بعد الأداء الهزيل والتغطية المثيرة للجدل لأحداث ماسبيرو يوم الأحد قبل الماضى، أشارت أصابع الاتهام مرة أخرى للتليفزيون المصرى والقائمين عليه، وتساءل الكثيرون.. ما الذى تغيرّ فى ماسبيرو بعد الثورة؟ وهل تغير بعض القيادات أدى إلى تغيير السياسات والتوجهات؟ هذا ما نحاول الإجابة عنه من خلال هذا التحقيق.. يجيب عن هذا التساؤل الإعلامى الكبير حمدى الكنيسى قائلاً: التليفزيون المصرى أخطأ.. ولكن خطأه هذه المرة مثير للقلق لأننا تصورنا أن التليفزيون الرسمى بعد الثورة سيستعيد توازنه ويتجه للإعلام الموضوعى، ولكن جاءت تغطيته للأحداث الأخيرة لتثبت أن العلاج مازال مطلوبًا بحيث يدرك كل من يجلس امام الكاميرا ووراء الميكروفون أن «مصر الثورة» اختلفت عما قبل وان التغطية والحياد فى التغطية مبدأ رئيسى فى الإعلام.. وأعتقد أن الإعلام الرسمى مطلوب منه هذا الاتجاه فورًا ولابد أن يقتصر الوقت لاستعادة الثقة خصوصًا وانه يمتلك من الامكانيات ما يؤهله لذلك.. لكن السؤال هل المذيعة رشا مجدى أخطأت؟ الإجابة عن هذا أنه يجب ان يدرك المذيعون أنهم عندما يجلسون امام الشاشة يجب ان يحتكموا لضميرهم الإعلامى حتى لو جاءتهم تعليمات من الخارج ليقولوا ما يخالف ضميرهم وهذا منطبق على ما قالته رشا مجدى من قبل، بأن هناك مسئولاً كبيراً هو من وراء هذه التغطية وعليها ان تكشف اسمه. وأضاف الكنيسى أن قرار أسامة هيكل وزير الإعلام بتشكيل لجنة من خارج المبنى هو شكل جديد لم نعتد عليه من قبل وأعتبره قراراً جيدًا خصوصًا إذا كانت اللجنة تضم خبراء واكاديميين من مجالات متنوعة. بينما قال الدكتور محمود علم الدين أنا عضو فى اللجنة التى شكلها من قبل وزير الإعلام لكتابة تقرير عن هذه التغطية.. ورفض علم الدين الإفصاح عن مضمون ما كتبته اللجنة فى التقرير مكتفيًا بالقول إن اللجنة انتهت من كتابة التقرير وإعداده وتم رفعه لوزير الإعلام لاتخاذ ما يراه من قرارات طبقاً لما هو معروف بالتقرير الذى اعدته لجنة ضمت 13 خبيراً إعلاميًا منهم د. على عبد المجيد ود. ياسر عبد العزيز وآخرون. بينما علق د.?محمد الغرباوى أستاذ الإعلام، قائلاً قبل أن نتهم التليفزيون المصرى بأنه أخطأ فى التغطية لاحداث ماسبيرو لابد وأن نضع فى الاعتبار «الذهنية» التى اشتغل بها التليفزيون الرسمى لفترة تزيد على 40 عاماً وصعب جداً أن يتعامل القائمون على الإعلام داخل ماسبيرو مع بعض المواقف بمناهج جديدة لكن بدون شك كانت هناك أخطاء فى هذه التغطية من الناحية الإعلامية لعل ابرزها ان المذيعين كانوا عاطفيين وشخصيين جداً وكانوا خائفين على الجيش وساروا وراءه رغم اننا كلنا نحب القوات المسلحة. لكن هذا الاعتبار تغلب عليهم أثناء التغطية فمثلاً مذيعة.. ويقصد - رشا مجدى - تطالب المواطنين بالخروج لحماية الجيش الذى يضرب من فئة معينة ولكننى لا أريد أن أحملها الوزر كله لأنها معذورة لأن الفكر القديم لايزل هو السائد والمسيطر عل القائمين بالمسئولية بماسبيرو.. فللأسف قيادات التليفزيون لديهم قدر كبير من الحياء والخوف فى تعيين المذيعين والمحررين ولابد أن نعترف ان الكفاءات فى التليفزيون المصرى ضعيفة خصوصًا مذيعى القناة الأولى والفضائية ولا?يوجد شغل إحترافى. لذلك قنوات التليفزيون المصرى الخاصة هى المسيطرة على الساحة. وتتآمر مع بعضها لازاحة التليفزيون الحكومى من طريقها ويهمها أن يختفى تليفزيون الدولة. ووصف قرار أسامة هيكل بتشكيل لجنة لكتابة تقرير عن تغطية التليفزيون بانه تفكره باللجان التى كان يشكلها الحزب الوطنى برئاسة د. فاروق ابو زيد للأسف هم تعودوا على ذلك... ولن يستطيعوا العمل بالمهنة لان مبدأ ومعيار المهنة نجده فى القنوات الخاصة والتليفزيونية التى تمتلكها الحكومات وتساهم بنسبة من رأس المال فى تأسيسها. والمذيع يعمل وفقاً للمناهج القديمة. ..ولابد وأن يكون للنشرات الإخبارية والبرامج الحوارية مذيع مهنى وارى أن إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار لا?يتحمل المسئولية لانه ليس لديه رؤية وللأسف التليفزيون المصرى أصبح صورة بالكربون من قناة الجزيرة التى لها أجندات ولعل ذلك يتضح بشكل كبير فى تغطية الأحداث السورية.. بعد أن كنا عمداء الإعلام على مدى أكثر من نصف قرن أصبحنا ننقل بالكربون من الجزيرة. وأوضح د. عمر الغرباوى أن المذيعة رشا مجدى لا تستحق التحقيق أو أى قرار عنيف يكفى ان يجلس رئيسها المباشر معها ومع باقى المذيعين لكن فى النهاية لا يجوز أن يطرح مذيع الهواء سؤالاً دون المكتوب فى الإسكريبت والكلام الارتجالى على الهواء يحتاج إلى مذيع محنك. لا بد وأن يكون هناك أيضاً انضباط فى العمل حتى لا يعمل المذيع بلغة عاطفية وتكون المهنية أولاً كما فى السياسة القانون هو الحل لأى خلاف تكون المهنية هى المبدأ الرئيسى فى الإعلام.