"الشغل الشاغل للدكتور عماد البنانى رئيس المجلس القومى للرياضة.. إظهار قانون الرياضة الجديد الذى سعى بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين فى مجال الرياضة فى وضع بنوده على أسس علمية وتربوية وفقاً للتطورات التى يشهدها العالم والتى تواكب تطورات الواقع المصرى المتلاحقة فى محاولة لإنقاذ الرياضة المصرية بمعالجة أخطاء الماضى والتطلع إلى المستقبل.. بجانب وضع الخطط والبرامج لتوسيع قاعدة ممارسة الرياضة لجميع فئات المجتمع والقضاء على المفهوم الخاطىء بأن الرياضة مجرد ترفيه عن طريق نشر الوعى الثقافى الرياضى للكبار قبل النشء والمطالبة بوضع نص دستورى بأحقية المواطن المصرى فى ممارسة الرياضة والتعاون مع وزارة التربية والتعليم بإضافة مادة التربية الرياضية لتصبح إجبارية فى المدارس». حرصت أكتوبر على إجراء حوار خاص مع د. عماد البنانى رئيس المجلس القومى للرياضة لتوضيح بعض النقاط الهامة التى تشغل الرأى العام فى الوقت الراهن: *هل برامج وخطط المجلس تغيرت مع تطورات الواقع الحالى؟ ** ثورة 25 يناير غيرّت مفاهيم عديدة لدى المواطن المصرى الأمر الذى تطلب معه تغير العديد من السياسات والبرامج التى تتماشى وتساير الوضع الراهن، ولذلك حرص المجلس فى أول مهمة له على سرعة الانتهاء من قانون الرياضة الجديد الذى يتضمن العديد من البنود التى من شأنها علاج سلبيات الماضى بجانب التطلع إلى مستقبل مشرق للرياضة المصرية.. وشارك العديد من نخبة الخبراء والاكاديميين والمتخصصين فى وضع البنود بعد عدة دراسات وندوات واجتماعات مختلفة للوصول إلى أفضل صورة للقانون.. وجار اتخاذ الطرق القانونية للحصول على موافقة الحكومة ?البرلمان لإظهار القانون الجديد إلى النور. *ما هى سلبيات القانون القديم.. ولماذا تأخر صدور القانون الجديد؟! ** القانون الحالى الصادر عام 1975 بات عاجزاً عن ملاحقة التطور الهائل للرياضة فى العالم وبما يفى بمتطلبات الهيئات الرياضية الدولية ومنها اللجان الأولمبيه وما يتبعها من اتحادات.. كما أن القانون الحالى تتعارض نصوصه مع الميثاق الأولمبى العالمى والأنظمة المعتمدة خاصة (للفيفا) وهو ما يعرض مصر للخطر ويهدد بايقاف النشاط الرياضى دولياً!.. خاصة أن القانون الحالى لا يسمح بإنشاء أندية خاصة بما يجعله حائلاً بين القطاع الخاص ودوره فى تنمية وتطور النشاط الرياضى وهو ما حال بالفعل دون شهر الأندية الاستثمارية فضلاً عن ظهور أندية خاصة بصورة عشوائية تقوم بمنح عضويات للمواطنين بمقابل مادى كبير دون وجود تنظيم قانونى يحدد حقوق وواجبات الأعضاء!.. بخلاف قصور القانون الحالى فى تنظيم النشاط الاحترافى والروابط الخاصة بأندية المحترفين وهو ما يهدد استمرار بعض الأندية المصرية فى الانشطة المختلفة! كما خلا القانون الحالى من العقوبات الفاعلة التى تكفل القضاء على ظا?رة الشغب والتى تسببت فى وقوع العديد من الضحايا وعدم التأمين على جماهير المباريات ضد الاصابات أو حالات الوفاة. *وكيف عالج القانون الجديد هذه السلبيات؟ ** القانون الجديد يعظّم دور الجمعيات العومية والهيئات الرياضية وينظم أسلوب الاحتراف ويفتح الباب أمام القطاع الخاص للاستثمار فى المجالات الرياضية وتحفيز الرياضيين علمياً ومادياً.. والتصدى لشغب الملاعب بنصوص وعقوبات صارمة وتحريم تناول المنشطات.. كما تضمن مشروع القانون أيضاً إنشاء صندوق خاص لرعاية الأبطال الرياضيين ووضع الخطط التى تكفل استمرار التفوق الرياضى وتطبيق نظم ومعايير الجودة وأساليب قياسها على الهيئات الرياضية.. وخصم التبرعات والاعانات.. واخضع القانون الأندية الصحية ومراكز اللياقة البدنية لنقابة المجلس?وللاشتركات التى يحددها.. بما يعنى أن النصوص التى تم استخدامها تصل إلى ما يقرب من 73% من نصوص القانون الحالى.. وتفادياً لحالات الجدل والخلافات لبعض النصوص تم تركها إلى اللوائح التنفيذية التى تصدر بقرار من السلطة المختصة لسهولة تعديلها وتطويرها مستقبلاً.. وبالتالى لم يتعرض المشروع لبند ال 8 سنوات الخاص بمجالس إدرات الأندية لوجود اختلاف فى الرؤى بجانب النزاع القضائى الذى نحترم أحكامه. * ولكن الأهلى وبعض الأندية المصرية يطالبون باحترام مطالب جمعياتهم العمومية؟ **?كما سبق وأوضحت أننا نحترم القضاء المصرى والجهة الإدارية لم ترفض توصيات جمعية الأهلى العمومية بالمعنى الذى وصل إلى الرأى العام ولكن مديرية الشباب والرياضة أعدت تقريراً مفصلاً عن الجمعية العمومية الأخيرة وأرسلته إلى المجلس وتضمن التقرير 11 توصيه يأتى فى مقدمتها نص المادة (29 الفقرة 12) التى تضمنت أنه لا يحق للعضو الذى قضى دورتين كاملتين أن يرشح نفسه مرة أخرى الا بعد مرور دورة سواء تم انتخابه أو تعيينه! * ما هى طموحاتكم لتوسيع قاعدة الممارسة الرياضة؟ ** لنبدأ الحديث عن النشء أولاً.. فهناك تعاون مع وزارة التربية والتعليم لإطلاق وتفعيل مبادرة (ملعب لكل مدرسة) بهدف توفير فرص للنمو المتكامل وأن تكون الرياضة مكوناً أساسياً فى العملية التعليمية والتربوية وتمكين الطلاب من ممارسة الرياضة على ملاعب مجهزة بأدوات مماثله لأفضل الأندية بما يتيح للطالب فرصة للتنمية البدنية والذهنية التى تساعده على النمو المتكامل عقلياً وجسدياً. واستراتيجية المشروع تقوم على أساس إقامة مدارس لتعليم الألعاب الرياضة المختلفة تحت إشراف المجلس والاتحادات الرياضية ووزارة التربية والتعليم.. و?ستهدف المبادرة فى مرحلتها الأولى خدمة 500 ألف طالب فى المراحل السنية من 8 إلى 14 سنة، وهناك اتجاه جاد من قبل وزارة التربية والتعليم بجعل التربية الرياضية مادة إجبارية لطلاب المدارس. * وماذا عن طلاب التعليم الحالى؟ ** تم الاتفاق مع د. حسين خالد وزير التعليم العالى، وفى حضور د. صبحى حسانين نائب رئيس الاتحاد الرياضى المصرى للجامعات على تنفيذ مشروع خاص تتضمن مرحلته الأولى إقامة مدارس لتعليم الألعاب الرياضية بالجامعات بهدف انتقاء المواهب لخدمة المنتخبات الوطنية باستغلال المنشآت الرياضية بالجامعات لاستثمار طاقات الشباب.. والمرحلة الثانية تستهدف إشهار ناد رياضى بكل جامعة يحمل اسم (نادى الجامعة) بهدف توسيع قاعدة الممارسة الرياضية. * وهل فكرة إنشاء أماكن خاصة لممارسة رياضة المشى هى امتداد لمشروع الرياضة للجميع؟ ** بالفعل لأن هدفنا توسيع قاعدة ممارسة الرياضة لجميع الفئات والأعمار السنية للمواطن المصرى الذى اخذ عليه مشاهدة الرياضيين، وعدم ممارسته هو شخصياً للرياضة خوفاً من اتهامه بالترفيه! رغم أن الرياضة حق مكتسب لكل موطن، ولذلك نسعى لوضعها ضمن نصوص الدستور الجديد.. لتحويل المواطن المصرى من مجرد مشاهد إلى ممارس حتى لو كان ذلك بممارسة رياضة المشى.. وجار تنفيذ مضمارات خاصة للمشى على نهج دول العالم المتقدمة وبدأنا بالفعل بالاتفاق مع د. عبد القوى خليفة محافظ القاهرة على إنشاء ممشى بالنزهة بطول 2 كم كمرحلة أولى والعمل على?إنشاء ممشى فى كل محافظة خاصة المحافظات الشاطئية حيث تم الاتفاق أيضاً مع د. أسامة الفولى محافظ الإسكندرية على إقامة ممشى على طول الكورنيش يتضمن محطات لممارسة التدريبات البدنية تحت إشراف متخصصين من مديرية الشباب والرياضة بجانب إقامة حواجز للأمواج بالشواطئ بهدف تعليم رياضة السباحة. * كيف يمكن الخروج من أزمات اتحاد الكرة المتلاحقة؟! ** وضعنا خارطة طريق لإنقاذ الكرة المصرية بعد عدة اجتماعات مع الأطراف المعنية لمعرفة مطالبهم وتم تحديد النقاط المهمة وتوصل جميع الأطراف إلى وضع لائحة جديدة للاتحاد تتطابق مع توجيهات اتحاد الكرة الدولى (الفيفا) على أن يقدم الاقتراح للمستشار القانونى للمجلس لمراجعته ثم إرساله إلى أنور صالح القائم بأعمال رئيس الاتحاد الذى يقوم بدوره بإرساله إلى (الفيفا).. كما أن هناك دعوة لعقد جمعية عمومية (طارئة) يومى 18، 19 مارس الجارى يشمل جدول أعمالها بنداً واحداً فقط وهو مناقشة تعديلات بنود لائحة النظام الأساسى وعددها (20 ب?داً).. والمجلس يقف مع جميع الأطراف موقف المحايد مع النظر للمصلحة العامة حتى لا يتهم بالتدخل فى شئون اتحاد الكرة وحتى لا تعرّض الكرة المصرية لعقوبات من (الفيفا). * ولكن لماذا يماطل مسئولو الاتحاد الحالى فى إصدار عقوبات على النادى المصرى بعد أحداث بورسعيد؟!.. وما هو الموقف النهائى لمجلس إدارته؟! ** بعيداً عن التحقيقات الجنائية للحادث فإن اتحاد الكرة وبدون تدخلنا يعد تقريراً كاملاً يتضمن العقوبات التى وضعتها لجنة المسابقات والتى تناسب الحدث. وتم تجهيز ملف كامل للعرض على د. كمال الجنزورى يتضمن مطالب أهالى بورسعيد ونوابه واللواء سامح رضوان مدير الأمن والقائم بأعمال محافظ بورسعيد.. الذين يطالبون بعودة كامل أبو على لرئاسة مجلس إدارة النادى المصرى خلال هذه المرحلة الصعبة.. * ما هو الدور الحقيقى للإدارة المركزية للرقابة والمعايير التى تتابع الاتحادات الرياضية؟ ** هذه الإدارة ليست سيفاً على رقاب الاتحادات ولكنها تهدف إلى النصح لتجنب التجاوزات المالية والإدارية من خلال مجموعة من المفتشين الذين يقومون بإرسال الملاحظات من خلال تقارير سرية ومؤخراً تم الكشف عن مخالفات مالية فى أربعة اتحادات دفعة واحدة وهى اتحاد الكرة ورفع الاثقال والتايكوندو والمصارعه وتم رفع الأمر إلى النيابة للتحقيق فى هذه المخالفات! * ولكن هناك تظلم من بعض لاعبى الألعاب الفردية الذين لم يحصلوا على مكافآت الفوز بالبطولات أسوة بلاعبى كرة القدم.. فما تعليقك؟! ** هناك فارق كبير بين البطولات الإقليمية والعالمية.. والمجلس يكافئ الأبطال الذين يحققون بطولات عالمية وفقاً للائحة. وجار إعداد ملف خاص لتكريم أبطال مصر فى دورة الألعاب العربية التى أقيمت مؤخراً فى قطر,, * كيف إذن تدعم الأندية الشعبية التى تعانى من الإفلاس؟! ** هذه المشكلة لها أبعاد كثيرة أهمها أن الأندية نفسها هى التى تورط مجالس إداراتها بإهدار المال ببزخ على التعاقدات الخيالية مع لاعبى الكرة والمدربين واللاعبين الأجانب، ولذلك يدخلون فى دوامة الإفلاس، ومع ذلك المجلس لم يبخل فى دعم هذه الأندية ولكن وفقاً للوائح حتى لا يتهم بإهدار المال العام. * إذن فلماذا تقدم النادى الإسماعيلى بمذكرة استغاثة للمجلس؟ ** الإسماعيلى يطالب باسترداد مبنى مدرسة الموهوبين التى تقع داخل النادى بدعوى أن هذا المبنى يوفر لهم بعض الموارد المالية، ولكن هذه المشكلة حدثت منذ عام 1993 عندما وافق المجلس الشعبى المحلى لمحافظة الإسماعيلى على بيع مبانى النادى الاجتماعى دون الأرض إلى المجلس الأعلى للشباب والرياضة لإقامة مدرسة الموهوبين واستلم المجلس المبانى عام 1994 فى خطوة وقتها هدفها حل أزمة النادى المالية.. ونحن ندرس حالياً إمكانية نقل المدرسة ورد المبانى للنادى الإسماعيلى وفقاً للوائح والقانون. * هناك اتجاه لتكوين شرطة متخصصة فى الملاعب.. فما هو دورها الفعلى؟ ** بالفعل هناك تنسيق مع وزارة الداخلية لإنشاء شرطة متخصصة لتأمين المباريات ووضع خطط لمكافحة الشغب.. كما أن هناك اقتراحا بالتأمين على الجماهير ضد الاصابات وحالات الوفاة على اعتبار أن تذكرة المباراة تعد بمثابة وثيقة تأمين. * ما هو الدور الذى قام به المجلس تجاه شباب 25 يناير؟ ** نظم المجلس دورة تدريبية لأوئل خريجى الجامعات المصرية الذين تم تعيينهم فى المجلس بعد ثورة 25 يناير .. يحتوى برنامج الدورة على بنود مهمة للتعرف على طبيعة العمل داخل المجلس بجميع إدارته وتدريب العاملين الجدد على تطبيق مبدأ المحاكاة والمعايشة الميدانية لبعض المواقع التابعة مثل (استاد القاهرة واللجنة الأولمبية ومراكز التنمية الرياضية). * على ذكر مراكز التنمية الرياضية هل هى تختلف عن مراكز الشباب؟ ** بالطبع لأن مراكز التنمية لها أهداف مختلفة تهدف إلى توسيع قاعدة الممارسة الرياضية مع مراعاة البعد الاجتماعى الذى يكفل ممارسة الرياضة لكل مواطن وتدريب كوادر من الشباب من خلال برامج تدريبية. وهناك بالفعل 8 مراكز للتنمية الرياضية فى العديد من المحافظات كمرحلة أولى. * وماذا عن مبادرة (بنك أفكار الممارسة الرياضية؟ **?هذه المبادرة الهدف منها جمع الأفكار التى تهدف إلى الارتقاء بالممارسة الرياضية لتكون بمثابة بنك أفكار حتى نمكن المواطن العادى من ممارسة الرياضة وتغيير النظرة الضيقة من أن الرياضة ترفية فقط وتحويل هذه النظرة إلى أسلوب حياة يعود بالنفع على المجتمع. * أخيراً.. كيف يمهد د. البنانى لاستعادة الثقة بين المجتمع الدولى والرياضة المصرية؟! ** قمنا بعمل مسيرة للرياضيين تحت شعار (الرياضة حضارة) شارك فيها العديد من الرياضيين ومدرسة الموهوبين رياضياً والنقاد والإعلاميين العاملين فى الحقل الرياضى وبعض نجوم كرة القدم واللواء محمود أحمد على رئيس اللجنة الأولمبية المصرية ورؤساء الاتحادات الرياضية والمئات من المواطنين.. بهدف توصيل رسالة هامة إلى العالم بأن مصر بلد الحضارة والرقى وأن ما يحدث مجرد حوادث عارضة لن تؤثر فى مسيرة الشعب المصرى نحو التقدم الاجتماعى والثقافى والرياضى.