تشهد المنطقة العربية بكامل عواصمها حالة من الانجذاب نحو القاهرة وما حققته على طريق الحرية فقد أعلنت المغرب عن حزمة من الإصلاحات الدستورية وكذلك سلطنة عمان، وموريتانيا فيما شهدت سوريا وفلسطين ولبنان والأردن خطوات متقطعة على الطريق للمطالبة بالإصلاحات السياسية والديمقراطية. أعلن العاهل المغربى محمد السادس عن تشكيل لجنة لتعديل الدستور وحدد البنود الأساسية التى ترتكز اللجنة عليها فى عملها وهى الإبقاء على الثوابت الخاصة بالدين وإعطاء مكانة للأمازيجية وتكريس الطابع التعددى للهوية الفنية بتنوع روافدها وتوسيع مجال الحريات الفردية وضمان ممارستها وتعزيز منظومة حقوق الإنسان وتوطيد الفصل بين السلطات وتحقيق مبدأ الديمقراطية من خلال الوصول إلى برلمان نابع من انتخابات حرة وإرادة شعبية وحكومة منتخبة وتقوية مكانة الوزير الأول «رئيس الوزراء» بصفته رئيساً لسلطة تنفيذية فعلية قادرة على تولى المسئولية الكاملة لبرنامج الحكومة. وقد جاء خطاب الملك بعد أن شهد المغرب عدة احتجاجات تطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية. ومازالت المظاهرات الفئوية تخرج فى الشارع المغربى مطالبة بالمزيد وتنتظر تحقيق خطوات إجرائية على الأرض، وهناك توقعات باستمرار المظاهرات كأداة ضاغطة على الحكومة المغربية لسرعة التنفيذ. فيما رحبت جامعة الدول العربية بحزمة الإصلاحات التى أعلنها العاهل المغربى الملك محمد السادس والتى وصفتها بأنها تتجاوب مع طموحات الشعب المغربى وحظيت بتقدير العديد من الدوائر الإقليمية والدولية نظرا لاشتمالها على توجه حقيقى نحو تحقيقه الديمقراطية والإصلاح والتكامل الاجتماعى كما أكدت الجامعة العربية على أهمية مواصلة جهود الإصلاح والتطوير فى العالم العربى بما يتفق مع المبادئ التى تنشدها الشعوب العربية التى تنادى بالديمقراطية والحرية.. وفى سلطنة عمان أصدر السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان مرسوماً بمنح مجلس عمان الصلاحيات التشريعية والرقابية على أمر بتشكيل لجنة فنية من المختصين لوضع مشروع تعديل للنظام الأساسى للدولة وأن ترفع اللجنة تقريرها إلى السلطان فى مدة لا تتجاوز ثلاثين يوما. وفى موريتانيا.. تقدم حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية «تواصل» بوثيقة سياسية تحت عنوان إصلاح قبل فوات الأوان واقترح فيها تعديلات دستورية جذرية وعميقة قال إنها تجنب موريتانيا العواصف والهزات التى يشهدها العالم العربى. وفى سوريا خرجت المظاهرات تطالب بالحرية والديمقراطية والإصلاح وهو نفس المشهد الذى ظهر أيضا فى رام الله مؤخرا مطالبا بإنهاء الانقسام الفلسطينى وتشكيل حكومة فلسطينية واحدة وتمثل كامل إرادة الشعب كما خرجت المظاهرات فى فلسطين تطالب بإنهاء الاحتلال والحقد فى العيش بحرية تحت مظلة انتشار مساحات الحرية التى يشهدها العالم العربى ونفس المشهد تعيشه معظم العواصم العربية التى تعهدت بأن يكون عام 2011 عاماً للتغير.