أعمال العنف والعنصرية التى يتعرض لها الفلسطينيون فى الضفة الغربية وقطاع غزة على يد المستوطنين اليهود مع كل قرار تصدره الحكومة الإسرائيلية بوقف بناء مستوطنات يهودية لبضعة أشهر أو هدم أخرى غير قانونية لا تتم بشكل عشوائى أو فردى، ولكن تقف وراءها منظمة إرهابية يهودية يمينية تدعى تاج ماحير مما يكشف عن فشل الحكومة الإسرائيلية فى التصدى للإرهاب الإسرائيلى فى الوقت الذى تتهم فيه الفلسطينيين بالإرهاب. وحسب صحيفة إسرائيل اليوم فإن تاج ماحير- وهو مصطلح إسرائيلى صهيونى يعنى جباية الثمن - هى منظمة إرهابية يهودية تتبع التيار اليمينى الإسرائيلى الصهيونى المتطرف، وتهدف إلى القيام بأفعال غير قانونية ضد عرب إسرائيل كوسيلة من وسائل الثأر ضد الحكومة الإسرائلية. وأشارت صحيفة هآرتس إلى أن منظمة تاج ماحير تعتمد سياستها على إستراتيجية مستنبطة من إحدى المدارس الدينية لحاخام إسرائيلى يدعى يتسحاق جبنتسبورج ميتسهير، والذى يدعو إلى القضاء على عرب إسرائيل ويمجد مذبحة الحرم الإبراهيمى التى قام بها طبيب يهودى يدعى باروخ جولدشتين ضد المسلمين أثناء صلاتهم عام 1994 وهو ما يعتبر أكبر هجوم إرهابى يهودى على مر التاريخ. بدأت تاج ماحير نشاطها فى عام 2008 بهدف تنفيذ مشروع إبادة كلية للفلسطينيين، بشتى الطرق سواء عن طريق حرق المساجد أو هدمها أو كتابة العبارات والشتائم العنصرية التى تستهدف إهانة الدين الإسلامى، وكذلك قطع الطرق وإلحاق الضرر بالممتلكات الفلسطينية. ويزعم نشطاء تاج ماحير أن كل ما يقومون به من أعمال عنف هو رد على الأعمال الإرهابية التى يمارسها ضدهم الفلسطينيون الذين يرغبون فى استعادة أراضيهم المحتلة .و فى عام 2010 بدأ نشطاء تاج ماحير يصعدون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وذلك إثر قرار تجميد بناء المستوطنات اليهودية فى الضفة الغربية وقطاع غزة الذى اتخذته الحكومة الإسرائيلية عام 2009، ومع بدايات عام 2011 تغيرت طبيعة نشاطاتهم العفوية وأصبحت منظمة مع الحفاظ على السرية التامة لها وجمع المعلومات الاستخبارية لما يحدث حولهم داخل إسرائيل، وذلك بعد أن تم القبض على مجموعة كبيرة منهم من قبل الشاباك (جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلى) والشرطة الإسرائيلية ولكن لم تتم محاكمة أى منهم حتى الآن بحجة عدم وجود أدلة ضدهم، واكتفت الحكومة الإسرائيلية بإصدار قرارات بإبعادهم عن مستوطناتهم بالضفة الغربية لفترة تتراوح ما بين ثلاثة إلى تسعة شهور دون وجود أى لوائح اتهام تدينهم. يحدث هذا بالرغم من أن الشاباك يتعامل مع جماعة تاج ماحير على أنها منظمة إرهابية. كما أكد وزير جبهة الدفاع الداخلية الإسرائيلية ماتان فيلناى أن أعمال العنف التى تقوم بها تاج ماحير لن تؤدى إلى القضاء على الفلسطينيين فقط بل ستقضى على يهود إسرائيل أيضاً. جاءت تصريحات فليناى بعد أن حرق نشطاء تاج ماحير متحفا للفنون الثقافية داخل إسرائيل. وقد أحدثت الأعمال الإرهابية لتاج ماحير صدى كبيرًا داخل الأممالمتحدة حيث صدر مؤخرا تقرير من قبل مكتب الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة تناول المخاطر التى تشكلها تاج ماحير على الفلسطينيين. وفى هذا الصدد، قالت صحيفة هآرتس إن الأممالمتحدة تجد أن السبب الرئيسى وراء جميع الأعمال الإرهابية التى تقوم بها تاج ماحير ضد الفلسطينيين هو الفشل المتكرر للسلطات الأمنية الإسرائيلية فى التدخل فى الوقت المناسب لمنع المستوطنين من الهجوم، والفشل فى القيام باعتقالهم. وأضاف تقرير الأممالمتحدة أن هناك 250 ألف فلسطينى فى 86 مدينة وقرية بالضفة الغربية معرضون للأذى الجسدى بسبب إخلاء الجيش الإسرائيلى للبؤر الاستيطانية هناك.