تعرف على سعر الدولار اليوم الخميس 2 مايو مقابل الجنيه    وزير الدفاع الأمريكي يبحث مع نظيره الإسرائيلي مفاوضات صفقة تبادل الأسرى واجتياح رفح    عقوبات أمريكية على روسيا وحلفاء لها بسبب برامج التصنيع العسكري    عاجل.. الزمالك يفاوض ساحر دريمز الغاني    رياح وشبورة.. تعرف على حالة الطقس اليوم الخميس 2 مايو    ضبط عاطل وأخصائى تمريض تخصص في تقليد الأختام وتزوير التقرير الطبى بسوهاج    تشيلسي وتوتنهام اليوم فى مباراة من العيار الثقيل بالدوري الإنجليزي.. الموعد والتشكيل المتوقع    خبير تحكيمي يكشف مدى صحة ركلة جزاء الإسماعيلي أمام الأهلي    فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم مخيم قلنديا شمال شرق القدس المحتلة    الثاني خلال ساعات، زلزال جديد يضرب سعر الذهب بعد تثبيت المركزي الأمريكي للفائدة    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على الإعلامية "حليمة بولند" في الكويت    التحضيرات الأخيرة لحفل آمال ماهر في جدة (فيديو)    ما الفرق بين البيض الأبيض والأحمر؟    متى تصبح العمليات العسكرية جرائم حرب؟.. خبير قانوني يجيب    أول ظهور ل أحمد السقا وزوجته مها الصغير بعد شائعة انفصالهما    بتهمة التحريض على الفسق والفجور.. القبض على حليمة بولند وترحيلها للسجن    «البنتاجون»: أوستن أكد لنظيره الإسرائيلي ضرورة ضمان تدفق المساعدات إلى غزة    طريقة عمل الآيس كريم بالبسكويت والموز.. «خلي أولادك يفرحوا»    مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني يواصل تصدره التريند بعد عرض الحلقة ال 3 و4    أمطار تاريخية وسيول تضرب القصيم والأرصاد السعودية تحذر (فيديو)    حسن مصطفى: كولر يظلم بعض لاعبي الأهلي لحساب آخرين..والإسماعيلي يعاني من نقص الخبرات    سعر الموز والخوخ والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 2 مايو 2024    مُهلة جديدة لسيارات المصريين بالخارج.. ما هي الفئات المستحقة؟    كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية؟    احذر الغرامة.. آخر موعد لسداد فاتورة أبريل 2024 للتليفون الأرضي    لاعب الزمالك السابق: إمام عاشور يشبه حازم إمام ويستطيع أن يصبح الأفضل في إفريقيا    وليد صلاح الدين يرشح لاعبًا مفاجأة ل الأهلي    هاجر الشرنوبي تُحيي ذكرى ميلاد والدها وتوجه له رسالة مؤثرة.. ماذا قالت؟    عميد أصول الدين: المؤمن لا يكون عاطلا عن العمل    بشروط ميسرة.. دون اعتماد جهة عملك ودون تحويل راتبك استلم تمويلك فورى    البنتاجون: إنجاز 50% من الرصيف البحري في غزة    هذه وصفات طريقة عمل كيكة البراوني    أهمية ممارسة الرياضة في فصل الصيف وخلال الأجواء الحارة    صندوق مكافحة الإدمان: 14 % من دراما 2024 عرضت أضرار التعاطي وأثره على الفرد والمجتمع    ترابط بين اللغتين البلوشية والعربية.. ندوة حول «جسر الخطاب الحضاري والحوار الفكري»    حكم دفع الزكاة لشراء أدوية للمرضى الفقراء    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 2 مايو في محافظات مصر    بسام الشماع: لا توجد لعنة للفراعنة ولا قوى خارقة تحمي المقابر الفرعونية    مظهر شاهين: تقبيل حسام موافي يد "أبوالعنين" لا يتعارض مع الشرع    الأنبا باخوم يترأس صلاة ليلة خميس العهد من البصخة المقدسه بالعبور    يوسف الحسيني : الرئيس السيسي وضع سيناء على خريطة التنمية    اشتري بسرعة .. مفاجأة في أسعار الحديد    النصر يطيح بالخليج من نصف نهائي كأس الملك بالسعودية    حيثيات الحكم بالسجن المشدد 5 سنوات على فرد أمن شرع فى قتل مديره: اعتقد أنه سبب فى فصله من العمل    برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 2 مايو 2024 : تجاهل السلبيات    أخبار التوك شو|"القبائل العربية" يختار السيسي رئيسًا فخريًا للاتحاد.. مصطفى بكري للرئيس السيسي: دمت لنا قائدا جسورا مدافعا عن الوطن والأمة    أول تعليق من الصحة على كارثة "أسترازينيكا"    بعد أيام قليلة.. موعد إجازة شم النسيم لعام 2024 وأصل الاحتفال به    لبنان.. الطيران الإسرائيلي يشن غارتين بالصواريخ على أطراف بلدة شبعا    مفاجأة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم في مصر بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال    بروسيا دورتموند يقتنص فوزا صعبا أمام باريس سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    القوات الأوكرانية تصد 89 هجومًا روسيًا خلال ال24 ساعة الماضية    حمالات تموينية للرقابة على الأسواق وضبط المخالفين بالإسكندرية    النيابة تستعجل تحريات واقعة إشعال شخص النيران بنفسه بسبب الميراث في الإسكندرية    أكاديمية الأزهر وكلية الدعوة بالقاهرة تخرجان دفعة جديدة من دورة "إعداد الداعية المعاصر"    بقرار جمهوري.. تعيين الدكتورة نجلاء الأشرف عميدا لكلية التربية النوعية    الوطنية للتدريب في ضيافة القومي للطفولة والأمومة    وزير الأوقاف: تحية إعزاز وتقدير لعمال مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دراسة (يهود الفلاشا)
نشر في الشعب يوم 20 - 06 - 2014

يهود الفلاشا("بيت إسرائيل") هو اسم يطلق على اليهودمن أصل إثيوبي. وقد تعتبر الكلمة نوع من الاحتقار. اسم الفلاشا أو الفالاشا يعني باللغة الأمهرية "المنفيون" أو "الغرباء"، ويستخدمه الإثيوبيون من غير اليهود. بموجب ما تسميه إسرائيلبقانون العودة (1950)، أكثر من 90000 (أي ما يقارب 85 % من يهود الفلاشا) هاجروا إلى إسرائيل، وبشكل ملحوظ في عمليتي موسى (1984) وسليمان (1991). الهجرات لا تزال متواصلة حتى الوقت الراهن.
يدعي يهود الفلاشا انحدار نسبهم إلى الملكة بلقيس. الفلاشا لا ينتمون إلى أي من الكتل اليهودية الرئيسية وهي الأشكناروالسفارديم. يعيشون في مناطق معينة بالقرب من بحيرة تاناشمال غرب إثيوبيا، في قرى فقيرة، ويعمل رجالهم في مجال الزراعةورعي الأغنام.


الشكل (11): نساء يهوديات إثيوبيات عند حائط البراقفي القدسالشريف عند احتفالات عيد الفصحاليهودي
أصول الفلاشا
تختلف الآراء حول أصول يهود الفلاشا، وتوجد عدة نظريات أهمها:
• كونهم من نسل الأسباط العشرة المفقودة حيث ذهبوا إلى إثيوبيابين القرنين 10 ق.م.والقرن الثاني بعد الميلاد.
• يهود كانوا يعيشون بمصرحتى القرن الثانيثم هاجروا إلى إثيوبيا وتزاوجوا من سكانها المحليين.
• يهود يمنيونهاجروا في القرن الثانيإلى أن بدأت الحرب بين الملك كالبوالملك يوسف ذي نواس.
• يهود هاجروا في أوقات مختلفة من جنوب شبه الجزيرة العربيةومصر حتى القرن 6الميلادي، ثم تزاوجوا من سكان إثيوبيا المحليين.
• يهود من نسل سبط أجاوا، وهم إثيوبيون يتحدثون باللهجة الكوشية، جعلوا لأنفسهم شكلاً مختلفاً من اليهود في القرن 15.
الهجرة إلى إسرائيل
هاجر معظم يهود الفلاشا إلى إسرائيل في منتصف الثمانينات. وكان أبرز ذلك في عمليتي موسى (1984) وسليمان (1991(.
عملية موسى (1984(:
يرتبط تاريخ الفلاشا في الذاكرتين العربية والفلسطينية بمنتصف الثمانينات عندما غزوا الأرض الفلسطينية عبر جسور الشحن الجوي التي أقيمت بين تل أبيب وأديس أبابا عبر جنوب السودان ومن خلال التسهيلات التي قدمها نظام الرئيس السوداني السابق جعفر النميريلإتمام عمليات الشحن الجوي لأعداد كبيرة من الفلاشا الذين حطوا في القدس الغربية والأراضي الفلسطينية حيث ساهم جعفر النميري في إتمام أول عملية تهجير للآلاف من الفلاشا أطلق عليها اسم “عملية موسى” وذلك في العام 1984. وتواصلت فيما بعد عمليات تهجير الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيلحيث هاجر أكثر من 20 ألفا من الفلاشا في العام 1985 في عملية أطلق عليها اسم ” عملية سبأ ” وذلك بفضل جورج بوش” الأب ” نائب الرئيس الأمريكي وقتئذ، والذي زار الخرطوم من أجل طمأنة النميري وتأكيد الضمان الأمريكي لنجاح العملية ووافق النميري بشرط عدم توجه الطائرات الأمريكية التي ستنقل المهاجرين إلى تل أبيب مباشرة بل عبر مدينة أخرى. وعبر مطار مهجور” العزازا ” بشرق السودان بالقرب من مراكز تجمع الفلاشا، تمكنت المخابرات الأمريكية وعملاؤها من تنفيذ العملية، ونقلتهم الطائرات العسكرية الأمريكية مباشرة إلى مطار عسكري إسرائيلي في منطقة النقب وهكذا لم يف بوش بشرط النميري.
عملية سليمان (1991)
هاجر عدد كبير يقارب 14000 من الفلاشا من إثيوبياإلى تل أبيبفي 25 مايو1991، في عملية سميت بعملية سليمان. وتمت العملية بقيادة نائب رئيس الأركان الإسرائيلي أمنون شاحاكفي عهد رئيس الوزراء إسحاق شاميروحتى الآن فشلت هذه الشريحة في الاندماج في المجتمع اليهودي ولم يتقبلهم لااليهود السفرديم ولا الاشكناز بل وينفون علاقتهم باليهودية.
يعد يهود "الفلاشا" إحدى الأقليات في إثيوبيا، إذ يمثلون نحو 15% من الشعب الإثيوبي، ويقال إنهم يهود يمنيون هاجروا في القرن الثاني إلى أن بدأت الحرب بين الملك الإثيوبي المسيحي "كالب" والملك العربي الجنوبي اليهودي "يوسف ذي نواس"، بينما يذهب البعض إلى صلتهم بالملكة بلقيس.
وينسب إلى الرئيس السوداني الأسبق "جعفر النميري" أنه أول من قدم تسهيلات لنقل يهود الفلاشا في بداية ثمانينيات القرن الماضي، إلى الأراضي المحتلة، وخاصة القدس، في العملية التي عرفت باسم عملية موسى في 1984 وهاجر فيها آلاف الاثيوبيين إلى الأراضي المحتلة.
وتشير التقارير إلى أنه وفي العام التالي للعملية موسى، تم تهجير ما يقارب من 20 ألف من الفلاشا في عملية تعرف بالعملية سبأ، وفي 1991 جاءت عملية "سليمان" وهي آخر العمليات الكبرى التي نقل فيها عدد كبير من الفلاشا إلى الأراضي المحتلة، حيث هاجر 14 ألف في هذه العملية.
هذا وقد فشلت الفلاشا حتى الآن في الاندماج في االمجتمع اليهودي، وليس هذا فحسب، بل وإنه إذا كان اليهود الشرقيين يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية في المجتمع اليهودي، فإن الفلاشا يأتون في درجة متأخرة عنهم أيضا، ليضم المجتمع اليهودي بذلك طوائف الأشكيناز(الغربيين)، والسفرديم (الشرقيين)، والفلاشا(الأثيوبيين).
وقد فشلت هذه الشريحة في الاندماج في المجتمع اليهودي ولم يتقبلهم لا اليهود السفرديم ولا الاشكناز بل وينفون علاقتهم باليهودية، ولهم العديد من الطقوس المختلفة عن اليهود، فهم يعتبرون أنفسهم السبط الثالث عشر لبني إسرائيل، ويحق للرجل الفلاشي الزواج من سبع نساء، من بين أبرز طقوسهم ذبح "خروف" في عيد الفصح ونثر دمه حول الكنيس، وهو ما يعتبره اليهود من الاشكيناز من الوثنية، بل ويشككون بيهوديتهم عبر هذا الطقس.
من هم يهود الفلاشا؟
يسكن الفلاشا في مناطق محددة في أثيوبيا (الحبشة) حول بحيرة تانا في شمال غرب إثيوبيا ويسكنون في قرى بدائية وفقيرة صغيرة للغاية خاصة بهم وتضم كل قرية نحو خمسين أو ستين عائلة ليس أكثر، ويعمل رجال الفلاشا في مجال رعي الأغنام، و في الزراعة ومعظمهم يعملون كأجراء في أرض الغير ويعمل عدد منهم في حرف متعددة كالنسيج والحياكة و صناعة الفخار والحدادة وهي المهن التي تعتبر في الأوساط الأثيوبية متدنية وتنتمي بصورة تقليدية للفلاشا.
تهجير الفلاشا:
يرتبط تاريخ الفلاشا في الذاكرتين العربية والفلسطينية بمنتصف الثمانينات عندما غزوا الأرض الفلسطينية عبر جسور الشحن الجوي التي أقيمت بين تل أبيب وأديس أبابا عبر جنوب السودان ومن خلال التسهيلات التي قدمها نظام الرئيس السوداني السابق جعفر النميري لإتمام عمليات الشحن الجوي لأعداد كبيرة من الفلاشا الذين حطوا في القدس الغربية والأراضي الفلسطينية حيث ساهم جعفر النميري في إتمام أول عملية تهجير للآلاف من الفلاشا أطلق عليها اسم “عملية موسى” وذلك في العام 1984 .
وتواصلت فيما بعد عمليات تهجير الفلاشا من إثيوبيا إلى الكيان الصهيوني حيث هاجر أكثر من 20 ألفا من الفلاشا في العام 1985 في عملية أطلق عليها اسم ” عملية سبأ ” وذلك بفضل جورج بوش” الأب ” نائب الرئيس الأمريكي وقتئذ، والذي زار الخرطوم من أجل طمأنة النميري وتأكيد الضمان الأمريكي لنجاح العملية ووافق النميري بشرط عدم توجه الطائرات الأمريكية التي ستنقل المهاجرين إلى تل أبيب مباشرة بل عبر مدينة أخرى .
وعبر مطار مهجور” العزازا ” بشرق السودان بالقرب من مراكز تجمع الفلاشا، تمكنت المخابرات الأمريكية وعملاؤها من تنفيذ العملية ، ونقلتهم الطائرات العسكرية الأمريكية مباشرة إلى مطار عسكري إسرائيلي في منطقة النقب و هكذا لم يف بوش بشرط النميري …
و في الخامس والعشرين من مايو عام 1991 يوم السبت المقدس لدى اليهود تمت عملية تهجير كبرى للفلاشا من أثيوبيا إلى تل أبيب ، و أُطلق على هذه العملية “سليمان” ، حيث تم تهجير ما يقرب من أربعة عشر ألف فلاشي إثيوبي بقيادة نائب رئيس الأركان الإسرائيلي العميد أمنون شاحاك في عهد رئيس الوزراء الصهيوني إسحاق شامير..
يهود الفلاشا وحكومة اسرائيل:
بالرغم من أن حكومة اسرائيل لا تعترف بيهودية الفلاشا إلا أنهم ينظرون فى مضاعفة أعداد الفلاشا الأثيوبيين واستجلاب الآلاف منهم ، فمن الأسباب الرئيسية والحقيقية التي دفعت إسرائيل إلى وضع الخطط لاستجلاب أكبر عدد ممكن من الفلاشا الإثيوبيين هو السعي لإرساء الطابع اليهودي للكيان الإسرائيلي ومواجهة أي تكاثر ونمو ديموجرافي عربي قد يؤثر على هذا الطابع في المستقبل. فالقضية السكانية لم تعد قضية ثانوية، وخطرها لم يعد بعيد الاحتمال، بل أصبحت خطرا داهما يقرع أبواب المشروع الصهيوني، ويرسم صورة قاتمة لمستقبل هذا المشروع على أرض فلسطين المحتلة.
المعاناة والتشكيك فى ديانتهم..!
وقد واجه يهود الفلاشا الكثير من مظاهر العداء داخل المجتمع اليهودي العلماني مثل رفض إسكانهم في مناطق معينة، ورفض قبولهم للعمل في وظائف النخبة، كما أن يهود الفلاشا ذهلوا من علمانية المجتمع ورفض غالبية أبنائهم تطبيق الشعائر اليهودية بالرغم من أن الدولة يهودية بالأساس.
أن معظم أفراد الفلاشا يعانون من الذلة المتزايدة والوحدة القاتلة ورفض رؤساء سبع مستوطنات يهودية استيعاب الفلاشا بداخلها، وصعوبة الحصول على سكن ملائم، كما فقد كهنة الطائفة الفلاشية وضعهم و صلاحيتهم منذ أن هاجروا إلى )إسرائيل) بسبب عدم الاعتراف بسلطتهم وصلاحياتهم وبسبب اهتزاز أوضاعهم ومكانتهم.
إن فقدان ثقة الفلاشا بالمجتمع المحيط،أصابهم بإحباط نفسي شديد وما زال الفلاشي بعد هذه السنوات يشعر بالتنكر له و عدم الاعتراف به من قبل اليهود الآخرين والأفراد والسلطات وخاصة تصرفات الحاخامات تجاههم ويعتمد الإسرائيليون استخدام لفظ الكوش، وهي كلمة تعني العبيد في التعامل مع الفلاشا مما يزيد من عمق الهوة الفاصلة بين السادة الإسرائيليين والعبيد الإثيوبيين ومشاكل يعاني منها عدم إيجاد المسكن الملائم لهموفي هذا الإطار قال رئيس جمعية اليهود القادمين من أثيوبيا:” لقد أتينا إلى بلاد السمن والعسل، لكي نشارك بقية أبناء الشعب اليهودي بناء المشروع الصهيوني الكبير، لكننا فوجئنا أن أحدا لا يريدنا هنا”.. وأكد أن اليهود الإثيوبيين يتعرضون لتمييز عنصري واضح من قبل المؤسسات الرسمية وعامة الإسرائيليين، مشيرا إلى أنهم “يتعاملون معنا باستعلاء لأننا شرقيون ولأننا سود البشرة”.
وأشار إلى ازدياد ظاهرة الانتحار في صفوف اليهود الإثيوبيين، إلى جانب الانتحار الجماعي؛ وأرجع هذه الظاهرة إلى انعدام قدرة اليهود الإثيوبيين على الاندماج في المجتمع الإسرائيلي.
وأوضحت البروفيسورة اليهودية أستير هيرتسوج أن يهود الفلاشا يتم تهجيرهم إلى إسرائيل للعمل في الوظائف المتدنية مثل كنس الشوارع وتنظيف دورات المياه، ويتم التعامل معهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثالثة ليس لهم نفس حقوق اليهود السفارديم (يهود الشرق) أو (الأشكنازيم (يهود الغرب.
والخوف الذي تبديه الحكومة من أن هؤلاء الإثيوبيين المهجرين قد يكونون غير يهود سيزيد من حدة العنصرية اليهودية البيضاء تجاه يهود الفلاشا؛ لأن الجميع سيخشى التعامل مع المرضى والجوعى”.وأعربت هيرستوج عن سخريتها من مبررات وزير الداخلية الإسرائيلي الذي أرجع سبب إصراره على تهجير يهود الفلاشا إلى الرغبة في معادلة الميزان الديموجرافي بين العرب واليهود في إسرائيل، دون النظر إلى أدمية هؤلاء اليهود!
بعد كل تلك المشقة والتعب والهجرة إلى بلد الأحلام فوجؤوا بأنهم ليسوا يهوداً، أو هكذا أخبرتهم المؤسسة الدينية في إسرائيل، وأن عليهم بالتالي الدخول في عملية تهويد جديدة قبل أن يقع قبولهم في المجتمع اليهودي؟فكما قررت المؤسسة الدينية عدم الاعتراف بيهوديتهم، قررت المؤسسة الطبية في إسرائيل عدم صلاحية دمائهم، وبناءً عليه جرى إتلاف كميات من الدم كان قد تبرع بها مجموعة من يهود الفلاشا، وذلك بحجة الخوف من مخاطرة أن تكون هذه الدماء ملوثة بعدوى مرض الإيدز، (وهى عملية تظهر مدى السامية والإخاء التى تتصف به اسرائيل تجاه أبناءها)!
ماذا عن بقية الفلاشا فى اثيوبيا؟
بدأ يهود الفلاشا اضرابهم عن الطعام في معسكرهم في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا، ويعبر الفلاشا بالاضراب عن احتجاجهم على طول فترة انتظارهم للترحيل الى اسرائيل. ويقول مسؤولون اسرائيليون انه سيسمح لهم بالسفر بنهاية عام 2007.
ويعتقد أعضاء المجموعة انه باضرابهم عن الطعام سيجبرون المسؤولين الاسرائيليين على التحرك بسرعة. وقد شكا الفلاشا من ظروف معيشتهم في رسالة أرسلوها الى الحكومة الاسرائيلية قالوا فيها : ” لقد عانينا في السنوات الثماني الأخيرة في أديس أبابا. اننا نواجه مجاعة كبرى”.
وهؤلاء هم جزء من 20 ألفا من يهود الفلاشا لا زالوا يقيمون في اثيوبيا.
وفى النهاية كان هذا وصفا لفئة يهودية أخرى دون ابداء أى آراء من ناحيتنا .. فالموضوع لا يحتاج إلى تعليق، فالوضع يعبر عن نفسه.
ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن حوالى 450 من يهود "الفلاشا" وصل مساء الأربعاء 29 أغسطس 2013، إلى مطار "بن جوريون"، مشيرة إلى أنها آخر مجموعة من اليهود الأثيوبيين الذين يهاجرون إلى إسرائيل فى إطار عملية حكومية.
وأضافت هاآرتس أن عددا كبيرا من المهاجرين الذين كان بعضهم يرتدى الزى الأثيوبى التقليدى نزلوا أرض المطار، ورافقهم على طائرتن استأجرتهما الوكالة اليهودية المختصة بمسألة الهجرة، من أديس أبابا، رئيس المنظمة المنشق السوفياتى السابق ناتان شارانسكى.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قررت فى نوفمبر 2010 تسريع وتيرة هجرة ثمانية آلاف من الفلاشا الأثيوبيين الذين يقيمون فى معسكرات، وخصوصا فى جوندار شمال أثيوبيا.
الجدير بالذكر أن الفلاشا مجموعة من يهود أثيوبيا أجبروا على اعتناق المسيحية فى القرن التاسع عشر، ويحق لآخر أفرادها الهجرة إلى إسرائيل، وقد أثبتوا جميعا انتماءهم من جهة الأم إلى أجداد يهود، وأبدوا رغبتهم فى اعتناق اليهودية، مؤكدين صلاتهم بأقارب يهود فى إسرائيل.
وهاجر فى الإجمالى أكثر من 100 ألف يهودى من أثيوبيا إلى إسرائيل فى السنوات العشرين الأخيرة، منهم 30 ألفا من الفالاشا، وفى الوقت الراهن، يعيش أكثر من 120 ألف يهودى أثيوبى فى إسرائيل، ولد 80 ألفا منهم فى أفريقيا، ويواجهون تمييزا فى المجتمع الإسرائيلى.
"الفلاشا". . منبوذون في الكيان، وسقوط الحكم الاسرائيلي
تعود قضية الفلاشاللبروز من جديد، بعد محاولات إسرائيليةلاستيراد الآلاف منهم إلى إسرائيل، في محاولة لتسمين المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة .
تعرف الموسوعة اليهودية يهود إثيوبيا أي الفلاشا بأنهم: جماعة إثنية في إثيوبيا تزعم أنها من أصل يهودي، ومرتبطة بنوع من أنواع الديانة اليهودية يستند إلى العهد القديم والكتب الخارجية، أي الكتب غير المعتمدة، والكتب الدينية الأخرى التي ظهرت بعد الانتهاء من تدوين العهد القديم. ويندرج يهود إثيوبيا وما يُعرف باسم الفلاشا أو بيتا إسرائيلضمن تصنيف عنصري لليهود على أساس اللون يشير إلى اليهود الزنوج، وهو مصطلح يستخدم للإشارة إلى الزنوج السود الذين يؤمنون باليهودية جميعاً. ويضم هذا المصطلح إضافة إلى الفلاشا العبرانيين السود، وجماعات بشرية أخرى .
يهود الفلاشا هو اسم يطلق على اليهود من أصل إثيوبي. واسم الفلاشا أو الفالاشايعني باللغة الأمهرية المنفيونأو (الغرباء)، ويستخدمه الإثيوبيون من غير اليهود وتعتبر الكلمة نوعا من الاحتقار .
ويدعي يهود الفلاشا انحدار نسبهم إلى الملكة بلقيس. ولا ينتمي الفلاشا إلى أي من: الأشكناز والسفارديم. يعيشون في مناطق معينة بالقرب من بحيرة تانا شمال غرب إثيوبيا، في قرى فقيرة، ويعمل رجالهم في مجال الزراعة ورعي الأغنام .
ويتركز الفلاشا أساساً في شمال إثيوبيا في المنطقة الواقعة بين نهر نري في الشمال والشرق، وبحيرة تانا والنيل الأزرق في الجنوب، والحدود السودانية في الغرب. وهم يعيشون في قرى صغيرة مقصورة عليهم تضم كل قرية نحو خمسين أو ستين عائلة وتوجد أهم القرى بجوار مدينة جوندار .
ولا تختلف ملامح وجوه وبشرة الفلاشا كثيراً عن ملامح غيرهم من الإثيوبيين، ولا يختلف أسلوب حياتهم، من معظم الوجوه، عن أسلوب حياة جيرانهم، كما أنهم يرتدون نمط الثياب نفسه ويأتزرون بالعباءة المسماة الشامة. وهم يعملون أساساً بالزراعة كعمال أجراء، كما يعملون في بعض الحرف الأخرى مثل صناعة الفخار والغزل والنسيج وصنع السلاسل، كما يعملون حدادين وصاغه وحائكي ملابس، وعمل كثير منهم في الفترة الأخيرة بحرفة البناء في المدن .
ويتحدث معظم الفلاشا اللغة الأمهرية وهي لغة إثيوبيا الرسمية. وتكتب بالخط الجعزي والخط المسندي. أصبحت لغة رسمية في القرن الثالث عشر، لأنها كانت لغة الملوك. وأصل اللغة نشأ في اليمن وهي لغة حمير والآن لايزال بعض الأشخاص يتحدثونها. وثمة أقلية منهم تعيش في تيجري وفي إريتريا وتتحدث اللغة التيجرية وهي إحدى اللغات المتداولة في ارتيريا. وهناك أقلية أخرى في الجزء الشمالي تتحدث لهجات قبائل الأجاو. أما أدبهم، فمكتوب باللغة الجعزية وهي اللغة الإثيوبية (لغة إثيوبيا الكلاسيكية).
وتستند عبادة الفلاشا إلى العهد القديم الذي لا يعرفونه إلا باللغة الجعزية لغة الكنيسة الإثيوبية. ويضم العهد القديم الذي يعرفونه مثل كل الكتب المعتمدة وبعض كتب الأبوكريفا غير المعتمدة مثل: كتاب يهوديت، وحكمة سليمان، وحكمة بن صيرا، وكتاب المكابيين الأول والثاني، وكتاب باروخ. ولم يصل التلمود إلى الفلاشا .
وليس لدى الفلاشا حاخامات وإنما قساوسة يطلق على واحدهم لفظة قس. كما أنهم ينتسبون إلى هارون. وينتخب الكهنة في كل منطقة كاهناً أعظم لهم لكي يصبح زعيماً دينياً للجماعة، ويصبح من صلاحياته ترسيم الكهنة .
ويقدم الكهنة القرابين في المناسبات الدينية المختلفة. ويعيش بعض هؤلاء الكهنة في الأديرة رهباناً وراهبات على النمط المسيحي، ويطلق عليهم لقب ناذيروهي لفظة عبرية تعني الذي نذر نفسه للشعائر الدينية وانقطع لها.
ثمة دوافع كثيرةديمغرافية ومادية ومالية وإعلامية تبرر سعي إسرائيلإلى جلب اليهود الإثيوبيين واستيعابهم في التجمع الاستيطاني الإسرائيلي. فجلب يهود الفلاشا قد يحسن صورتها الموسومة بالعنصرية بعض الشيء، لكن المردود الديمغرافي هو بيت القصيد. ولذلك وابتداء من عام 1973، حدث تحول في الموقف الإسرائيليتجاه الفلاشا. فقد أعلن الحاخام شلومو غورن إن أعضاء هذه الجماعة اليهودية هم في الواقع من أحفاد قبيلة دان، ومن ثم فهم يهود حقيقيون. وقد طبق عليهم قانون العودة (بعد إن كانت الوكالة اليهودية تنصحهم بالتنصر).
وهجرت أول مجموعة يهودية إثيوبية إلى إسرائيلبين عامي 1955 و1977. وكانت تلك المجموعات التي لم يتجاوز عدد أفرادها 270 مهاجراً قد تكوّنت بمعظمها من شبان يسعون إلى تحصيلٍ دراسي أفضل، وإلى فُرصٍ اقتصادية أفضل .
ولأول مرة في تاريخ العلاقات الإسرائيلية الإثيوبية أبرمت الحكومتان الإثيوبية والإسرائيليةعام 1977، اتفاقية للهجرة الشرعية من إثيوبيا إلى إسرائيل. وفي السنة نفسها حطّت في القدس طائرتان تقلان 120 مهاجراً كانوا أول مهاجرين إثيوبيين شرعيين يدخلون إلى إسرائيل.
ولربما كان مُعدّلُ الهجرة سيتواصل على ذات الوتيرة لولا أن قام موشيه دايان، وزير الحرب الإسرائيلي، بالكشف عن أن إسرائيلتقوم بتزويد إثيوبيا بالمعدات العسكرية. ذلك الافتضاحُ استدعى استنكاراً من المسؤولين الإثيوبيين، الذين ردّوا عليه بطرد الدبلوماسيين الإسرائيليينمن أديس أبابا، وأوقفوا كلّ هجرة لاحقة لليهود .
ورغم ذلك وجدت منظمات، وبالأخص الاتحاد الأمريكي لليهود الإثيوبيين AAEJ طريقاً أو آخر لتمكين أعداد قليلة من اليهود الإثيوبيين من التسلل إلى خارج إثيوبيا، وشق طريقهم إلى إسرائيل.
وشهدت نهاية عام 1979 بداية مرحلة جديدة في عملية هجرة اليهود الإثيوبيين. فقد غادر مئاتٌ منهم، وبالأخص من المقاطعتين الشماليتين: والكيت وتيجري قُراهم وعبروا الحدود إلى السودان .
وبحلول العام 1980 كان قد تجمّع في المخيمات السودانية 3200 يهودي. وقد ساعدت جماعات محلية معادية للحكومة مثل جماعة TPLF على عملية مغادرتهم لإثيوبيا. لم يحمل اليهود الإثيوبيين على ظهورهم سوى ملابسهم وبعض المؤن وأدوات المطبخ. وحتى هذه الممتلكات الهزيلة ضيّعها الكثيرون ممن وقعوا في أيدي قطاع الطرق، كما دفع المهاجرون بسخاء للإدلاء ليوصلوهم إلى الحدود السودانية. وعندما راحت الأوضاع في إثيوبيا تتدهور أكثر فأكثر. مع المجاعة والجفاف اللذين حصدا الأرواح أكثر مما حصدت الحرب، غدا مطلب الهجرة مُلحّاً.
ومع ذلك فقد تم في إثيوبيا وإسرائيلوأماكن أخرى من العالم بين عامي 1977 و1981، وعلى نحو نشط، مناقشة احتمال نقل طائفة بيت إسرائيلإلى إسرائيل. كان جميع ممثلي الوكالات اليهودية المتعددة ممن زاروا إثيوبيا قادرين على إقناع أبناء تلك الطائفة أن المستقبل بانتظارهم فيإسرائيل. وبينما تواصل تدفق هادئ من المهاجرين إلى إسرائيلقام ثلاثة آلاف من الفلاشا بالتسلل إلى السودان كلاجئين. وحتى عام 1984 كان عدد اليهود الإثيوبيين في إسرائيلقد وصل إلى سبعة آلاف يهودي .
ونتيجة لجهود منسقة بذلتها كل من الولايات المتحدة والحكومة الإسرائيلية، وهي جهود استحثتها المنظمات اليهودية في الشتات تم في نوفمبروديسمبرمن عام 1984 القيام بعمليات ترحيل برية وجوية لأولئك اليهود، وكان الاسم الحركي للعملية هو علمية موسى.
وتوقفت تلك العمليات على نحو مفاجئ في السادس من يناير من عام 1988. وجاء توقفها ضحية افتضاح طائشٍ لها من جانب الوكالة اليهودية. ومن رئيس الوزراء الإسرائيلي- آنذاك - شمعون بيريز. أي توقفت المفاوضات السرية نتيجة اتهامات الإثيوبيين والسودانيين كل منهما للآخر بأنهم يبيعون الإثيوبيين مقابل أموال وأسلحة الأمريكيين والإسرائيليين.
ومع ذلك، وبينما كان ذلك كله يحدث استمرت المفاوضات السرية مع الحكومة السودانية. فعندما زار بوش، نائب رونالد ريغان الرئيس الأمريكي، السودان في مارس1985 طرح مسألة اللاجئين اليهود. وأعلن الرئيس السوداني جعفر النميري أن لليهود الإثيوبيين مطلق الخيار في مغادرة السودان شريطة أن لا يتوجهوا إلى إسرائيل.
ومن جانبها طالبت الحكومة الإثيوبية بالعودة الفورية للإثيوبيين الذين جرى، حسب الاتهامات التي أطلقتها، خطفهم بالقوة. وفي مارس من عام 1985 جرت عملية أخرى أُطلق عليها الاسم الحركي جوشواوتم خلالها نقل 900 يهودي إثيوبي من السودان .
ومن تبقى في السودان من اليهود الإثيوبيين عاد بعضهم إلى إثيوبيا، ومات بعضهم الآخر في المعسكرات، أو شقّوا طريقهم إلى أوروبا، أو الأمريكيتين، أو إلى أي من دول العالم الأُخرى .
كما تمت عملية أخرى باسم عملية سليمانفي مايو 1991 بعد سقوط نظام منغستو هيلا مريام، وتم فيها نقل 19879 من الفلاشا بواسطة جسر جوي بين أديس أبابا وتل أبيب شمل أربعين رحلة مكوكية. كما هاجر 3500 يهودي عام 1992 .
وتواصلت هجرة اليهود الإثيوبيين إلى إسرائيلفي السنوات اللاحقة، ففي العام 2002بلغ عددهم 2693 مهاجراً أي ما نسبته 7,8% من إجمالي عدد القادمين إلى إسرائيل.
وتوصلت الحكومة الإسرائيليةمع الحكومة الإثيوبية، في العام2005، إلى اتفاق شامل لترحيل من تبقوا من اليهود الفلاشا في إثيوبيا. وكشف أن 600 يهودي من الفلاشا - لهم أسر في إسرائيلاعتنقوا الديانة المسيحية - سيتم تهجيرهم إلى إسرائيلشهرياً .
وفي العام 2010 وافقت الحكومة الإسرائيليةعلى نقل نحو ثمانية آلاف إثيوبي. وبرر رئيس الوزراء الإسرائيليبنيامين نتنياهو، الموافقة بزعمه وجود نحو ثمانية آلاف امرأة ورجل وطفل يعيشون في ظروف إنسانية صعبة للغاية. وعلينا التزام أخلاقي بوصفنا يهوداً وشعب إسرائيللإيجاد حل لهم. وتلبية للقرار الحكومي، وصل إلى إسرائيلفي أوائل العام 2011 نحو 170 شخصاً من أبناء الفلاشمورا.
وبدأ الكيان الصهيوني، مؤخراً تنفيذ عملية تهجير جديدة تحت اسم أجنحة اليمامةالرامية إلى تهجير دفعة من يهود إثيوبيا، تشمل 237 مهاجراً جديداً، أكثر من نصفهم أطفال .
ينتشر الفلاشا في إسرائيلداخل أراضي فلسطين المحتلة منذ عام 1948 كما ينتشرون في الأراضي العربية المحتلة بعد عام 1967. وأكبر تركيز لهم (في الضفة الغربية المحتلة) في مستوطنة كريات أربع الخليل، وفي مناطق الجليل الأعلى (مدينة صفد). ويتركز عدد لا بأس به منهم في مدينة عسقلان، أما الباقون فهم موزعون على الضواحي الاستيطانية حول مدينة القدس مثل راموت وبيت مئير وتلة زئيف .
وتذهب التقديرات إلى أن خمسين في المئة من المهاجرين الإثيوبيين هم دون سن الثامنة عشرة من العُمر، وأن ستين في المئة هم دون سِن ال 25 سنة، الأمر الذي يشير إلى أن معظم هؤلاء يتألفون من أطفالٍ وشبان .
وتشتعل الصحافة الإسرائيليةبين آونة وأخرى بالحديث عن الأمراض التي يحملها المهاجرون. وقد ذكرت صحيفة هآرتس نقلاً عن مسؤولي وزارة الصحة أن الوزارة قد اتخذت كل الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه الأمراض ولوقاية الآخرين منها، ولكن فإن هذا الأمر سيشكل عبئاً على ميزانية الوزارة. وأصبحت كلمة عبءهذه تتردد كثيراً على الألسنة. وقد ذكر أفي سيمان رئيس لجنة الاستيطان بموشاف مبوعيم لمندوب صحيفة معاريف أننا لا نرحب بطريقة فرض المهاجرين علينا الذي يشكلون عبئاً علينا. وفي الوقت الذي يرحب فيه القادة بهذه الموجة الجديدة من الهجرة ولأسباب صهيونية بحتة فإنهم يتجاهلون المشاكل التي سيتعرض لها السكان الناجمة عن هذه الهجرة.وأن أهم مزايا هؤلاء المهاجرين تتمثل في قدرتهم العالية على التحمل. ولكن فإن مشاكلهم كثيرة .
وفي مدينة عسقلان، بالعبرية أشكلون، فإن اليهود الإثيوبيين يعيشون أيضاً بشكل منعزل عن المجتمع، ولذلك فإن معظمهم يقيمون في حي شمشون الذي يعد بمثابة واحد من أسوأ الأحياء بهذه المدينة. وترى أوره دونيو مديرة قسم الشؤون الاجتماعية بالوكالة اليهودية والتي تتولى حل مشاكل المهاجرين أنه من الضروري تقديم مساعدة عاجلة إلى ما يقرب من 70% من العائلات الإثيوبية التي أتت إلى إسرائيل.
ومن صور معاناة المهاجرين اليهود الإثيوبيين أنه تم إلقاء الأغلبية الساحقة منهم لدى وصولهم إلى إسرائيلضمن ظروف صعبة في مواقع كرفانات في أحياء مغلقة وفقيرة وتكابد العناء باستثناء العنصرية الإسرائيلية من ضائقة اقتصادية خانقة ومن عزلة اجتماعية، وانخرط الشباب الإثيوبيين بنسبة 85% في تيار التعليم الديني الرسمي وفي المدارس الدينية الداخلية، وهناك كثير من هؤلاء تسربوا منها .
وحسب المعطيات فإن البطالة لدى الرجال من سن 45 عاماً تصل إلى 30% ولدى النساء الشابات تصل نسبة البطالة إلى 40% ومعظم النساء أمهات، والمعطيات المشجعة هي أن هناك نسبة كبيرة من المتطوعين في الجيش تصل النسبة إلى 90%، وهناك ارتفاع ملحوظ في عدد الطلاب، فقد بلغ عدد التلاميذ من مهاجري إثيوبيا 2200 طالب عام 2003 مقابل 200 طالب فقط قبل ذلك بسبع سنوات
اضطهاد المهاجرين الأفارقة في اسرائيل
مهاجرون اثيوبيون:هاجرنا الى بلاد "السمن والعسل" فلم نجد الا الأضطهاد والكراهية، التليفزيون الرسمي شبه هجرتهم من إثيوبيا بخروج بني إسرائيل من مصر..وأطفال المدارس يقولون لهم يا عبيد، يعملون في وظائف متدنية ..والشرطة تضطهدهم ..ومعدلات الانتحار بينهم سبعة أضعاف.
في عام 2006 كان "شاي جل" المحرر بالقناة الثانية الإسرائيلية، يتجول بين تسعة آلاف يهودي إثيوبي يتجمعون في معسكر جوندر للاجئين في أثيوبيا، وصفهم "جل" قائلاً: "وجوههم مشرقة وسعيدة لأنهم سيهاجرون للأرض الموعودة، بعد انتظار سنوات"، هذه السعادة سرعان ما تلاشت ما أن وطأت أقدامهم إسرائيل، وقتها تركهم "شاي جل"، ثم عاد إليهم بعد عامين ليستقصي عن أحوالهم فيجدها أكثر سوءاً مما كانت عليه في إثيوبيا، وبعد عامين آخرين، التقاهم "شاي جل" مرة أخرى، سألهم عن أحوالهم فأخبروه أن الواقع في إسرائيل ليس كما حلموا به.
كل شيء معقد
4 سنوات مرت على هجرتهم، قالوا لهم هناك في أثيوبيا أنه يمكننهم أن ينجحوا هنا جداً، كان عندهم أمل في تطوير مستقبلهم والحصول على عمل أفضل من الذي لديهم"، "في أثيوبيا سواء كان معك مال أو ليس معك، فإن هذا ليس بالأمر المهم، ولكن هنا كل شيء معقد، كل شيء معقد".
"يفهم الأثيوبيون في إسرائيل أنه بدون التعلم لن يستطيعوا الحصول أبداً على فرصة عمل أفضل مما هم فيها و سيبقون في مرتبة دنيا في المجتمع، و لكن بدون توفر الأموال الكافية للدراسة تلاشت آمالهم".
تقرير القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي أعاد من جديد فتح النقاش حول أوضاع يهود إثيوبيا أو من يطلق عليهم بالفلاشا داخل إسرائيل، حيث يعاني هؤلاء من أشد أنواع التمييز داخل المجتمع الإسرائيلي، الأمر الذي يخلق أزمات اجتماعية و نفسية كبيرة بينهم تؤدي في النهاية إلى زوج إسرائيلي من أصل إثيوبي يقتل زوجته بعدة طعنات بالسكين في مستوطنة "ريشون لتسيون" كما حدث مؤخراً، أو إسرائيلي آخر من أصل إثيوبي يقتل زوجته و ابنته في مجمع للاجئين ب"نهاريا" و يحاول الانتحار بعدها.
العنصرية ضد يهود الفلاشا وصلت إلى حد التشكيك في يهوديتهم من المؤسسات الدينية، ما أدى إلى نبذهم ليعيشوا في المناطق الأكثر فقرا وعلى المعابر بين المدن، وظل هذا التشكيك الرسمي في يهودية الفلاشا حتى أصدر الحاخام الإسرائيلي "عوفاديا يوسف" فتوى أكد فيها يهوديتهم، ورغم ذلك مازال الكثيرون ينظرون إليهم على أنهم غير يهود.
العبد الأسود
ويبدأ التمييز ضد الإسرائيلي الإثيوبي الأصل منذ أيامه الأولى في المدرسة، فالتلاميذ الصغار لا يقبلون الجلوس بجوارهم في الفصول بسبب لون بشرتهم الأسود، كما يبدأ التلميذ الإسرائيلي ذو الأصول الإثيوبية في سماع كلمة "كوشي" من التلاميذ أو المدرسين على حد سواء، والتي تعني العبد الأسود وهي الكلمة التي تنتشر بكثرة داخل الأوساط الإسرائيلية المختلفة في الإشارة إلى الإسرائيلي القادم من إثيوبيا، والتي تجعل التلاميذ ذوي الأصول الإثيوبية يحسون منذ صغرهم أنهم يعيشون في مجتمع من السادة و العبيد الذين يمثلونهم هم، و لذلك لن يكون غريبا أن يكون معدل التسرب من التعليم بين الإثيوبيين يبلغ 23% حتى سن 17 عاما، بالمقارنة مع 15% بين بقية الإسرائيليين.
وتبلغ العنصرية الصهيونية ضد الإسرائيليين من أصل إثيوبي في مجال التعليم ذروتها مع بداية العام الدراسي الماضي حين رفضت مدرسة حكومية في مدينة "بيتاح تكفا" استقبال 80 طالباً في الصف الأول من يهود الفلاشا.
وظائف خدمية متدنية
ويعمل معظم الإسرائيليين من أصل إثيوبي في وظائف خدمية متدنية مثل كنس الشوارع وتنظيف دورات المياه، و ذلك بسبب إحجام الكثير من أصحاب الأعمال عن تشغيل يهود الفلاشا، و قد نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية تقريراً عن مدى تقبل سوق العمل الإسرائيلي للعمالة من بين صفوف يهود الفلاشا قالت فيه طالبة الحقوق "ليز ملسا" التي تبلغ الثالثة والعشرين من عمرها "ليست لدينا علاقات كالإسرائيليين حتى نستطيع الحصول على فرصة عمل في مجال تخصصنا، ومن ناحية أخرى، فإن المجتمع الإسرائيلي مجتمع عنصري، من الصعب عليه أن يقتنع بأن هناك إثيوبيين لديهم من الإمكانيات ما يجعلهم محامين ناجحين"، كلمات "ليز" لا تدل فقط على عنصرية صهيونية ضد يهود إثيوبيا، وإنما تدل على عدم انتماء يهود الفلاشا أنفسهم إلى "إسرائيل" أو حتى "المجتمع الإسرائيلي"، فهي تتحدث عن "الإسرائيليين" وكأنها ليست جزء منهم، و تتحدث عن وجود "إثيوبيين" داخل "إسرائيل" وهو ما يشير إلى أنها ونظرائها مازالوا يشعرون أنهم مواطنين إثيوبيين وليسوا إسرائيليين.
دمنا مثل دمكم
العنصرية الإسرائيلية ضد المهاجرين من إثيوبيا إلى "الأرض الموعودة" بحثاً عن السمن والعسل وصلت إلى حتى التشكيك في نقاء دمهم، حيث رفض بنك الدم الإسرائيلي منذ عدة سنوات استخدام كميات كبيرة من الدم كان قد تبرع بها أبناء يهود الفلاشا و ذلك "خشية انتقال أمراض إلى الإسرائيليين"، بحسب بنك الدم، الذي تخلص من هذه الدماء، الأمر الذي ترتب عليه مظاهرة كبيرة تحت شعار "دمنا مثل دمكم"، شارك فيها حوالي 10 آلاف من المهاجرين الإثيوبيين، وحدثت فيها مواجهات دامية بين الشرطة والمتظاهرين انتهت بجرح 41 شرطيا و20 متظاهرا، وحطم المتظاهرون الإثيوبيون أكثر من 200 سيارة لعاملين في مكتب رئيس الوزراء.
يهود إثيوبيا الذين هاجروا إلى إسرائيل لتتحطم آمالهم على حائط العنصرية الصهيونية يشعرون بخيبة أمل شديدة بسبب الممارسات العنصرية التي تُمارَس ضدهم، عبر عنها "إديسو ماسالا"، رئيس "جمعية اليهود القادمين لإسرائيل من إثيوبيا" بقوله "لقد أتينا إلى بلاد السمن والعسل، لكي نشارك بقية أبناء الشعب اليهودي بناء المشروع الصهيوني الكبير، لكننا فوجئنا أن أحدا لا يريدنا هنا"، وأكد أن الإثيوبيين يتعرضون لتمييز عنصري واضح "يتعاملون معنا باستعلاء لأننا شرقيين ولأننا سود البشرة".
ارتفاع معدلات الانتحار
وأكد "إديسو ماسالا" في تصريحات لصحيفة إسرائيلية أن أبناء الفلاشا يتعرضون "لمسلسل تدمير نفسي متواصل بسبب التمييز"، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الانتحار في أوساطهم، وتبلغ معدلات الانتحار في أوساط الشبان الإثيوبيين نحو سبعة أضعاف مثيلتها في أوساط الشباب الإسرائيليين الآخرين في إسرائيل.
"ماسالا" الذي كان أول إثيوبي ينضم لحزب العمل في محاولة فاشلة للاندماج في المجتمع الإسرائيلي عانى هو أيضا من العنصرية، حيث استبعدته قيادة حزب العمل في عام 1999 من قائمة الحزب لانتخابات الكنيست ووضعت بدلا منه ممثلة اليهود الروس في الحزب، و صاحب ذلك حملة مكثفة تزعمها "إيهود باراك"، وصلت إلى حد السخرية من بشرة "ماسالا" السوداء والتشكيك في ولاء يهود إثيوبيا بوجه عام لإسرائيل.
سقوط الحلم الإسرائيلي
تصور العديد من التقارير والبرامج الواقع والنّقد له،فأحد البرامج مثلاًيروي قصّة ثلاثة شبّان يعيشون بالجنوب الإسرائيلي ويمرون بظروف صعبة،أحدهم ينحدرمن عائلة روسيّة مهاجرة ويتحدّث في الفيلم عن الإهانات المتكرّرة الّتي يتعرّض لهابسبب أصوله،وهويلتجئ لضمان دخل مالي إلى المتاجرة ضمن شبكة لترويج المخدّرات، والثّانيه و من عائلة أثيوبيّة يهوديّة مهاجرة (الفلاشا) ويظهر في الشريط انه يعتني بأخيه الأصغرمنه بسبب مرض والدتهم،والشاب الثالث هاجرت أسرته من شمال إفريقيا،ويعمل نادل افي مطعم للبيتزا يعيش ويقيم مع أمّه الأرملة،وشقيقه الأكبر شاب منحرف يريدأن يفرض عليه سلطته وسطوته.
ويظهرالبرنامج أيضاًأنّالأصدقاءالثّلاثة نشأوا في حي فقير ويعانون من الضجروالمرارة التي تمزق وجد انهم بسب بمشاعر العنصرية التي يظهرها اليهود الآخرون إزاءهم، ولمداواة جراحهم النفسية والاجتماعية فانهم انخرطوا في ناد كرة القدم للبلدة الّتي يعيشون بها بحثا فرصة لتغيير مجرى حياتهم الرتيبة البائسة.
إن الشريط يبرز من خلال قصص الشبّان الثلاثة واقع حياة شريحة كبيرة من المهاجرين إلى إسرائيل ومعاناته ممن العنصريّة،فهم مواطنون من درجة ثانيةأوثالثة،وإنّ خيبة أملهم كماتظهر في الفيلم كبيرة.
وتبرز مشاهدمن الحياة اليوميّة لشباب إسرائيلي ضائع وتائه،ويكشف في الشّريط مظاهرالعنف في شوارع وأزقّة مدينة “بئرالسبع”.
هذه التقارير والبرامج تحطّم أسطورة اندماج اليهودالمهاجرين لإسرائيل وتعايشهم مع بعضهم بعضاً مثلماتريد الدّعايةالإسرائيليّة تصوير ذلك،فيبرز فشلا لحلم الإسرائيلي،وهوشهادة أخرى تؤكد بأن ّسياسة إستقبال المهاجرين اليهود من كلّأ شتات الأرض لم تنجح وأن ّالإندماج المأمول لم يتحقّق. فالدّعاية الرّسميّة الاسرائيلية تصوّر هجرة الرّوس اليهود بأنّهاعمليّة ناجحة،وانّ المهاجرين نشّطوا الإقتصاد وأنعشوا الحياة وغذّوا المجتمع بالشّباب الطّموح السّاعي للمساهمة في إزدهار دولة إسرائيل، ولكن الحقيقة العارية الّتي تظهرها التقارير أنّ المهاجرين الجدد من روسيا وشمال افريقيا واثيوبيا إلىإسرائيلي دفعونا ليوم ضريبة كبيرة لإستبدالهم البلدان الّتي ولدوا وترعرعوا بها بإسرائيل.
وتضمنت التقارير والبرامج نقداً لاذعا ًللمجتمع الاسرائيلي الذي يظهرأنه مجتمع لارحمة فيه،ومررت التقاريررسالة مفادها أن المشروع الصهيوني قد فشل،ولم توافق أي قناة تلفزيونيّة إسرائيليّة المساهمة في إنتاج هذه التقارير،وبعضهم أدرك أن ّالموضوع ساخن ومفزع لهم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.