مأساة حقيقية يعيشها «مركز رعاية المسنين» بجامعة القاهرة بسبب تعنت «الجمعية المصرية لرعاية المسنين» التى أنشئت لمساعدة المركز، فتحولت الجمعية إلى حجر عثرة، يعوق تنفيذ المشروعات الإنسانية التى يتبناها المركز لتوفير الرعاية الصحية والاجتماعية للمسنين. يقول مظهر عمارة المدير الإدارى للمركز إنه رغم تلقى معونات بملايين الجنيهات إلا أن هذه المعونات مهددة بالسحب لعدم موافقة الجمعية على صرفها. لقد تسببت هذه الجمعية مثلما أشار مظهر عمارة فى تعطيل عمل المركز وإعاقة أنشطته وتجميد التبرعات التى تصل إليه بالإضافة إلى انحرافات وتجاوزات يكشفها عمارة بالمستندات فى هذا الحوار.. ? كيف بدأت فكرة إنشاء الجمعية المصرية لرعاية المسنين؟ ?? تم انشاء مركز رعاية المسنين فرع جامعة القاهرة برئاسة مؤسسة د. سيد سيف الدين حسين أستاذ جراحة العيون بطب قصر العينى ثم تم تطويرها وتأسيس جمعية رعاية المسنين لسهولة التعامل فى مجالات التبرعات والمنح ولزيادة نشاط المركز الذى يقدم نشاطاً خدمياً بالمقام الأول للمسنين، إلا أننى لاحظت بعض التجاوزات والتلاعب وتقدمت بشكوى ضد هذا التلاعب للدكتور سيد إلا أن القدر لم يمهله وتوفى. ? ما المقصود بالتلاعب والتجاوزات؟ ?? تتلخص التجاوزات فى أمرين مهمين الأول تعيين د. محمد عزت أحمد أستاذ التحاليل الطبية بكلية طب الأزهر أمينا لصندوق الجمعية وهو لم يكن عضواً فى الجمعية بل هو عضو شرفى لا يحق له تولى هذا المنصب. والثانى أن د. محمد عزت كان صديق سيد أبو عرب مدير عام الموازنة والحسابات بالجامعة وقد استطاع الثانى أن يقنع الأول بتخصيص مبلغ 320 ألف جنيه لبناء فرع للمركز فى شلقان، وتم ذلك بدون فواتير أو أى إثباتات وقد خاطبت رئيس مجلس إدارة الجمعية بضرورة أن يكون هناك شيكات وإثباتات يتم تقديمها تفيد صرف تلك المبالغ فى أوجه استحقاقها، وعدم الالتفات لكلامى هو ما دفعنى لاتخاذ اجراءات ضد الجمعية. ? وهل لديك مستندات على ما تقول؟ ?? عندما طلبت مستندات عن أوجه صرف المبلغ فوجدت أنها لا ترقى لاعتبارها مستندات صرف يمكن الاعتداد بها، بل هى عبارة عن بيان بكمية وسعر الصرف مكتوبة بخط غير واضح ولا تقرأ وليس بينها فواتير سليمة والمرجح أنها أعدت على عجل. ? ألم تتوجه بالشكوى إلى رئيس مجلس إدارة الجمعية؟ ?? قدمت العديد من الشكاوى للدكتور أحمد الدرش رئيس مجلس إدارة الجمعية فكان الرد الوحيد هو الوعد بإيقاف تلك التجاوزات. ? ماذا عن وزارة التضامن ألم تشتك لها وتطلب تدخلها؟ ?? وزارة التضامن هى المسئول الأول المنوط به مواجهة تلك التجاوزات لذا توجهت فى عام 2010 بشكوى إلى د. على المصيلحى وزير التضامن الاجتماعى الذى رفع الشكوى لمحافظ القاهرة لتفويضه لعمل انتخابات للجمعية إلا أن الانتخابات كانت غير نزيهة فمن بين 8 آلاف عضو حضر الانتخابات 40 عضواً منهم 15 من أعضاء مجلس الإدارة وتم انتخاب مجلس الإدارة. ? وما علاقة جمعية رعاية المسنين بالمركز الآن؟ ?? هى فى الحقيقة علاقة تعنت فقد تمت الموافقة للمركز على عدة منح وإعانات للجمعية بطبيعة الحال تذهب إلى حساب الجمعية وتبقى فى حسابها دون صرفها للمركز، فمثلا منحنا صندوق الاتحاد الاقتصادى والاجتماعى ومقره دولة الكويت أربعة ملايين جنيه إلا أن الجمعية لم تصرف لنا المبلغ حتى الآن وكذلك جامعة الدول العربية منحتنا 50 ألف دولار لتطوير المركز كمنحة إلا أن الجمعية تعمل دائما على إيقاف حصولنا على تلك المبالغ التى هى فى الأساس دعم ومنح ورغم أن الجمعية أنشئت فى الأساس لخدمة المركز إلا أنها تمثل الآن عقبة فى طريق تطويره. ? ماذا سيحدث لو لم تحصّلوا على تلك المنح والمعونات؟ ?? ستضيع على المركز ولن يستفيد منها أحد وستعود إلى الجهة التى أرسلتها وهذا أمر فى منتهى السلبية ويعطى انطباعاً سيئاً. ? وما حكاية مبنى رعاية المسنين الجديد التابع لجامعة القاهرة؟ ?? تكلف المبنى 14 مليون جنيه ومساحته تصل إلى 49 فداناً، وهو فى أرقى أحياء القاهرة، وهو مركز مسنين يحتوى على عيادات ووحدات علاج طبيعى،وكان من المفترض أن يستقبل الدارسين والباحثين لعمل أبحاث الماجستير والدكتوراه وكان يشتمل على برنامج علمى كبير ولكن رئيس الجامعة كان له رأى آخر وهو أن الميزانية لا تسمح فى الوقت الحالى بتعيين أعضاء هيئة تدريس لذلك تم تأجيل الفكرة، والمبنى مكتمل ويعد الوحيد فى مصر ولكن للأسف الإهمال عطل العمل به فتعنتت الجمعية فى صرف ال 4 ملايين جنيه الممنوحة للمركز من صندوق الاتحاد الاقتصادى والاجتماعى بدولة الكويت، ولو أنه تم حل هذه المشكلة لاستطاع المركز تحقيق الكثير فيزيد من فرصة السياحة العلاجية إلى مصر، ويمنح فرص عمل للشباب وكذلك عملة صعبة لحب العرب لهذا النوع من السياحة خاصة فى مصر، فالأمر يتوقف على إفراج جمعية رعاية المسنين عن المبلغ المقرر للمركز لكى يبدأ العمل فى هذا الصرح العملاق. ? ألم تتدخل وزارة التضامن لحل هذه المشكلة؟ ?? وزارة التضامن تقف موقفا سلبيا للغاية فقد خاطبت جامعة الدول العربية ومكتب المندوب الدائم لجامعة الدول العربية وزارة التضامن لحل هذه المشكلة والاستفسار عن المبلغ لماذا لم يتم الاستفادة منه إلا أنها لم تتلق رداً من وزارة التضامن، والطامة الكبرى أن مبلغ ال 4 ملايين جنيه الممنوح من صندوق الاتحاد الاقتصادى والاجتماعى قد تم منحه للجمعية باسم المركز سنة 2011 إلا أن تعنت الجمعية تسبب فى ضياع تلك المنحة التى تم تجديدها عام 2012 للمرة الثانية ولم يتم صرفها حتى الآن وإذا لم يتم صرفها فسوف يتم سحب المنحة نهائيا. ? هل من جهات أخرى تدخلت لحل هذه المشكلة؟ ?? اتصل مكتب الوزيرة فايزة أبو النجا أكثر من مرة متسائلا لماذا لم يتم سحب المبلغ إلا أن مكتب الوزير ليس هو المختص لحل تلك القضية، كذلك خاطبنا الجهاز المركزى للمحاسبات عن سبب عدم صرف المنحة، وأنا أتوجه بنداء عاجل إلى وزيرة التضامن الدكتورة نجوى خليل للتدخل لحل هذه القضية فليس من المنطقى أن تضيع منحة بملايين الجنيهات على المركز لمجرد أن رئيس الجمعية لا يرغب وكذلك مبلغ ال 50 ألف دولار لم يتم صرفها حتى الآن.