يبدو أن ربيع الغضب العربى الذى دخل حالياً فى شهور الصيف الملتهبة، سيكون أشد لهيباً على زعماء أوروبا خاصة مع غضب الشعوب من سياسة التقشف التى انتهجتها أغلب الدول الأوروبية للخروج من الأزمة المالية، ففى جورجيا حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «على الرئيس ميخائيل ساكا شفيلى ان يرحل» وذلك خلال تظاهرة لأكثر من عشرة آلاف شخص بساحة الحرية بوسط العاصمة تبلسى، مطالبة الرئيس الجورجى بالاستقالة والذى تتهمه المعارضة باحتكار السلطة، وفى مدينة «باتومى» الجورجية خرج محتجون للشوارع مطالبين ساكا شفيلى بالتنحى متهمين إياه بالفشل فى مكافحة الفقر وأعلنت الرئيسة السابقة للبرلمان الجورجى والقيادية بالتجمع الشعبى المعارض.. نينو يورجا نادزة: عن انطلاق ثورة وطنية: وصفتها بأنها بداية المعركة لتحرير جورجيا من النظام الحالى وشددت على عدم جدوى الانتظار حتى الانتخابات القادمة ودعت إلى التحرك للاطاحة بساكا شفيلى، واعتبرت «يورجا نادزا» أن المعركة ليست ضد شخص وإنما من أجل الديمقراطية وتوقعت مشاركة المزيد من الأشخاص فى التجمع الذى احتشد قرب مبنى التلفزيون بعد ما فرقت الشرطة مظاهرة مناهضة للنظام. يذكر أن ساكا شفيلى: انتخب رئيسًا لجورجيا فى عام 2004 خلفاً للرئيسة «يورجا نادزة» بعد أن حصل على 96% من أصوات الناخبين ثم استقال فى 2007 من الرئاسة ليترشح لها فى 2008 ويفوز بنسبة 52,5%من الأصوات. أما فى أسبانيا فى أشهر ميادين العاصمة مدريد «بويرتاديل صول» فقد احتشد المئات من الشباب احتجاجاً على ظروف المعيشة المتردية والبطالة ورفض سياسة التقشف المعتمدة من قبل البنوك والقضاء على الفساد والحد من الامتيازات السياسية وإصلاح النظام الانتخابى الذى يحصر المنافسة بين حزبى اليمين واليسار فقط، وقد بدأت الاحتجاجات التى باتت تعرف بحركة 15 مايو يوم الأحد الموافق 15 مايو والتى تتزامن مع الانتخابات المحلية والإقليمية، وقد بلغ عدد المحتجين نحو 25 ألفًا كما خرجت الاحتجاجات فى 57 مدينة اسبانية أخرى وذلك للمطالبة بتغيير النظام السياسى بالبلاد، وقد أمرت مفوضية الانتخابات بإخلاء الميدان على أساس أن وجودهم فى الميدان يؤثر سلباً على سير الانتخابات المحلية والإقليمية ورغم حظر الاعتصام وامتناع المتظاهرين عن مغادرة الميدان فإن الشرطة لم تستخدم العنف لإرغامهم على الرحيل، ووسط تلك الاعتصامات توجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الإقليمية والبلدية والتى عاقب فيها الناخبون الحزب الحاكم احتجاجًا على الأوضاع الإجتماعية وذلك من خلال الامتناع عن التصويت أو التصويت لصالح الأحزاب الصغيرة على الرغم من إعلان رئيس الحكومة «خوسية لويس ثاباترو» الشهر الماضى عدم ترشحه لولاية ثالثة العام المقبل. أما فى فرنسا فقد استلهم عدد من الشباب الفرنسى طريقة الإجتجاجات العربية التى اعتمدت على شبكات التواصل الاجتماعى مثل (فيس بوك) و(تويتر) وأسسوا صفحة تدعو لثورة يوم 26 يونيو القادم، ووضع مؤسسو صفحة الثورة الفرنسية شعارات مثل «الاتحاد يصنع القوة» وأعلن هؤلاء الشباب تأسيس حركة شبابية تدعو للاحتجاج لتأسيس فرنسا جديدة، وكان من أهم نقاشات أعضاء الصفحة حديثهم عن غياب الأمل لدى الشباب وشكاوى من العنصرية داخل المجتمع الفرنسى.