يعرض الروائي الإرتريّ حجي جابر في روايتهِ ”رغوة سوداء“ (دار التنوير - ٢٠١٨) مسألة اليهود الفلاشا في إسرائيل، ويجعل من روايتهِ روايةَ أسئلةٍ عن الأديان والهوية والانتماء، عن اللجوء والهجرة والحب، العنصرية والظلم، عن العيش والموت على السطح. يبني جابر نصهُ باستخدام شخصية واحدة، ويُخضِع هذه الشخصية إلى تغيرات تعكس الحالة التي تعانيها؛ شخصية وُلدِت من غير انتماء ثُمّ انتسبت للأديان الثلاثة. يسند الكاتب ل ”أدال“، أسماء مختلفة (داوود وديفيد وداويتْ) ويعبر بهذه الشخصية الروائية التي ابتكرها أو أخرجها من واقع استثنائي مناطق تجريبٍ كثيرة، يحافظ على خصوصيتها، وعلى منطق نمو متوازن يعكس بدورهِ، حال اليهود من أصل أثيوبي الذين هجّرتهم إسرائيل على دفعات إليها، ضمن مقولة أرض الميعاد قبل أن يصحوا على واقع الرفض؛ جراء العنصرية الإسرائيلية والشك في يهوديتهم. يخرج داوود، من إنداباغونا سيرًا على الأقدام إلى مخيم غوندار، ثم يصل على متن طائرة بلا مقاعد إلى مطار بن غوريون ضمن ما عرف بحملة أجنحة الحمام. ما بين الوجهات تتعدد انتماءاته، يكتسب أسماءه، ويرصد الكاتب سعيه لتحقيق أقصى أمانيه بحياة آمنة وعادية.