يبدو أن مصير الصحفى والمصور الفوتوغرافى الفرنسى «فريدريك سوتورو» لن يختلف كثيراً عن المفكر الشهير روجيه جارودى، فاضطهاد المنظمات الصهيونية كليهما هو ما يجعلنا نتنبأ نثبت بذلك المصير لهذا الصحفى المستقل الذى يتعرض لحرب شرسة من المجلس التمثيلى للمؤسسات اليهودية فى فرنسا ورئيسه «ريشار براسكييه»، فالذنب الذى لن يرتكبه سوتورو ويعاقب عليه باغتياله معنويا أنه تجرأ ومارس موهبته التى حصد بها جوائز عالمية وأقام معرض صور عن قطاع غزة وحركة حماس فى مدينة «أنجوليه» فى جنوبفرنسا. وادعى ريشار أن صور المعرض تمدح حركة حماس التى تمجد الارهاب، ومضى فى ممارسة الارهارب الفكرى وطالب بإلغاء المعرض الذى افتتح يوم الثلاثاء الماضى فى قاعة مستأجرة بمبنى بلدية المدينة بل سعى للمطالبة أيضاً بمحاكمة المسئولين فى جمعية التضامن مع فلسطين الذين قاموا باستئجار قاعة المعرض. سوتورو الذى قام بزيارة قطاع غزة مرات عديدة أراد أن يوّثق بالصورة معاناة أبنائها.. كل صوره فى المعرض تبين وتؤكد أن الكم الهائل من الدمار والخراب ومعاناة البشر فى غزة.. إسرائيل هى المسئولة عنه، وهذا ما لم يعجب براسكييه ووزع خطابا مطولا نشرته كل وسائل الإعلام المحلية فى المدينة يقول فيه إن الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبى وإسرائيل اعتبروا ويعتبرون حركة حماس تنظيما ارهابيا وعلى كافة الحكومات والأفراد فى العالم الايمان والإقرار بذلك وغير مسموح لأى شخص إثارة الجدل بشأن هذا الموضوع. ووجد «سوتورو» نفسه فى عين إعصار من الهجوم فى وسائل الإعلام بالمدينة وبدلاً من استنزاف قواه الفكرية فى الرد على كل منهم على حده نشر رسالة مفتوحة على موقعه فى شبكة المعلومات الدولية يتحدى فيها أيًا من كان أن يثبت من صوره أو مقال قام بكتابته أى تمجيد لحماس أو للارهاب، وقال إن المجلس التمثيلى للمؤسسات اليهودية فى فرنسا ورئيسه لايريدون أى ذكر لحركة حماس فى وسائل الإعلام الأوروبية.. واختتم رسالته بالتأكيد على أنه ليس ناشطا فلسطينيا ولا مواليا لإسرائيل بل هو صحفى حر شريف.. وليت ريشار يفهم ويتوقف عن الوعيد والتهديد «لسوتورو» بأنه سيلقى مصير روجيه جارودى لأنه تجرأ وتجاوز الخط الأحمر فى فرنسا..