حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى مسلسل سقوط الجواسيس..صراع الجبابرة من تل أبيب للقاهرة
نشر في أكتوبر يوم 19 - 06 - 2011

الجاسوسية عالم مثير.. ملىء بالمفاجآت والمغامرات.. النجاحات والفشل.. عالم يعيش على المتناقضات: الأمانة والخيانة، الصدق والكذب، الصمت والكلام، التلميح والتصريح، عالم لا يفرق بين الدين والسياسة، الدبلوماسية والوقاحة فى الحرب أو السلام، الجاسوسية هى قطار الموت الذى لا يعرف الرحمة، يدهس كل من يعترض طريقه، قد يتحرك من لندن ويتوقف فى باريس، وقد يكون السائق «أمريكانى» والراكب «إسرائيلى» والمحطة «القاهرة»، والاستراحة «ماسبيرو» والإقامة «التحرير» والتنفيذ فى إمبابة أو صول الأزبكية أو مدينة نصر، فى المساجد والكنائس فى أقسام الشرطة وحتى بين الثوار والشباب والأرامل والأيتام فى المقطم وإمبابة والدويقة وبولاق.
إنها سلاح الموساد الذى يترقب الفتنة والفوضى والثورة.. إنها وصية بن جوريون مؤسس إسرائيل الذى قال لشعبه: إذا كان لكم عينان فضعوا واحدة على العالم كله وضعوا الثانية على مصر، لأن مصر تساوى العالم، إنها إسرائيل التى تلعب فى عقول الشباب، وأصحاب الحاجات لإسقاط مصر بعد إحداث الوقيعة بين الجيش والشعب.
ولهذا فإن عملية القبض على ضابط الموساد الإسرائيلى إيلان جرابيل لم تكن الأولى من نوعها، وبالتالى لن تكون الأخيرة، رغم معاهدة السلام والزيارات العلنية واللقاءات السرية بين القاهرة وتل أبيب فى إشارة واضحة إلى أن حروب المخابرات لا تعرف السلام.
هذا وقد أشارت تقارير أمنية إلى أن إسرائيل كثفت نشاطها الاستخباراتى فى الشهور الخمسة الأخيرة بمعدل 5 أضعاف معدل نشاطها السابق حيث نجح جهاز المخابرات مؤخراً فى ضبط 5 قضايا تجسس خلال 5 أشهر فقط فى حين تم الإعلان عن 85 قضية تجسس خلال ال 30 عاماً الماضية، منها أكثر من 50 شبكة فى السنوات العشر الأخيرة بما يعادل 2.5 قضية كل عام ، والطريف كما قالت المصادر إنه تم ضبط عناصر استخباراتية إسرائيلية فى 4500 قضية مخدرات وضلوع ما يعادل 67% من الإسرائيليين فى قضايا تهريب وغسيل أموال، مما يعنى أن إسرائيل لا تحرص على جمع المعلومات فحسب، ولكنها تسعى جاهدة لتدمير الاقتصاد المصرى والثروة البشرية والمساهمة فى نشر الفوضى وتعاطى الهيروين والمخدرات بين فئات الشعب.
ومما يذكر أن معاهدة السلام التى وقعها الرئيس السادات مع مناحم بيجين رئيس وزراء إسرائيل فى حضور الرئيس الأمريكى جيمى كارتر عام 79 لم تشفع لها عند الموساد فيغض الطرف عن الدولة التى قبلت التطبيع نتيجة علاقات ثنائية سلمية، واستمرت فى زرع الجواسيس والعملاء، وجمع المعلومات العسكرية والسياسية والاقتصادية،واستخدامها ضد المصالح المصرية فى الداخل والخارج .
ومع نجاح جهاز الأمن القومىفى إلقاء القبض على جواسيس يعملون لصالح الموساد فى أكثر من 85 قضية فقد تم الإعلان عن عمليات محدودة كان أشهرها إلقاء القبض على شبكة مكونة من 9 أفراد عام 85 ومعهم خرائط وصور لأماكن عسكرية، ورسائل مشفرة، وكاميرات وأفلام خاصة كانت معدة لإرسالها إلى جهاز الموساد، وجاء عام 86 ليتم إلقاء القبض على شبكة تجسس أخرى كان يعمل بعض أفرادها فى المركز الإسرائيلى الأكاديمى بالقاهرة، ويعمل البعض الآخر فى هيئة المعونة الأمريكية وكان بحوزة هذه الشبكة مجموعة من الصور التى تم تصويرها ليلاً لإحدى الوحدات العسكرية المصرية، وتم التقاطها ليلاً باستخدام أشعة إكس.
آل مصراتى
وفى بداية التسعينيات سقطت شبكة آل مصراتى وكانت مكونة من أربعة جواسيس من أسرة واحدة، ثلاثة رجال، وفتاة جميلة معروفة باسم فائقة ، ويبدو أنها كانت اسماً على مسمى، حيث استغلت جمالها الفائق فى تجنيد بعض الشباب بتحريض من جاسوس يهودى خامس اسمه «أوفتيس»، وقد أفرجت السلطات المصرية عن الشبكة مقابل الإفراج عن بعض المصريين فى سجون إسرائيل.
أما قضية عزام عزام الذى تم إلقاء القبض عليه عام 1996 فكانت أشهر قضية تجسس فى الثلاثين عاماً الأخيرة، وقد حكم عليه بالسجن المشدد لمدة 15 عاماً، وتمت مبادلته ببعض الشباب المصرى الذى دخل إسرائيل لدعم شباب المقاومة وأطفال الانتفاضة.
بدلة الغوص
وبعدها بعام واحد فقط نجح جهاز الأمن القومى فى إلقاء القبض على سمير عثمان الذى جنده الموساد فى نهاية الثمانينيات لرصد الاستثمارات ومراقبة التدريبات العسكرية فى سيناء وكانت المفاجأة أن المخابرات العامة ألقت القبض عليه أثناء عبوره إلى اسرائيل ببدلة الغوص فى خليج العقبة، بعد أن عثرت فى منزله على كاميرات وأدوات خاصة بالرصد والتصوير والمراقبة.
أما المرة الأولى التى لجأت فيها إسرائيل إلى تجنيد تاجر مخدرات، فكانت عام 1998 عندما قرر الموساد الاستعانة بسمحان موسى مطيرى للتخابر ضد مصر مقابل شحنة مخدّرات تم تقديرها آنذاك بالملايين، حيث قررت إسرائيل ضرب عصفورين بحجر واحد عندما جندت عميلاً مقابل مخدرات لضرب الاقتصاد والشباب المصرى.
وكانت قضية شريف الفلالى الذى تم إلقاء القبض عليه عام 2000 حديث الشارع الأمنى على مستوى العالم، لأنه كان مهندساً معروفاً باللعب فى صفقات السلاح إلا أنه تجاوز الخطوط الحمراء وتعرف علىسيدة ألمانية حسناء تدعى إيرينا، طلبت منه معلومات استخباراتية وخرائط لمراكز حساسة، وفى النهاية كانت الأجهزة الأمنية له بالمرصاد وحكم عليه بالسجن المشدد 15 عاماً وتمر الأيام ويموت الفلالى فى السجن بعد أن أحدث ضجة كبيرة لدى منظمات حقوق الإنسان فى حياته وبعد مماته.
وفى عام 2002 نجحت المخابرات أيضا فى إلقاء القبض على مجدى أنور توفيق الذى حكم عليه بالسجن 10 سنوات لتعاونه مع الموساد، ومن خلال الأوراق ونص تحقيقات أمن الدولة العليا فقد نجحت المخابرات العامة عام 2007 فى إلقاء القبض على محمد عاصم العطار الذى سافر إلى تركيا بحجة البحث عن عمل، وفى مدينة اسطنبول عرض نفسه على السفارة الإسرائيلية، والتى منحته 100 دولار مقابل تلخيص كتاب د.محمد سليم العوا الذى يتحدث فيه عن الأقباط والأقليات الدينية فى مصر و 500 دولار أخرى لترجمة كتاب لأنيس منصور.
جوزيف العطار
ومع علم العطار أنه يتعامل مع الموساد، فقد استمر فى تجاوز الخطوط الحمراء وطلب منه السفر إلى كندا فأمره الموساد باعتناق المسيحية فحول اسمه من محمد العطار إلى جوزيف العطار، كما طلب منه الاعتراف بالشذوذ الجنسى فحرر عقد زواج مع رجل شاذ، بعدها تفتحت له أبواب السعادة وسافر إلى كندا على أنه مهاجر مسيحى،وهناك قام بكتابة تقارير عن المهاجرين والدارسين العرب مقابل أموال طائلة، كما اعترف بأنه كتب تقريراً للموساد عن شخص مصرى يدرس فى كندا اسمه أحمد طه الفقى لاستكمال أبحاثه فى أكاديمية السادات للعلوم الإدارية.
كما كان العطار دائم التنقل بين كندا وتركيا وإسرائيل حيث كشفت تحريات هيئة الأمن القومى أن العطار كان يتصل بالموساد من خلال حاسب آلى فى أحد مكاتب البريد بتركيا، وقد أكد جهاز المخابرات أنه كان يراقب جوزيف العطار منذ وصوله إلى تركيا عام 2002.. وكان يرصد تحركاته خطوة بخطوة حتى قدومه إلى مصر وإلقاء القبض عليه.
سرى للغاية
وإضافة لنجاحات هيئة الأمن القومى فقد نجح جهاز المخابرات أيضاً عام 2007 فى إلقاء القبض على العميل محمد سيد صابر، مهندس الطاقة الذرية الذى تمرد على العمل داخل الهيئة وذهب إلى سفارة إسرائيل عام 1997 طالباً العون ورغم تحذير المخابرات المصرية له قام بعرض سيرته الذاتية، على موقع جامعة تل أبيب، وبدأت المراسلة بينهما، بعدها ترك هيئة الطاقة الذرية، ليعمل بإحدى الشركات السعودية.. ثم سافر إلى هونج كونج، بناء على دعوة رسمية من أحد ضباط الموساد، ويبدأ فى تقديم معلومات خطيرة عن مفاعل أنشاص وهيئة الطاقة الذرية وتخصيب اليورانيوم والأمان النووى.
ولأن محمد سيد صابر قدم للموساد معلومات وأوراقا خطيرة مكتوبا عليها «سرى للغاية» فقد حكم عليه بالسجن المؤبد ليكون عبرة لمن لا يعتبر سواء فى قطاع الطاقة الذرية أو غيرها من القطاعات.
وفى نفس السياق يقول الروائى الشهير د. نبيل فاروق السيناريست المعروف والمتخصص فى التحليل الأمنى والروايات البوليسية إن المخابرات المصرية صاحبة تاريخ طويل فى كشف الجواسيس، ولعل البعض يتذكر حكاية كامل أمين ثابت، الذى أقام فى الأرجنتين على أنه مهاجر سورى، ولتأكيد ولائه لسوريا أخذ يجمع الأموال والتبرعات لحزب البعث لدرجة أنه تلقى رسالة شكر أودعها فى أحد جوانب المنزل.. وبعد فترة سافر كامل إلى سوريا وأسس متجراً لتصنيع الأثاث، والتحق بأمانة حزب البعث. وبسبب الأموال التى كان يغدقها على القيادات تولى رئاسة الفرع الرئيسى للحزب فى دمشق، ثم نائب الأمين العام، وللثقة الزائدة تدرج فى المناصب حتى وصل إلى نائب وزير الدفاع السورى، وقيل إنه كان مرشحاً لوزارة الدفاع ورئاسة الوزراء.
وفى إحدى زيارات المشير عامر لسوريا فى الستينيات، يقول د.نبيل فاروق: لاحظ عامر أن أمين كامل ثابت هو المدنى الوحيد بين العسكريين فعرض عامر صورته بعد عودته على المخابرات فاكتشف رجال الجهاز فى هيئة الأمن القومى مفاجأة من العيار الثقيل.. وهى أن صاحب الصورة هو إيلى كوهين الذى هاجر إلى إسرائيل فى الأيام الأولى لثورة يوليو، وهو أحد أفراد الوحدة 131 التى قامت بتفجير المصالح الأمريكية فى القاهرة والإسكندرية فيما عرف آنذاك بفضيحة «لافون» التى أشرف عليها فنحاص لافون وزير جيش الدفاع الإسرائيلى الأسبق وبعد التأكد من الفضيحة سافر صلاح نصر إلى سوريا بتكليف من عبد الناصر لوضع ملف «كامل أمين ثابت» أو «إيلى كوهين» أمام الرئيس السورى أمين حافظ.
وعلى الفور تم اقتحام شقة إيلى ليعثروا على جهاز لاسلكى مخبأ بإتقان داخل جهاز تحريك ستائر الشرفة.
كما نجحت المخابرات المصرية فى إلقاء القبض على هبة سليم والتى سافرت بعض نكسة 67 إلى فرنسا لاستكمال تعليمها الجامعى، حيث وقعت فى شباك المخابرات الإسرائيلية.
طبيب عبد الناصر
ويفتح د. نبيل - المتخصص فى أدب الجاسوسية - فاروق خزانة أسراره قائلاً: ليس صحيحاً أن إسرائيل لا تهتم بمصير حلفائها، أو عملائها فبعد توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، طلب رئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين من الرئيس السادات تسليمه الجاسوس على العطفى طبيب عبد الناصر الخاص والذى نقل معلومات خاصة عن رئاسة الجمهورية إلى الموساد .. وقبل أن يسترسل بيجين فى طلب العفو عن العطفى، باغته السادات قائلاً له: لقد تأخرت يا صديقى، لأننا أعدمنا العطفى صباح اليوم وعندها التقط مدير المخابرات المصرى خيط الحديث، ونفذ حكم الإعدام فى هدوء، ثم رجع إلى الرئيس السادات قائلا له إن كل شىء تمام، ومن هنا خرج السادات من مطب بيجين.
وفى نفس السياق قال د. نبيل فاروق إن عمليات التجسس لم تعد سرية، ووسائل التقنية الحديثة لن تعنى عن العنصر البشرى لأهميته فى صناعة الأحداث.
صدمة الثورة
وفى تعليقه أشار الخبير الاستراتيجى أحمد عز الدين إلى أن إسرائيل تحاول امتصاص صدمة 25 يناير، ومعرفة كل شىء عن التيارات السياسية والدينية، وقراءة الأحداث من داخل العمق المصرى.
والجديد فى الموضوع إن إسرائيل لم تعد تعتمد على جمع المعلومات أو تحليل الأخبار، ولكنها تريد المشاركة فى صنع الحدث، وهذا ماحدث فعلاً مع ضابط الموساد إيلان جرابيل الذى حرّض المتظاهرين على إثارة الفتنة، وإحداث الوقيعة بين الشعب والجيش والشرطة، وتضليل أبناء الشعب، ودفعهم إلى استخدام القوة.
ويتابع أحمد عز الدين أن ثورة 25 يناير كانت مفاجأة استراتيجية لقيادات إسرائيل من الداخل ففى الوقت الذى قال فيه مائير داجان رئيس الموساد السابق إنه لم يتغير شىء فى مصر، يقول نائب رئيس الأركان الإسرائيلى إن ما حدث كان بدعم من يد عليا .. أعتقد أنها يد القدر .. يجب علينا أن نؤمن فى إسرائيل بالقوى الخفية.. ولا نعتمد على قوة السلاح فحسب.
وقد ظهرت الرؤية أكثر وأكثر عندما قال الجنرال كوفانى رئيس جهاز أمان السابق إن العمل الميدانى يجب أن يتلاءم مع العمل العسكرى، لأن كليهما يكمل الآخر. مؤكداً أن العمل السرى، هو أكثر أشكال المخابرات علانية وهو ما فعله إيلان جرابيل الذى تظاهر وسط الملايين، وحمل شعارات زائفة لخداع المصريين.
وفى نفس السياق يقدم د.رفعت سيد أحمد المحلل السياسى المعروف التحية لجهاز المخابرات وهيئة الأمن القومى مشددا على دورها الحيوى فى حماية هذا البلد من الدخلاء والجواسيس ومدعى البطولة وأصحاب الفضائيات المشبوهة الذين يحاولون بقصد وبسوء نية التشكيك فى هذا العمل البطولى.
ويؤكد أن أمريكا وإسرائيل لا تريدان الخير لمصر، وأن الرصاص الذى قتل المتظاهرين فى ميدان التحرير، وقنابل الغاز الفاسدة قد تم الاتفاق عليها داخل السفارة الأمريكية بالقاهرة وبالتحديد فى مركز ال FBI وهو المقر الرئيسى للمخابرات المركزية الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط .
ويطالب د. رفعت الشباب بالتعاون والانسجام مع الجيش والشرطة لضبط زمام الأمور كما كانت عليه، والقضاء على الانفلات الأمنى فى الشارع للحد من سيطرة البلطجية ومسجلى خطر، والقيام بمليونية لدعم القوات المسلحة وجهاز المخابرات وجهاز الشرطة حتى يتسنى لها كشف المزيد من عملاء الموساد، والسى آى إيه.
وعن تأثر العلاقات المصرية الإسرائيلية بالأحداث الأخيرة قال اللواء سامح سيف اليزل الخبير العسكرى إن العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية لا ترتبط بقضايا التجسس، خاصة أن اسرائيل وهى أكبر حليف لأمريكا تقوم بالتجسس عليها، وقد قامت أمريكا مؤخراً بالقبض على أكثر من جاسوس إسرائيلى على أراضيها دون أدنى تأثير فى العلاقة بينهما.
ونفى اليزل ما يردده الجاسوس الإسرائيلى بأنه كان يذهب إلى الأزهر والحسين لدراسة الدين والفقه الإسلامى، مؤكداً أن الغرض الحقيقى من زيارته كان لمعرفة رأى المصلين فى الدولة الدينية، ثم يذهب آخر النهار ليلتقى بالمثقفين ليعرف الاتجاهات الأخرى.
واعتبر اليزل القبض على الجاسوس الإسرائيلى «شطارة» مخابراتية مصرية ، وأن حمل إيلان جرابيل الجنسية الأمريكية عملية مقصودة، حيث اعتادت إسرائيل على توريط دول أخرى معها خاصة فى عملياتها القذرة.
كامب ديفيد
وفى نفس السياق قال د. عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق إن اتفاقية كامب ديفيد لن تتأثر ولكن المتغير الوحيد هو انتقال مصر فى علاقتها مع إسرائيل من الحميمية إلى الندية، وتأكيد أن ما يربطنا بإسرائيل هو المصلحة وليس الصداقة، وهذا مقدمة طبيعية لتعديل أية اتفاقيات يرى الشعب أنها مجحفة ولا تتوافق مع مصالحة.
وتابع أن تكثيف النشاط الاستخباراتى الإسرائيلى يؤكد الفزع الذى أصاب إسرائيل، وجهلها بالواقع المصرى وسعيها إلى تحديد الملامح الداخلية والاتجاهات السياسية فى المرحلة القادمة.
فيما قال اللواء حسام سويلم الخبير الاستراتيجى إن إسرائيل حريصة على معرفة كل شىء عن مصر فهى تريد معرفة من هو رئيس مصر القادم ؟ وعلاقة الإخوان بحماس، ومشروع تعمير سيناء، ودور الثوار فى تشكيل الحكومة القادمة، ومن هو زير الدفاع القادم؟ ومن هو رئيس الأركان؟ وماذا عن علاقة مصر بأمريكا؟
وحدد سويلم أربع مهام لأى جاسوس إسرائيلى أهمها: جمع معلومات عن الحاضر والمستقبل، وإثارة الفوضى وإشعال الفتنة، وإحداث الوقيعة بين الجيش والشعب، وتجنيد الشباب بأسلوب الفرز.
شبكات جديدة
ومن جهة أخرى فقد توقع د.طارق فهمى رئيس قسم إسرائيل بمركز دراسات الشرق الأوسط سقوط شبكات تجسس أخرى فى الأيام أو الشهور القليلة القادمة، لأن إسرائيل عازمة على توسيع نشاطها الاستخباراتى ومعرفة كل شىء عما يحدث فى مصر بعد الثورة، خاصة أن هناك أزمات مكبوتة بين مصر وإسرائيل، ظهرت مؤخرا فى تصريحات نتنياهو وليبرمان لتخوفهما من تأثير العلاقات المصرية الإسرائيلية بعد الثورة.
وأشار د. فهمى أن توقيت الإعلان عن الجاسوس إيلان له دلالته حيث انزعجت إسرائيل مؤخرا من فتح معبر رفح وتفجير خط الغاز فى سيناء، ومطالب الثوار من عودة قرية أم الرشراش التى استغلتها إسرائيل فى توسيع مدينة إيلات وتوقف ضخ الغاز لإسرائيل.
وتابع د.طارق فهمى قائلا: من السابق لأوانه الحديث عن مبادلة الجاسوس الإسرائيلى بقضايا سياسية، لأن الأمن القومى المصرى أهم من قضايا كثيرة، مؤكدا أن قضية عزام- عزام خير دليل على فصل القضايا السياسية عن القضايا المخابراتية.
وأكد أن الجاسوسية لا تقتصر على الجوانب العسكرية فحسب.. ولكنها تمتد للجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.