فى دراسته الشائقة عن المرأة العربية وتحديات القيادة والإدارة والتى نوقشت بمكتبة الإسكندرية مؤخراً أكد الباحث إبراهيم عنانى أن درية شفيق وسعاد الصباح هما نتاج طبيعى لكفاح المرأة العربية والمصرية على وجه الخصوص، حيث يذكر التاريخ ما قامت به كل من صفية هانم زغلول وهدى شعراوى وسهير القلماوى وأمينة السعيد وعائشة عبد الرحمن المعروفة ب بنت الشاطئ. ويقول إبراهيم عنانى: إن الدكتورة سعاد الصباح تعتبر أول كويتية نالت الدكتوراة فى الاقتصاد باللغة الإنجليزية وقد تم ترجمتها للعربية، وبعد تخرجها عادت إلى الكويت لمباشرة نشاطها الثقافى والسياسى والاقتصادى، تأكيدا على مفهومها القائل إن الكويت ليست نفطاً فقط بل ثقافة وعطاء إنسانيا، كما جددت نشاط دار سعاد الصباح فى القاهرة بإصدار مائتى عنوان خلال عامين حيث أسست مع زوجها اول هيئة عربية تتولى تشجيع مواهب الإبداع لدى الشباب العربى فكانت جوائزهما التى خصصت أربع منها للإبداع العلمى وأربع أخرى للإبداع الفكرى والأدبى مع جائزة خاصة للإبداع الفلسطينى، كما اختارها الأمين العام للأمم المتحدة من بين خمس سيدات منهن حرم الرئيس الأمريكى وحرم الرئيس الفرنسى لتكون ضيفة شرف للمؤتمر العالمى للمرأة الذى عقد ببكين عام 1995 كما تم اختيارها لشغل مواقع أخرى عديدة. أما الدكتورة درية شفيق فيقول عنها المؤرخ إبراهيم عنانى: إنها الرائدة النسائية التى تحدثت عنها الصحف العالمية ومن القضايا التى خاضتها للمطالبة بالحقوق السياسية للمرأة حق ممارستها كناخبة ومنتخبة واتخذت الأحزاب السياسية هذا الموضوع مجالاً للتنافس بينها لكسب تأييد المرأة كما فعل أحمد حسين رئيس حزب مصر الفتاة سنة 1945 وظلت درية شفيق تنادى بمساواة المرأة بالرجل ودخولها البرلمان وحقها فى اختيار من يمثلها لأنه من العار أن يصوت الطاهى وتحرم من ذلك السيدة التى تستخدمه فى منزلها وكانت الدكتورة درية شفيق قد حصلت على درجة الدكتوراة عن رسالة موضوعها «المرأة فى الإسلام». كذلك فقد ألفت الدكتورة درية شفيق عدداً من الكتب فى مقدمتها كتاب المرأة المصرية من الفراعنة إلى اليوم وكتاب رحلتى حول العالم التى تحدثت فيه عن انطباعاتها بعد زيارة أكثر من ثمانى عشرة دولة آسيوية وأوروبية وأمريكية. ومن النساء التى تحدث عنهن إبراهيم عنانى فى دراسته نساء رشيد حيث تطرق إبراهيم عنانى إلى دورهن أثناء الحملة الفرنسية على مصر عندما احتجوا على مينو القائد الثالث للحملة والذى تزوج زبيدة الرشيدية وكان موضوع الاحتجاج التفرقة فى المعاملة بين النساء الفرنسيات ونساء رشيد حيث اعتصموا فى أحد الحمامات العامة وأرسلوا له هذا الاحتجاج ولم ينفض الاحتجاج إلا بعد أن قدم «مينو» الاعتذار وعدل عن سياسته، كما تطرق إبراهيم عنانى إلى قدرة المرأة على التحدى ودلل على ذلك بالقاء النساء الماء والزيت المغلى من المشربيات فوق رؤوس الإنجليز أثناء حملة فريزر على رشيد عام 1807 بالإضافة إلى قيادة خديجة الجبرتية إحدى نساء رشيد لمقاومة حملة الإنجليز من خلال استخدامهن لأيادى الهون فى ضرب عساكر الجيش الإنجليزى.