أكدت صحيفة إندبندنت البريطانية أن روسيا بدأت تضع شروطا أشد لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في مقابل تقديم المساعدة في أفغانستان، مطالبة التحالف بتقييد عدد القوات التي ينشرها في الدول التي كانت أعضاء في حلف وارسو. ووافقت روسيا من حيث المبدأ علي توفير عدد من المروحيات العسكرية وقد بدأت في تدريب قوات الأمن الأفغانية. وما زالت المباحثات جارية بشأن نقل الناتو أسلحة وذخيرة عبر الأراضي الروسية بديلا عن الطريق الباكستاني الذي تعرض لهجمات متكررة من حركة طالبان. ويذكر أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد طلب من الناتو الكف عن نشر قوات عسكرية كبيرة في الدول التي انضمت إلي الحلف بعد تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991 مؤكدا أن وجود هذه القوات لن يساعد في إقامة علاقة ثقة. وقالت الصحيفة إن القيود علي ما يمكن أن ينشره الناتو من قوات بضغط من روسيا ستقود بالتأكيد إلي احتجاج من الدول الأعضاء الجدد في أوروبا الشرقية. ومن المعلوم أن قوات روسية بقيت في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا منذ الحرب مع جورجيا قبل عامين ولم يتمكن الناتو من إقناع الرئيس ميدفيديف بسحبها. ويشار إلي أن الروس سحبوا بعض القوات من جورجيا وأعلنوا أنهم لن يعززوا القوات الموجودة في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. وفي نفس الوقت سعوا عدة مرات لإبعاد الأزمة الجورجية عن اتفاقية تسلح مع الناتو. وقد أقنعت بالفعل احتجاجات موسكو الصاخبة الرئيس باراك أوباما بإلغاء خطط لإقامة دروع دفاع صاروخية في بولندا وجمهورية التشيك. وقد وافق الناتو علي استشارة روسيا بشأن النظام البديل. ومن المقرر أن يزور الأمين العام للناتو أندرس فوغ راسموسن روسيا قبل قمة لشبونة.