النحت والتصوير الخزفى فى أعمال الراحل حسن حشمت - الفنان الكبير حسن حشمت يعد واحداً من الرواد من الجيل الثانى .. تمتد رحلته الفنية بالتنوع والثراء والإخلاص الشديد للإبداع ..فقد تنوعت أعماله من النحت والتصوير والخزف بما يجعله أغنية طويلة وممتدة فى حب مصر .. أغنية مسكونة بالتفاؤل والإشراق صور من خلالها كل المشاعر الإنسانية التى تفيض بها الشخصية المصرية ..فى أعماله النحتية استلهم الفنان حسن حشمت من النحت المصرى الثبات والاتزان والقوة والجلال .. واسكن الحجر دفئا إنسانيا شديد العذوبة.. جعله يتنفس بصور الحب خاصة تلك الثنائية الخالدة الرجل والمرأة .. من خلال فلاح وفلاحة أشبه بياسين وبهية والتى تشكلت الحضارة الإنسانية خلال رحلتهما فى الزمان والمكان بطول الوادى .. وتشرق أعماله بالصفاء والحب والود والبشاشة . - تبدو من انحناءات الرؤوس وهذا التوحيد الشديد حيث يصير الرجل والمرأة كياناً واحداً ثابتاً خالداً كما فى تمثال حب هرمى والذى جعلهما سوياً أشبه بالهرم المسكون بالوداعة والحلم .. وتتنوع الأعمال هنا وتتماوج السطوح تشكل ملامح المرأة بابتسامة لا تنتهى وملامح الرجل بنظرة مسكونة بالطيبة.. فشخوص حشمت تمتلئ بالبراءة والشجن والبهجة والطمأنينة وفى ` بنت النيل بزهرة اللوتس ` تطل المرأة امتداداً لتاريخنا النحتى الطويل وأيضاً اتصالاً بقوة الفن الفرعونى.. برأس مائلة فى انحناءه بجلال تتطلع إلى خصوبة الوادى .. برداء موشى بزهرات اللوتس الرشيقة فى سيقانها الطالعة من الماء المقدس .. ماء ` حابى ` النيل العظيم . - لقد شكل الفنان حشمت من الحجر ملامح نحتية انسابت رقة وعذوبة وجاءت حديثا مصريا طويلا بطول رحلته .. وتعد أعماله التصويرية استكمالاً لهذا النبض .. تتوهج بسحر اللون فى غنائيات تنتمى لنفس الروح الصافية . - أما خزفيات فناننا فتعد بمثابة خزفيات تصويرية أو معلقات خزفية نطالع خلالها كتابات عربية وآيات قرآنية تموج برشاقة وانسيابية مثل ` بسم الله الرحمن الرحيم ` التى تأخذنا إلى عالم من الانشراح .. كما شكل عالم الطفولة فى الريف المصرى فى حشود تطل بالبهجة ويغلب على الأعمال مع تنوع السطوح تجليات لون واحد من الأخضر أو الأزرق أو الأحمر النارى وهو يعتمد إلى هذا الاقتصاد اللونى حتى لا يشغل المتذوق عن تعبيرية الأداء شديدة الرهافة ويمتد عطاء الفنان فى الفن والحياة .. - فقد أهدى مدينة العاشر من رمضان متحفاً مفتوحاً بمساحة فدانين بحديقة الكفراوى به 12 تمثالاً حجريا ولوحة حجرية كبيرة ` مع متحف داخلى على مساحة 150 مترا مربعاً به أكثر من 150 تمثالاً حجرياً ومعدنياً وخزفياً ولوحات تصويرية . - كما أهدى وزارة الثقافة متحفه بكلية عين شمس ` 1200 متر مربع ` وبه أكثر من 20 تمثالاً ولوحة حجرية وخزفية كبيرة ومتحفا داخليا علاوة على مصنعه المتكامل لإنتاج الخزف ليكون مركزاً ثقافياً لشباب ضاحية عين شمس . - والفنان حسن حشمت ولد عام 1920 بالمنوفية وتخرج فى كلية الفنون التطبيقية عام 1938 وانهى منحه دراسية فى ألمانيا عام 1958 لدراسة الأعمال الفنية بخامة البورسلين وقد تم تكريمه فى بينالى الخزف الدولى عام 2000 وفى العام نفسه حصل على جائزة الدولة التقديرية . صلاح بيصار مجلة حواء 27/ 8/ 2006