على عكس المواسم السابقة..تحتل البرامج السياسية مساحة كبيرة جدا على خريطة البرامج سواء فى القنوات الأرضية أو الفضائية الخاصة، وفيما يرى بعض الاعلاميين والمتخصصين أن هذا الأمر طبيعى ومنطقى بسبب الظروف التى نعيشها والأحداث المتسارعة بعد الثورة، يرى آخرون أن الجرعة السياسية مكثفة أكثر من اللازم ولا تتناسب مع طبيعة رمضان فى التليفزيون والذى تعودنا لسنوات طويلة أن يكون شهر المسلسلات والبرامج الخفيفة ..وهنا نتعرف على وجهتى النظر بالتفصيل من خلال هذا التحقيق.. * فى البداية يقول الإعلامى «معتز الدمرداش» : أنا سعيد جدا بتواجدى فى قناة الحياة، وسعيد أكثر لاستمرار البرنامج فى شهر رمضان، وهذا إن دل على شئ فهو يدل على نجاح البرنامج ومصداقيته، وأحاول باستمرار أن أكون ضيفا محبوبا، وألا أثقل على المشاهد حتى لا يشعر بالملل، وأنا واثق فى ذلك لأننى أتعامل مع المشاهد وكأننا «ندردش» معا ليس أكثر من ذلك، مؤكدا أن حياتنا الآن فى مصر أصبحت مختلفة تماما عما سبق، ولابد من مواكبة الأحداث، لأن رمضان بالذات يعتبر فترة حساسة للغاية لأنها ستمهد لما بعد ذلك من انتخابات مجلس شعب وانتخابات رئاسية، والعالم كله وليس مصر فقط فى انتظار الجديد والتغييرات التى تحدث للشعب المصرى العظيم. * وتعقب الإعلامية «منى الحسينى « على ذلك قائلة : أنا مع التوازن فلست ضد البرامج السياسية على شاشات التليفزيون فى الشهر الكريم، ولكنى ضد الإكثار منها حتى لا يشعر المشاهد بالملل، ومع أيضا عرض البرامج المنوعة والخفيفة لتقديم التسلية للمشاهد، وضد الاكثار منها بشكل يعطى انطباع التفاهه فى الوقت الذى لا مكان فيه لهذه التفاهة، فالشعب يعانى من حالة توتر وضيق شديد وثورة عارمة، فلابد من موازنة الامور خاصة أننا فى حالة تطور فى الاحداث بشكل سريع للغاية، ولذلك فانا مع عرض برامج التوك شو والبرامج السياسية فى رمضان مع التقليل مثلا من عدد الحلقات فى الأسبوع . * ويرى الناقد محمد الشافعى أن السياسة تلعب دورا مهمًا على شاشات التليفزيون فى رمضان، خاصة أن البرامج أكثر جرأة مما سبق، وهذا بالطبع يؤثر على أجور الفنانين الخيالية التى يحصلون عليها نظير موافقتهم على الظهور فى البرامج، فشهر رمضان دائما هو موسم النجوم والفنانين، ولكنه فى هذا العام موسم السياسيين والمثقفين، ولكنى كنت اتمنى أن يكون هناك نوع من التوازن حتى لا يشعر المشاهد بالكآبة، فلابد من أن يشعر المشاهد أيضا بالجو الرمضانى المعتاد، ولكن السيادة والصدارة ستظل حتما للبرامج السياسية بأنواعها سواء كانت توك شو أو برامج حوارية . * من جانبه يؤكد معتز صلاح الدين، المستشار الاعلامى لقنوات الحياة أن استمرار البرامج السياسية فى شهر رمضان أمر طبيعى لما يحدث داخل مصر من تطورات كل لحظة بعد ثورة يناير، ومن المنطقى أان تتم تغطيتها، حتى لا يكون المشاهدين بمعزل عن الأحداث، وأعتقد أنها تلقى إقبالا فى شهر رمضان عن البرامج الخفيفة، فالثورة لم تحقق اهدافها حتى الآن ولكنها حققت نجاحا كبيرا فى تغيير ثقافة المصريين واهتماماتهم، وبدلا من إقبالهم على البرامج غير الهادفة، تحول الإقبال إلى مشاهدة البرامج السياسية، والبرامج التى تناقش قضايا مهمة وثقيلة. * أما رحاب رضوان معدة برنامج «90 دقيقة» فتقول: إن استمرار البرامج السياسية فى شهر رمضان اتجاه غير صائب، لأن المشاهد كان لابد ان يخرج من جو التوتر الشديد والحديث المستمر عن الثورة وعن السياسة وعن الفساد، بدليل انصراف الجمهور عن مشاهدة معظم هذه البرامج، خاصة أن المشاهد اعتاد فى مثل هذا الوقت خلال السنوات الماضية على مشاهدة المسلسلات وبرامج الطبخ والمسابقات والمقالب وليس البرامج السياسية، مشيرة إلى أنهم تعمدوا تغيير ميعاد عرض برنامج «90 دقيقة»، وتغيير الموضوعات التى يناقشها والتركيز على أن يكون معظم ضيوفه من الفنانين المشاركين فى دراما رمضان لمناقشة الأعمال الدرامية وتخفيف حدة السياسة فى البرنامج إلى حد كبير. * أما الإعلامى ألبرت شفيق رئيس قناة «أون تى فى» فيقول : من الطبيعى ان تستمر برامج «التوك شو» فى رمضان، لأن الأحداث السياسية لا تخلو من تطورات، وكل يوم هناك جديد، والصراع محتدم بين التيارات السياسية، وخصوصا بين الإسلاميين والتيارات الليبرالية واليسارية، فالموسم الرمضانى هذا العام هو موسم البرامج السياسية، ولذلك استمر تقديم عرض برامج التوك شو، وتمت إضافة برامج أخرى لرموز ثقافية وسياسية وصحفية. * وفى النهاية يتوقع الدكتور محمود خليل، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام أن يزداد عدد البرامج السياسية بشكل كبير خلال الفترة المقبلة،كما يتوقع أن تخصص القنوات الفضائية مساحات اكبر لهذا النوع من البرامج لرصد الأحداث فى مصر حاليا، مشيرا إلى أن اهتمام القنوات فى رمضان بالبرامج السياسية أمر منطقى، خاصة إذا ركزت البرامج على عرض البرامج الانتخابية لمرشحى الرئاسة أو مرشحى الانتخابات فى الفترة القادمة، حتى إذا تم اختيار شخص للرئاسة أو لمجلس الشعب يتم اختياره بعد قراءة متأنية وفهم دقيق لخطته الإصلاحية والانتخابية، وهذا لا يتم إلا من خلال شاشات التليفزيون.