروفه ومع تغير الظروف تغير قرار الجماعة ليس العيب أن يسعى الإخوان للسلطة وهى بالفعل الأغلبية والدليل على ذلك انتخابات مجلس الشعب التى حصل فيها الإخوان على الأغلبية. وأشارت سارة أنه ليس هناك معارضة لقرار ترشيح الشاطر داخل الجماعة وأن أغلبية أصوات الجماعة مقتنعين ونثق فى قرار القيادات. وأضافت سارة ان هناك فرق كبير بين ترشيح عبد المنعم أبو الفتوح وترشيح خيرت الشاطر مشيراً إلى أن قرار ترشيح ابو الفتوح فردى وخالف قرار الجماعة الذى وافق هو فى الاساس أثناء إجتماع القيادات مع قرار ها يوم ترشيح الجماعة أو دعم اى شخص فى الانتخابات الرئاسية ، واعلن على الجزيرة فى قرار مفاجئ ومخالف للجماعة يرشحه لرئاسة الجمهورية وهو ما أدى بالجماعة إلى أن تفصله لأنه لم يحترم رأيها الذى التزم به، أما عن خيرت الشاطر فقد كان قرار الجماعة بموافقة القيادات وكان الفرق بين أصوات المؤيدين والمعارضين أربعة أصوات فقط، وربما لو انتظر د. أبو الفتوح لأصبح الأمور فى صالحة. وتقول آلاء ابراهيم مسئولية الأخوات بكلية دار علوم جامعة القاهرة ان الأخوات تدعم اختيار الجماعة لانها على ثقة كبيرة بحسن اختيارها فهم لديهم دراية وخبرة شبابية كبيرة بالاضافة إلى ان خيرت الشاطر رجل له تاريخ كبير فى مجال العمل السياسى فقد ساند الجماعة فترات طويلة وتحمل الكثير، وتؤكد آلاء أنه اذا طلب منها تدعيم الشاطر والاشتراك فى حملته الانتخابية فإنها لن تتردد قالت يتهم البعض الأخوان بالكذب لأنهم فى البداية قالوا بعدم نزول مرشح أخوانى لسباق الرئاسة الا أن هذا الوضع تغير الآن فخلال سنة كاملة تغيرت الأمور والأوضاع مما تطلب تغييراً فى الموقف. أما عن المعارضة داخل أوساط الشباب لقرار الجماعة بترشح الشاطر وقالت إن هذا الأمر غير واضح فى الوقت الحالى وأعتقد أن القيادات سيكون لها موقف إيجابى تجاه هذا الأمر فأتوقع أن تعقد اجتماعات بين القيادات والشباب فى الجماعة للمناقشة وتوضيح ان يحدث فصل للمعارضين إلا فى أضيق الحدود وقيادات الجماعة متفاهمة لحماسة الشباب. ومن جهة أخرى تقول ألاء أن هناك فرق كبيراً بين موقف الجماعة من أبوالفتوح وموقفها من الشاطر وتضيف لا أعتقد أن تصل الأمور فى الجماعة إلى الانشقاقات فقيادات الجماعة لديهم دراية واسعة بالسياسة وشباب الجماعة يثقون بقياداتهم والجماعة لن تهتز بانشقاق أو استقالة مجموعة منها.