تتحت شعار المرأة شريك أساسى فى مسار التنمية المستديمة شاركت السيدة الفاضلة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية ورئيس المجلس القومى للمرأة فى المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية الذى استضافته دولة تونس برئاسة السيدة ليلى بن على قرينة الرئيس التونسى ورئيسة المؤتمر لدورته الحالية التى استمرت على مدى ثلاثة أيام بمشاركة السيدات الأول للدول الأعضاء بجامعة الدول العربية وهى «مصر والبحرين والإمارات وفلسطين والمغرب وسوريا ولبنان والسودان وموريتانيا والعراق وتونس». أكدت السيدة سوزان مبارك فى كلمتها فى الجلسة الافتتاحية بالمؤتمر على سعادتها البالغة بلقائها بالسيدات الأُوّل فى أرض تونس الخضراء قائلة إن هذا القطر العربى الشقيق الذى تربطنا به كل أواصر المحبة والأخوة الصادقة الذى نحمل له مشاعر الإعجاب لما حقق من انجازات وتقدم بفضل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس زين العابدين بن على، لما حققته المرأة التونسية من مكتسبات عديدة من حيث تمتعها بالحقوق الثابتة للمرأة على المستويين العربى والدولى كما أود فى البداية أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير للأخت العزيزة ليلى بن على على كريم استضافتها ورعايتها لأعمال هذا المؤتمر المهم. وأضافت سيادتها أن هذه المرحلة الدقيقة تكتسب اهميتها مما تطرحه من قضايا وتحديات ملحة على جميع الجهات الداخلية والخارجية مازالت ماثلة برغم جهود مواجهتها وتكتسب كل يوم أبعاد جديدة غير مسبوقة بفعل التطورات والمستجدات المتلاحقة فى عالم متغير مضطرب وأضافت قائلة نلتقى اليوم فى إطار المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية لتتواصل مسيرتنا المشتركة من أجل قضايا المرأة والتقدم والتنمية المستديمة والمستقبل الواعد لأوطاننا بإذن الله مسيرة تاريخية مشتركة اكتسبتت روحاً جديدة وزمناً متجدداً منذ لقائنا الأول فى القاهرة فى القمة الأولى للمرأة العربية منذ عشر سنوات «هذه القمة» غير المسبوقة التى دعوت إليها فى نوفمبر عام 2000 التى أسست عن حق لمرحلة جديدة من العمل المشترك للنهوض بالمرأة العربية حيث ولدت منظمة المرأة العربية من رحم هذه القمة لتضع إطاراً عصرياً متطوراً لحركة تضامن المرأة العربية من المحيط إلى الخليج فى سعيها نحو تطوير أوضاعها وبناء قدراتها وترسيخ دورها كشريك أساسى فى بناء مشروع النهضة والتقدم العربى، وأضافت سيادتها، يأتى مؤتمرنا اليوم بمثابة خطوة جديدة على هذا المسار فى مرحلة دقيقة تستدعى أكثر من أى وقت مضى أن يلتقى الشركاء الحقيقيون فى التاريخ والمصير للحوار وتبادل الخبرات وتقييم حصاد الجهود ورسم معالم الخطط المستقبلية. وأكدت سيادتها على أنه بالرغم مما تحقق من تقدم وإنجازات كبرى فى برامج التنمية المختلفة إلا أنه مازالت قضايا الفقر ونقص خدمات الصحة والتعليم وندرة إمدادات المياه النقية والغذاء وعدم العدالة فى توزيع الدخول والثروات تواجه نسبة كبيرة من سكان الدول النامية وفى الوقت نفسه تتسع فجوة التقدم والمعرفة بين دول العالم وتهدد الكوارث الطبيعية حياة الملايين وتؤثر الأزمات العالمية والاقتصادية على معدلات النمو والعمالة. وأضافت أن المرأة العربية أمامها مجموعة من الأولويات التى لا اختلاف عليها والتى يجب أن تشكل المحاور الأساسية للعمل والتأثير وفى مقدمتها الدفاع عن القيم المساندة للتقدم وقيم المساواة والمواطنة والاعتدال وتطوير الخطاب الثقافى والدينى بما يتجاوب مع تطورات وحقائق العصر الجديد وتشجيع حرية الفكر والإبداع وانتاج ونشر المعرفة وتعزيز الاستقرار والتضامن الاجتماعى ونشر ثقافة الأمن والسلام مما يتطلب حركة نشيطة فاعلة على المستوى الداخلى والدولى أيضاً بالإضافة إلى دورها وموقفها بالنسبة لتطوير التشريعات والمؤسسات التربوية والاجتماعية والثقافية القائمة وكذلك إزدياد وجود المرأة العربية فى المحافل الدولية للدفاع عن تلك الأولويات مؤكدة على النجاح الكبير لمنظمة المرأة العربية فى سعيها للدفاع عن قضايا المرأة والتنمية فى منطقتنا وعالمنا وقد تحدثت فى الجلسة الافتتاحية السيدة ليلى بن على رئيسة المؤتمر والمنظمة لدورتها الحالية وأكدت أن التنمية المستديمة رهان حضارى وقضية إنسانية ذات أبعاد سياسية واجتماعية، كما تحدثت الشيخة سبيكة قرينة ملك البحرين عن مبادرة تنفذها بلادها لدمج احتياجات المرأة فى التنمية. كما استعرضت الشيخة فاطمة بنت مبارك قرينة الشيخ زايد بن سلطان الرئيس السابق لدولة الإمارات العربية عن جهود بلادها لتنمية المرأة والنهوض بأوضاعها وفى الجلسة الختامية للمؤتمر تقدمت السيدة الفاضلة سوزان مبارك بمبادرة لاختيار يوم للشباب العربى وإقترحت أن يتم الاحتفال بيوم الشباب فى السابع من شهر يوليو من كل عام وباركته السيدات الأُوّل كما وافقت دولة تونس على عقد برنامج حوارى مع الشباب العرب وهو برنامج ذو بعد استراتيجى يكرس دور الشباب فى دعم مكانة المرأة العربية فى المجتمع والحياة بالإضافة إلى إنشاء لجنة دائمة للشباب بمنظمة المرأة العربية، وخلال الجلسة الختامية ألقت السيدة ليلى بن على رئيسة المؤتمر والمنظمة فى دورتها الحالية كلمة أشادت فيها بالبحث والنقاش حول دور المرأة فى الميدان التنموى وتحقيق المساواة والشراكة بينهما فى مختلف مجالات العمل والانتاج كما تقدمت بالشكر الخاص للسيدة سوزان مبارك عبرت فيها عن أصدق مشاعر التقدير والامتنان لمبادرتها الأولى بتأسيس المرأة العربية بالقاهرة عام 2000 مؤكدة على الحيوية التى أضافتها سيادتها على عملها لتنطلق فى أداء دورها بكل ثبات واقتدار كما تقدمت بالشكر لكل السيدات العربيات لمساندتهم المستمرة لنشاط المنظمة وكذلك د. ودودة بدران المدير العام لمنظمة المرأة العربية فى القاهرة وأيضاً الفريق العلمى للمؤتمر وأكدت على ضرورة الاستفادة مما طرح فى هذا المؤتمر مؤكدة أن المنظمة ستسعى لذلك بتحويل ماطرح بالمؤتمر إلى حلول تسهم فى تطوير أوضاع المرأة العربية وإثراء مكاسبها من خلال متابعة ماصدر من توصيات فى المؤتمرات السابقة حتى تضفى الشمولية والمصداقية على أعمالها وبرامجها.