قابيل: أغانى الثورة تحولت إلى «ميتم وجنازة» هل نجحت الأغنية فى التعبير عن ثورة 25يناير؟ وهل جاء مستوى كلمات الأغانى معبرا عن هذا الحدث المهم فى تاريخ مصر؟ ولماذا لم نر حتى الآن أغنية تعبر عن هذا الحدث غير المسبوق فى تاريخنا؟ أهل المغنى يبحثون فى هذا التحقيق عن أسباب فشل أغنيات الثورة.. فى البداية يقول الموسيقار والكاتب الصحفى محمد قابيل: إن الاغنية لم تكن على مستوى الثورة التى أبهرت العالم لأسباب عديدة ففى ميدان التحرير لم نسمع أغنية شبابية اثناء الثورة واعتمدوا على أغان قدمها الكبار قديما مثل بسم الله ويا حبيبتى يا مصر ومصر تتحدث عن نفسها وصورة صورة. والسؤال أين دور المطربين الشباب؟ والمعروف ان المطربين الشباب ليسوا من أصحاب الفكر والرأى عكس نجوم المسرح والسينما بدليل ان النجوم التى كانت متواجدة فى الميدان هم نجوم المسرح والسينما مثل عمرو واكد وخالد أبو النجا وبسمة وخالد يوسف وخالد الصاوى وسهير المرشدى وآسر ياسين. ووجدنا سيلاً من الاغانى لكن ما يعيب هذه الاغانى ان كلماتها ركيكة ومسروقة فمثلا عبد الحليم حافظ غنى فدائى فدائى عن الشهيد يا ست يا امى بتبكى انا مت علشان بلدى تعيش ووجدناها فى اغنية يا بلادى يا بلادى. العيب الثانى ان كل الاغانى عن الشهداء وكل الالحان محبطة بطيئة حزينة رغم ان الشهيد يجب ألا نبكى عليه وحتى لو قدمت اغنية حزينة المفروض ان تكون هناك اغان مرحة فمثلا اغنية الشهيد قدمها الملحن على اسماعيل عام 1973 وكانت مرحة وهى انا ام البطل غنتها شريفة فاضل وكلمات نبيلة قنديل وكان ايقاعها سريعا. فالشهداء – والكلام لقابيل – كانوا 800 ضحية، مثلا حسب الإحصاءات الرسمية، بينما نجح 7 ملايين شاب. فالمفروض ان يكون هناك توازن للاسف أغانى الثورة كانت بمثابة ميتم وجنازة نشاهدها على شاشات التليفزيون. كما ان الكل يغنى نغمة واحدة وهذا يرجعنا إلىفن الغناء الشبابى قبل الثورة للاسف الاغنية لم ترتق إلى ما فعلوه الشباب فى ميدان التحرير. للاسف شباب المطربين ركن للسذاجة فى الافكار والاستسهال فى اللحن والسطحية فى الكلمات وهذا لا ينبغى ان يحدث لانك امام تاريخ ولابد ان تكون اغنياته على قدر الحدث ويكون الشعر فى اغانى الثورة من أمهات الكتب وهى مسئولية اتحاد الاذاعة والتليفزيون. فمشكلة اغانى الثورة انها لا تؤمن بالكلمة وحتى الاغنية التى اعتمدت عليها الفضائيات وهى اغنية ازاى لمحمد منير لا تصلح كأغنية للثورة لانها عبارة عن عتاب مر على بلد كان مقهورا وهى لا تصلح للثورة. والنغمة المطلوبة الآن يجب ان نعتمد على ابنوا بلدكم بعد الثورة وما فعلتموه فى الميدان افعلوه فى كل مجالات الحياة. بينما يقول الموسيقار هانى شنودة إن اغنيات الثورة يجرى تنفيذها بسرعة وبالتالى لا?تخرج مكتملة الأركان وبالتالى لا تصل للمستمع ولذلك لابد من التأنى فى تقديم اغنيات لهذة الثورة التى بهرت العالم. ويفسر شنودة بعض الاستهزاءات من بعض الأغانى لبعض المطربين سواء على كلماتها أو ألحانها بسبب عامل اللهوجة، أو السرعة وعدم التأنى ويرى ان اغنية ازاى لمحمد منير تعد الوحيدة التى أعجبت الكثيرين رغم انها كانت قبل الثورة والاغنية التى لم تاخذ حقها حتما ستسقط. اما الشاعر اسلام خليل فيرى ان الاغانى الوطنية كانت تظهر بشكل كبير أوقات الازمات التى مرت بها مصر، واغانى ثورة 25 يناير عموما مجرد تواجد للمطربين واثبات وجود وتحولت الاغانى الى هوجة تماما مثل الاغانى الدينية فى رمضان التى يتسابق عليها المطربون لانه لا يوجد عمل فنى فى رمضان فتجد المطربين يتحولون للغناء الدينى بصرف النظر عما اذا كان المطرب الذى يغنى هذه الأغنيات متدينا من عدمه المهم أنه لايوجد صدق فى الأغنيات التى ظهرت فى 25 يناير فبنظرة سريعة على ماسورة الاغنيات التى قدمت عن الثورة ستكتشف ان هناك اغنيات لا تجد لها مؤلفا لان المطرب يقدمها ببلاش فهو الذى يغنى ويكتب ويلحن لذلك تجد كلماتها ليست لها معنى وهناك تكرار مثل كلمة 25 يناير تكررت فى اكثر من اغنية رغم ان الاغنية الوطنية ليست شرطا ان تذكر الزمان او المكان، فمثلا انا انتهيت من اغنية بعنوان ابن مين فى مصر اللى يجرح تانى مصر مين اللى ميحبش مصر فمستوى كلمات اغنيات 25 يناير بصراحة سوقى و98% منها للتواجد ومجرد سبوبة. واختتم الموسيقار هانى مهنى الكلام بأن اغنيات الثورة لم تظهر بالشكل المتوقع حتى الآن لأن الثورة لم تنته بعد ولكى تكون الأغانى التى تقدم عن الثورات صادقة لابد من التأنى وليست مجرد اغان استهلاكية، فهناك أغان كانت صادقة وذات مضمون حقيقى مثل اغانى العبور ونصر أكتوبر.