تتجه أنظار الرياضيين صوب المجلس القومى للرياضة قمة الهرم الرياضى ورئيسه الجديد الدكتور عماد البنانى.. الذى خلف المهندس حسن صقر الذى واجه هجوماً شرساً فى الآونة الأخيرة. نظرات ترقب، وملفات شائكة تنتظر «البنانى» ابن المجلس القومى للرياضة بعد أن تدرج فيه حتى وصل لمنصب وكيل الوزارة لبرامج التنمية الرياضية. البنانى الحاصل على دبلوم فى إدارة الأزمات والتفاوض من أكاديمية ناصر العسكرية بات على المحك لاستخدام مهاراته لفك شفرات الرياضة المصرية وتجاوز أزماتها. روزاليوسف تنفرد بأول حوار مع رئيس المجلس القومى الجديد بعد ساعات من توليه المنصب ويكشف لنا ملفات بالجملة عن أحوال الرياضة والرياضيين. فى البداية نهنئكم على تكليفكم بالمسئولية.. للمرة الأولى يتم اختيار رئيس للمجلس القومى للرياضة من أبنائه.. هل ترى فى ذلك تسهيلات للمهمة الصعبة الملقاه على عاتقك؟ - أشكركم، وأعتقد أن كونى من أسرة المجلس القومى للرياضة، يحملنى المزيد من الأعباء نظراً لدرايتى بأحوال هذه الأسرة ويضعنى على المحك فى سرعة دراسة الملفات المطروحة وإيجاد حلول تتناسب مع المصلحة العامة بعكس ما إذا كان رئيس المجلس من خارج الأسرة فيأخذ وقته كاملاً فى الدراسة والتعرف على المشكلات وهو ما يمنحه فرصة أفضل نسبياً. أيهما كنت تفضل وتراه مناسباً وزارة للرياضة أم مجلس قومى للرياضة؟ - نحن حكومة إنقاذ وطنى وقد كلفت برئاسة المجلس القومى للرياضة لمدة عام وبالتالى كان من الصعب جدا التحول لوزارة نظراً لحاجة هذه الخطوة إلى الكثير من إجراءات الدمج وإعادة الهيكلة ولذا اتفق تماما مع رؤية رئيس الوزراء بهذا الشأن، نظرا لحساسية الفترة التى يمر بها الوطن حالياً كما أننى أفضل أن نبدأ من حيث انتهى الآخرون ونسير فى مسيرة كانت بها نجاحات نسعى لتعظيمها وأرى فيه أمراً أيسر من البدء من المربع صفر. كيف ترون المرحلة المقبلة؟ وما هى رسالتكم للأسرة الرياضية المصرية؟ - منهجنا فى المرحلة المقبلة هو تمكين اللجنة الأوليمبية والاتحادات الرياضية والجمعيات العمومية من أداء دورها والتزام وطاعة لأحكام القضاء إلى حين طرح أفكار جديدة من خلال مجالس تشريعية منتخبة، وأؤكد أنه ليس هناك خصومة مع أحد ولا أجندات ولا انحياز لصالح طرف ضد طرف، فالمجلس القومى للرياضة لن يكون سيفاً على رقاب الاتحادات سيكون قريباً منهم وعلى مسافة متساوية من الجميع دون تفرقة، سندعم اتجاه الدولة فى ترشيد الانفاق من خلال عدم الازدواج فى الخدمات المقدمة، وسنعقد دورات لمسئولى ومديرى الاتحادات لتدريبهم بالتنسيق مع الاتحادات للوصول للغة مشتركة فى التعامل مع المجلس، كما أننا سنسعى إلى تدعيم وتفعيل الرياضة المدرسية من خلال بروتوكولات التعاون مع وزارة التربية والتعليم، وأيضاً توسيع قاعدة الممارسة. وماذا عن التعاون مع المجلس القومى للشباب.. خاصة أن الفترة الماضية شهدت شداً وجذباً وتضارباً فى اختصاصات المجلسين؟ - التعاون وثيق وجاد جدا مع المجلس القومى للشباب الجناح الثانى من المنظومة الرياضية الشبابية ورئيسه المهندس خالد عبدالعزيز وهو ما اتفقنا عليه منذ اليوم الأول بحضور رئيس الوزراء، وهناك تنسيق كامل وكانت بداية هذا التعاون بمبادرة من المجلس القومى للرياضة الذى أهدى المجلس القومى للشباب عدد 0058 كرة قدم دعما لتوسيع قاعدة الممارسة بمراكز الشباب، وقد كان المجلس القومى للشباب أكثر كرماً عندما قرر تيسير جميع إمكانياته فى مراكز الشباب وغيرها لخدمة رياضيى مصر ومشاركة الرياضيين فى شتى البرامج الشبابية خاصة التثقيفية منها. المناخ الرياضى فى مصر بات ملوثاً ومحاصراً بالصراعات والاتهامات المتبادلة على شاشات الفضائيات.. وأنتم على قمة الهرم الرياضى المصرى حالياً ماذا أعددتم لتنقية الأجواء؟ - كل المجالات بها إيجابيات وسلبيات ولكن فى الرياضة دائماً ما تطفو المشكلات على السطح وتتضخم نظراً للتركيز الزائد من الإعلام عليها، وبالتأكيد سنستغل علاقتنا القوية بكل أطراف الرياضة المصرية فى تنقية الأجواء والترفع عن الخلافات لنعمل جميعاً لصالح الوطن. هل سيتحمل المجلس القومى للرياضة جزءاً من راتب المدير الفنى للمنتخب الأول الأمريكى برادلى أسوة بالمدير الفنى السابق حسن شحاتة وجهازه المعاون؟ - لم ولن نساهم فى دفع رواتب برادلى أو غيره وهذا شأن أصيل يختص به اتحاد الكرة والذى يتساوى لدينا مع باقى الاتحادات، وسنوجه دعمناً فقط نحو الألعاب التى تفتقر إلى الإمكانيات المادية، وأيضاً نحو توسيع قاعدة الممارسة للرياضة وهذا هو أساس العمل فى المرحلة المقبلة. الأندية الشعبية أوشكت على الاندثار وتواجهها صعوبات مالية ضخمة.. ما هو توجهكم فى هذه الأزمة؟ - الجزء الفنى أو المالى الخاص بقطاع البطولة فى تلك الأندية يقع على كاهل اتحاد الكرة المنوط به إدارة اللعبة، أما ما يخص قطاع تحسين البنية فى تلك الأندية، أو الدعم الخاص بالممارسة العامة للرياضة لكل الفئات داخلها، فذلك هو الهم الأساسى للمجلس، وسنركز اهتمامنا على أن تكون الرياضة بالنسبة للمواطن أسلوب حياة من خلال برامج التنمية الرياضية، والمشروعات الرياضية مثل رعاية الموهوبين. ماذا عن مجلس الأستاذ ممدوح عباس العائد بحكم قضائى لقيادة نادى الزمالك.. هل سيسمح لهم باستكمال مدتهم الانتخابية كاملة؟ - أول قرار أصدرته بعد تولى المسئولية كان عودة مجلس الأستاذ ممدوح عباس لإدارة النادى احتراما للحكم القضائى وحرصا على استقرار نادى الزمالك أحد أجنحة الكرة المصرية، دعونا لا نستبق الأحداث فالأولوية الآن هو تسليم النادى للمجلس العائد، ومن ثم سنبحث الأمور الأخرى ونتخذ القرارات وفقا للقوانين واللوائح. ظاهرة الألتراس فرضت نفسها فى الآونة الأخيرة كيف ستتعاملون مع هذا الملف ؟ - موضوع الألتراس كان من الموضوعات التى تمت مناقشتها مع رئيس المجلس القومى للشباب المهندس خالد عبدالعزيز فى اجتماعنا، فالألتراس ظاهرة لها العديد من الإيجابيات على المنظومة الرياضية نحرص عليها ونسعى بالتعاون مع الأندية الممثلين لها لتلافى سلبياتها، وهناك اجتماع سيعقده رئيس نادى الزمالك الأستاذ ممدوح عباس مع قيادات الألتراس الزمالك واجتماع مماثل للكابتن حسن حمدى رئيس النادى الأهلى مع قيادات الألتراس الأهلى. اتحاد الكرة يعانى خللا فى استقراره وتحاصره الاتهامات بالفساد الإدارى والمالى بعضها نابع من اعضاء الاتحاد أنفسهم.. كيف ستتعاملون مع هذا الملف الشائك ؟ - الاتهامات الموجهة لاتحاد الكرة أمام جهات التحقيق والقضاء وبالتالى يمكننا إبداء رأى فيها، وعندما يحول هذا الملف إلى المجلس القومى للرياضة سنبحثه بكل شفافية ونضع القرارات التى تصب فى الصالح العام. مشروع البطل الأولمبى يعانى كثيرا من الإهمال.. ما تعليقك؟ - هذا المشروع تحول لمشروع التميز الرياضى وله إدارة ومجموعة من الخبراء المشرفين عليه ومنتظر اقتراحات الاتحادات المستفيدة من المشروع وملاحظاتهم للنظر فيها لتلافى السلبيات سريعا لأننا نأمل من هذا المشروع أن يدعمنا بابطال فى اللعبات المختلفة لأولمبياد لندن 2102 وأولمبياد 7102. هل ترى أننا مستعدون لأولمبياد لندن ؟ - هناك خطة وضعتها اللجنة الأولمبية وتم تنفيذ جزء كبير منها بدعم المجلس القومى للرياضة من خلال صندوق التمويل الأهلى وبعد تولى المسئولية أعطيت توجهات سريعة لوضع خطة الإعداد للفترة القادمة وبالفعل عقد الأستاذ طارق راشد رئيس الإدارة المركزية للأداء الرياضى، اجتماعا مع رؤساء الاتحادات المختلفة لمناقشة خططهم وإعداد الدعم المناسب لتنفيذها، والعمل يجرى الآن على قدم وساق للانتهاء من ذلك. تكرار فشل بعض الاتحادات فى تحقيق النتائج التى وعدت بها وكان آخرها اتحادى الجودو والمصارعة فى البطولة العربية، يفتح المجال للتساؤل عن موقف المجلس القومى للرياضة ؟ - دعنا نتفق فى البداية أن البعثة المصرية حققت إنجازا غير مسبوق بشكل عام فى البطولة العربية، واما عن الإخفاقات فسيطلب بمن تلك الاتحادات تقديم تفسير للمجلس القومى للرياضة عن أسباب تلك الإخفاقات من خلال تقرير البطولة، وسندرس تلك التقارير بعناية، ولن يكون هناك عقاب بالمعنى المفهوم لأن المعاقبة مبدأ مرفوض بالنسبة لى، فهو يعنى توقف دوران عجلة الأداء، ولكننا سنضع تلك الأخطاء فى اعتبارنا فى الدورات والبطولات القادمة. ما هى رؤيتكم للتطبيع الرياضى مع إسرائيل والتى كان آخر مظاهرها مواجهة لاعبى منتخب المبارزة المصرى للمنتخب الإسرائيلى ؟ - ليس هناك اتجاه رسمى فى هذا الشأن ولكن القرار سيختلف من موقف لآخر، حسب نوعية البطولة وإذا ما كانت مؤهله أما لا ونسب الفوز والعقوبة المقررة فى حالة الانسحاب. اتهام أحد لاعبى المنتخب الأولمبى بتعاطى المنشطات ليس الأول من نوعه وهو ما يهدد سمعة مصر.. ما هى الإجراءات التى ستتخذونها لإيقاف تعاطى المنشطات ؟ - اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات هى المنوطة بهذا الأمر والمجلس القومى للرياضة يجرم تعاطى المنشطات، ومن يثبت تعاطيه للمنشطات سنتخذ معه اقسى العقوبات، كما أننى فى طريقنا لاستكمال إجراءات اعتماد معمل القوات المسلحة لمكافحة المنشطات من خلال استيفاء عدد العينات المطلوبة. ما رأيكم فى تأسيس أندية تابعة لجماعات دينية مثل الأندية المزمع إنشاؤها من قبل جماعة الإخوان المسلمين ؟ النادى هو النادى طبقا للوائح والقوانين وشروط إشهاره واضحة وله إجراءات محددة من خلال مديريات الشباب والرياضة ومن يستوفى الشروط أهلا وسهلا به، الدولة حريصة تماما الآن على الابتعاد عن التصنيفات، الرياضة متاحة لجميع المصريين ويحكمهم قانون واحد. هل هناك اتجاه لتعديل لائحة المهندس حسن صقر خاصة بند الثمانى سنوات الذى أثار جدلا بين الأندية ؟ - ليس هناك أى توجه نحو تعديل اللائحة فالموضوع الآن مطروح أمام القضاء، ونحن نحترم أحكامه أيا كانت، وسيتم الالتزام به. منتخب المصارعة انضم لميدان التحرير واعتصم به احتجاجا على العنف ضد المتظاهرين.. تعليقك؟ أستطيع التعليق على هذا الخبر فى حالة واحدة وهى أن يكون اتحاد المصارعة هو من دفع بهم للاعتصام فى التحرير، وهو ما لم يحدث فلاعبو المنتخب ذهبوا بشكل فردى كمواطنين معبرين عن آرائهم الشخصية وهو حق مكفول لكل مواطن.