حاول الرئيس اليمنى على عبد الله صالح تحويل الثورة إلى حرب أهلية عندما أعطى التعليمات بإطلاق صاروخ على مقر الأحمر لإبادة لجنة الوساطة التى بادرت بها بعض القبائل اليمنية، كما يراوغ فى التوقيع على المبادرة الخليجية التى تحاول إخراج اليمن من حالة العنف والفوضى، لكن الرئيس صالح يحاول بكل الطرق البقاء فى منصب الرئاسة بأى ثمن حتى ولو أباد كل شعبه..ورغم كل هذا يبدو انتصار ثوار اليمن أقرب مما يتصور الرئيس المقاتل لشعبه. بعد رفض الرئيس اليمنى التوقيع على المبادرة الخليجية دخلت على الخط وساطة القبائل اليمنية، وقد أوفد صالح رئيس مخابراته إلى مبنى الشيخ عبد الله وبعد دقائق سقطت صواريخ الرئيس فى نفس المكان لتحصد أرواح 40 شخصاً بخلاف الجرحى، وتفيد المصادر أن الرئيس اليمنى طالب بأن تذهب إليه لجنة الوساطة فى قصره إلا أن اللجنة رفضت الذهاب إليه، وعليه بدأت المعارك باستخدام الأسلحة الثقيلة خاصة بعد سيطرة الثوار على مبنى وزارة التموين وإغلاق مقر الحزب الحاكم ومحاولة الاستيلاء على وزارة الداخلية وهو ما دفع قوات الأمن والجيش لقصف منزل الشيخ صادق بن عبد الله الأحمر زعيم قبيلة حاشد الموالى لثورة الشباب. على إثر هذه التطورات تحولت صنعاء إلى ثكنة عسكرية بعد تعزيزات دفعت بها قوات الحرس الجمهورى وقوات الأمن بأسلحة ثقيلة أغلقت الشوارع والطرق الرئيسية، ويأتى هذا التطور الخطير فى اليمن أثناء جهود بذلتها شخصيات قبلية وامنية لإيقاف المواجهات ومن أبرزها وساطة اللواء غالب القمشى رئيس جهاز الأمن السياسى «المخابرات» الذى ينتمى إلى نفس القبيلة وأحمد أبو حورية عضو مجلس النواب وقد أصيبت هذه الشخصيات أثناء تبادل السلطات اليمنية وآل الأحمر إطلاق النار وقد أصدر الطرف الثانى بيانا بجرم هذه الاعتداءات مؤكدا أنها لن تثنيهم على أدوارهم واستمرارهم فى مناصرة الثورة السلمية حتى تتحقق أهدافها. ومن جانبها اتهمت وزارة الداخلية اليمنية من سمتهم «عصابات الأحمر» بمهاجمة منشآت حكومية ومساكن المواطنين بالقذائف والرصاص. وقد اعتبرت أحزاب المعارضة اليمنية «اللقاء المشترك» تجدد قصف منزل فى حضور الوسطاء بأنه أعراض لحالة هستيرية يعيشها الرئيس صالح وحاشيته مؤكدين أن صالح يريد الزج بالبلاد إلى حرب أهلية. وطالبت بملاحقة صالح أمام القضاء لارتكابه جرائم ضد الإنسانية واستخدام الأسلحة العسكرية فى مناطق سكنية وسط العاصمة صنعاء. واعتبر المراقبون أن الصراع المسلح الدائر فى صنعاء بين آل الأحمر وقوات النظام يرجع إلى نفوذ وسلطة، لأن أسرة الأحمر كبيرة ولها جذور ممتدة فى ربوع اليمن وهذا الصراع والعدوان الجديد سوف يدفع أهم القبائل اليمنية لدعم آل الأحمر ضد الرئيس صالح.. ومعروف أنه منذ وفاة الشيخ عبد الله الأحمر شيخ مشايخ اليمن ورئيس مجلس النواب السابق قد خلفه الشيخ صادق الأحمر فى زعامة قبائل حاشد التى ينتمى إليها الرئيس صالح نفسه وكانت العلاقة جيدة ولكنها انقلبت للعداء بعد اندلاع ثورة اليمن بعد انضمام آل الأحمر لثورة الشباب وبعد فشل كل وساطات الحل السلمى. وقد وصفت المصادر بأن الوضع بات خطيرًا جدًا فى اليمن بعد احتدام الاشتباكات العنيفة بين المسلحين المناصرين للشيخ صادق الأحمر، والقوات الحكومية الموالية للرئيس صالح. فيما قرر مجلس التعاون الخليجى استئناف جهوده بعد إعلانه عن تعليق مبادرته التى رفض الرئيس صالح التوقيع عليها الأسبوع المنصرم ودعا المجلس إلى وقف فورى للمعارك الدامية فى صنعاء وأعرب عبد اللطيف الزيانى أمين عام المجلس عن خشيته من اتساع المعارك المستمرة فى اليمن واعتبر أن مبادرة مجلس التعاون الخليجى لانتقال السلطة فى اليمن لاتزال تشكل فرصة للحل السياسى، والتى تنص على تسليم الرئيس صالح السلطة إلى نائبه خلال ثلاثين يوما على أن يحصل هو ومساعدوه على الحصانة من الملاحقات القضائية والجنائية فى البرلمان وأن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية يقودها رئيس وزراء من المعارضة وأن تنظم انتخابات رئاسية خلال ستين يوما من تنحى صالح عن السلطة.