أثار قيام متطرفين أمريكيين بحرق صفحات من المصحف الشريف غضب واستياء المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية فى مصر، وكانت الأحداث قد اشتعلت مطلع الأسبوع الماضى عقب دعوة القس الأمريكى المتطرف تيرى جونز لحرق المصحف كنوع من الاحتجاج على بناء مسجد ومركز إسلامى فى نيويورك وعلى الرغم من تراجع جونز عن دعوته إلا أن هناك أقلية أخرى متطرفة لم تتراجع عن هذا الفعل. هذه الأحداث أثارت (المصريين) من مسلمين ومسيحيين فى الشارع المصرى وهذا ما بدا واضحا فى كلمة قداسة البابا شنودة، حيث أكد أن ما دعا إليه هذا القس ليس له علاقة بالمسيح ولا بالمسيحية وأن تصرفه هذا يدل على جهله وحماقته. وقال إن المسيحية لا تقبل جرح شعور الناس خاصة فى دينهم، ولا تقبل العداوة والكراهية وجاء تظاهر أقباط مصر أمام دار القضاء العالى ليقطع الطريق على من يحاول الربط بين أبناء مصر من الأقباط ودعوة هذا القس الأحمق، واصفين دعوته بأنها عمل إجرامى يتنافى مع جميع الشرائع والعقائد وأدانوا بشدة الاعتداء على مقدسات الإسلام والمسلمين. كما أدان فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر قيام قلة حاقدة بتمزيق وحرق صفحات من المصحف الشريف بأمريكا، مؤكدا رفض المسلمين لأى اعتداء على مقدساتهم، ومشيدا بموقف العقلاء من الغرب الذين أدانوا محاولات المساس بالقرآن الكريم. وأوضح د. أحمد الطيب أن هذا العمل الحقير لن ينال شيئا من كتاب الله الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، مؤكدا أن المسلمين يحترمون كل الأديان ويرون أن العلاقة بين الشعوب على اختلاف أديانهم وأجناسهم تقوم على التعارف وعودة الإخاء لكنهم لا يقبلون تطاولا على مقدساتهم. فى حين أكد د. أحمد عمر هاشم رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب أن هذا العمل غير جائز وغير شرعى ويجب على النظام العالمى أن يوقف هذا العدوان لأنه بادرة شر على العالم، مشيرا إلى أننا لا نقبل أى محاولة بالاعتداء على الدين الإسلامى أو أى دين سماوى. وأشاد رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب بموقف الإخوة الأقباط فى مصر والذين عبروا عن استيائهم من تلك الأحداث. وفى السياق ذاته أكد الشيخ فؤاد عبدالعظيم وكيل وزارة الأوقاف على أن القس الأمريكى الذى دعا إلى حرق المصحف الشريف ما هو إلا إنسان متطرف لا يريد من دعوته هذه إلا الشهرة والصيت، موضحا أن هذا عمل طائش لا يمت للأديان السماوية التى تدعو إلى التسامح والتعارف بصلة. وأضاف وكيل وزارة الأوقاف أن الدين المسيحى يدعو لاحترام الأديان، مشيرا إلى أن من قاموا بهذه الأحداث لا شأن لهم ولا يعرفون مدى الحب والاحترام والتقدير الذى يكنه المسيحيون للإسلام والمسلمين.