أميمة عز الدين واحدة من الكاتبات المتألقات في سماء الأدب المصري اليوم، فهي حاصلة على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة قناة السويس. سردها القصصي والروائي يمس قضايا جوهرية ومصيرية والذي يتسم عموما بالاختلاف والتجريب من خلال منجزها الأدبي المتعدد الأجناس، وقد صدر لها مؤخرا مجموعة قصصية تحت عنوان "يحلم بالموت" (2016) عن دار ألف ليلة وليلة، حيث تدور أجواؤها حول العشق والموت. هنا تفتح لنا صاحبة رواية "الكاتبة" (2013)، " وقصص "طرقات المحبة" (2011) وكتاب الأطفال "أنفي كبير" (2011) بابها مشرعا للحوار: تقول أنا أم وإنسانة مصرية ما زالت تحلم. ولا تستطيع الفصل بين ما تريده في مسألة الكتابة وتقسيم وتصنيف ما تكتب، الكاتب يكتب ما يشعر به وأيضا ما يحفزه للكتابة، لا يخضع للتقسيم والتصنيف وقتها، غير أن القصة القصيرة مازالت أقرب لقلبي رغم أن بدايتي روائية من خلال روايتي "الحرير المخملي" عن دار الحضارة بالقاهرة 2007 وقد طبعتها دار الكفاح بالسعودية الطبعة الثانية سنة 2015. وما يمهني في قصصي الإنسان بكل تناقضاته وأحلامه، حتى العبث الذي يغلف حياتنا ويظهر لنا في صورة حروب ونزاعات يصبح شاغلا ومحركا للخيال. أما عن مقولة "زمن الرواية" فترى أميمة عز الين أن تلك المقولة أصبحت قالبا يستدل به على رواج الكتابة الروائية، غير أن القصة القصيرة مازالت تشغل حيزا كريما لدى القارىء لكن دور النشر هى التى تروج لما تظنه أكثر انتشارا. وتحدثنا الكاتبة عن مجموعتها القصصية "يحلم بالموت" فتقول إنها قصص تتحدث عن الموت والحياة، كما قلت سابقا لا أحد ينجو من الموت، ولا الحياة أيضا، نعيش حياة مقدرة بعمر وفى خلال هذا العمر نحلم ونحزن ونبكي ونفرح قليلا أيضا. العنوان لم يكن قصديا، فلقد اتفقت عليه مع الناشر وهو بالمناسبة كاتب روائي (عبدالنبي فرج) في البداية كان الاختيار على عنوان آخر لكن بعد القراءة مرة بعد مرة والمناقشات وجدنا أن "يحلم بالموت" يعبر عن الحالة العامة للمجموعة وهي تيمة الفقد والعجز. وتعتقد أميمة عز الدين أن روايتها "الكاتبة" تجربة مختلفة تماما عن "نصف ساعة بالممر"، فالشخوص والحالة الروائية مختلفة. الأولى تتحدث عن كاتبة تعيش أواخر عمرها وحيدة تجتر ذكريات حياتها ومراحل تطورها ككاتبة، أما "نصف ساعة بالممر" فهي ترصد فتاة تتميز بجمال طاغ مع سذاجة غير عادية تورطها في مشاكل كبيرة. وعن روايتها "الحرير المخملي" تقول إنها تتحدث عن موت الجد الذي يسيطر على البيت الكبير، الراوية عائشة فتاة صغيرة لكنها ذكية بما يكفي لملاحظة ما يدور حولها وتدوينه بل نقضه أيضا رغم تعرضها لتجربة زواج مريرة غير متكافئة. أميمة عز الدين تكتب للطفل أيضا وترى أن الكتابة للطفل شغف مختلف بالكتابة لكائنات صغيرة أكثر ذكاء منا وحياة، متمردة وطاغية في كل شيء. أحببت الكتابة للطفل كثيرا وهذا النوع يتطور بصورة مذهلة ورائعة فالوطن العربي يزخر بالعديد من كتاب وكاتبات أدب الطفل. أما عن المسابقات والجوائز فتوضح أنها تشجيع للكاتب، لا أحد ينكر هذا، لن ندعي ترفعنا عن الجوائز وسعادتنا بالحصول عليها. وترى أن النقد لم ينصفها لابتعادها عن الوسط الثقافي. وتتمنى أن تصل كتاباتها إلى القارئ وينقدها، فالكاتب لا يشعر بسعادة حقيقية إلا حينما يشعر أن كتابته قد وصلت للقارىء الذى يتلهف لقراءة كتبه.