أكثر ما يدمى القلب أن ترى أمامك طفلة أو طفلا صغيرا بريئا قد أصيب بالمرض أى مرض.. ولكن القلب ينزف من الحزن عندما يكون هذا المرض مرضا عضالا لا شفاء منه أن طالت الأيام أو قصرت.. وهذا الأسبوع كانت هناك حالات كثيرة من هذه النوعية التى تدمى القلب والتى نشبت مخالب المرض فى جسدها الصغير.. اغتال براءتها.. قضى على طفولتها وهى ما تزال برعماً صغيراً أخضر على خده قطرات الندى.. ينتظران يتفتح.. حالتان من هذه الحالات الكثيرة تم اختيارها.. الحالة الأولى لطفلة من إحدى محافظات شرق الدلتا القريبة من قناة السويس.. تبلغ من العمر الثانية عشرة تلميذة بإحدى المدارس الابتدائية متفوقة تفهم كل شىء وتحفظ دروسها وتعمل بجد واجتهاد.. تخرج فى الصباح لتجرى بين البيوت تسابق الريح لتصل إلى المدرسة.. مدرستها تحبها.. فهى جميلة.. رقيقة.. مطيعة.. صوتها منخفض عينها تمتلئ بالشقاوة ولكن الجميع يحبها.. تعيش طفولتها فى براءة.. لم تشعر بالمرض إلا قليلا.. ولدت وأحيطت بالرعاية والحب فهى بنت جاءت بعد ست سنوات ظنت الأم أنها لن تحمل مرة ثانية بعد إنجابها الطفل الأول.. جاءت بعد شوق.. كانت أمها تحلم أحلاماً كثيرة.. وتتمنى أمنيات أكثر.. كانت تنتظر خراط البنات ليمر على ابنتها ويجعل منها عروساً جميلة ويأتى لها الخُطاب من كل حدب وصوب.. البنت كانت تشعر بذلك وتفخر بين الأهل والجيران بحب أمها وأبيها لها.. يوم الإجازة تقضيه بين استذكار الدروس واللعب مع أبناء وبنات الجيران ومساعدة صغيرة مثلها لأمها.. ولكن دوام الحال من المحال البنت الجميلة بدأت تشعر بآلام فى يدها اليسرى.. تشكو لأمها.. وتجيب الأم ربما حملتى شيئا ثقيلا.. تنفى الابنة.. تدهن الأم ساعد طفلتها ببعض المسكنات ويمر يوم والثانى والابنة مازالت تشكو تحملها الأم إلى الوحدة الصحية تخبرها الطبيبة بأنها مصابة بآلام روماتيزمية بعظام اليد ووصفت لها بعض المسكنات وطلبت منها الراحة وعدم استخدام اليد لمدة يومين.. ثلاثة حتى تشفى ولكن الآلام داهمت الطفلة وجعلتها غير قادرة على تحريك يدها وساعدها ظلت تبكى طوال الليل.. اصطحبتها مرة أخرى إلى طبيبة الوحدة الصحية التى قامت بتحويلها إلى المستشفى العام.. وتوالت الأحداث الأليمة ليكتشف الأطباء بعد الأشعة والفحوصات والتحاليل أن الطفلة مصابة بورم سرطانى بعظام الساعد الأيسر وتحتاج إلى مكان متخصص لعلاجها.. وتم تحويلها إلى المعهد القومى للأورام بالقاهرة.. وجاءت الأم بطفلتها لتلقى العلاج.. وكان علاجها جلسات من الكيماوى والإشعاعى.. وظلت بالمعهد أسابيع فى محاولة لمحاصرة المرض ولكنه بدأ فى الانتشار وأكد الأطباء حاجتها إلى تلقى جلسات علاجية بصفة مستمرة وأصبحت مطالبة بالعودة مرة ومرات إلى المستشفى.. الأب يعمل عاملا أرزقيا دخله قليل والمطالب والاحتياجات كثيرة ولديه غير الصغيرة المريضة ثلاثة أبناء بالمدارس.. والطفلة فى حاجة إلى مصاريف أرسلت الأم تطلب المساعدة فهل من مجيب؟ أما الحالة الثانية فهى لطفل أيضاً فى الثانية عشرة من عمره رحلته مع المرض بدأت منذ ثلاثة أعوام عندما كان فى التاسعة كان صغيرا على المرض وآلامه صغيرة على رحلة العلاج الطويلة.. هو آخر العنقود والصبى الوحيد والذى جاء بعد بنتين فكان ولى العهد المتوج خاصة أن أباه ينتمى لأسرة من أقاصى صعيد مصر.. بدأت المأساة كما تقول الأم عندما أصيب بارتفاع بدرجة الحرارة وحاولت الأم علاجه ولكن لم تستجب الحالة بل بدأت فى الارتفاع بصفة مستمرة وجاءت ليلة لم تنم فيها الأسرة أو حتى الجيران بسبب آهاته المستمرة وعدم استطاعته الوقوف على قدميه.. الأم فى محاولات مستمرة والطبيب بالمستشفى الذى حملت طفلها إليه يصف الأدوية على أن الطفل مصاب مرة بنزلة برد.. بنزلة معوية مرة أخرى.. ولكن الحالة مستمرة وآلام بالساق اليسرى جعلته لا ينام طلب منها الطبيب حمله إلى مستشفى أبو الريش للأطفال وهناك تم فحصه وإجراء أشعة وكانت الطامة الكبرى الطفل الصغير مصاب بسرطان بالساق اليسرى ومنتشر بالعظام وأدخل المعهد القومى للأورام وخضع لجلسات كيماوى وإشعاعى واضطر الأب إلى الحصول على إجازة بدون مرتب لمرافقة الطفل المسكين وكانت رحلة علاج طويلة أسفرت عن إجراء جراحة لبتر الساق من فوق الركبة والآن يخضع الطفل لجلسات كيماوى فى محاولة لمنع انتشار المرض فى أجزاء أخرى من الجسد الضعيف.. الأب غير قادر على توفير احتياجات الأسرة ومرض الطفل فهل تجد الأم من يقف بجوارهم ويساعدهم على استكمال رحلة العلاج؟ من يرغب يتصل بصفحة مواقف إنسانية.