جاء اختيار إدارة مهرجان "المسرح العربي بالقاهرة"، الذي تُفتتح فعالياته في السابعة من مساء اليوم علي مسرح القاهرة للعرائس، والذي تنظمه الجمعية المصرية لهواة المسرح، برئاسة المخرج عمرو دوارة للفنانة تيسير فهمي بين قائمة المكرمين الذين يهديهم المهرجان عروضه بمثابة مفاجأة كوميدية علي المتابعين للمهرجان، نظراً لأن "تيسير" هجرت المسرح منذ فترة ليست بالقصيرة، وركزت كل اهتمامها علي المسلسلات التليفزيونية، التي ينتجها زوجها، ومن ثم رأي المراقبون أنه كان ينبغي علي إدارة الجمعية، والمهرجان، تكريم اسم آخر لفنان أعطي حياته للمسرح، وأفني عمره في الوقوف علي خشبة المسرح. أما المفارقة المدهشة، التي تؤكد أن اختيار قائمة المكرمين في المهرجان لم يعتمد المعايير الموضوعية بل استهدف استثمار شهرة ونجومية المكرمين لإغراء وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة بتغطية المهرجان، فقد عبر عن نفسه من خلال الفنانين الذين سيكرمهم المهرجان "المسرحي"، والتي تضمنت نبيلة عبيد وليلي علوي وإلهام شاهين ومادلين طبر، الذين لا "ناقة لهم ولا جمل" في المسرح، وأكبر الظن أن واحدة منهن لم تقف علي خشبة المسرح منذ الأربعينيات (!) وهو الاختيار الذي يظلم فناني المسرح الحقيقيين مثل: سهير البابلي ورياض الخولي ورضا الجمال ونبيل الحلفاوي الذين ضمتهم قائمة "التكريم المجاني" أيضاً. وعلي نفس النهج "العشوائي النفعي" وقع اختيار إدارة الجمعية، والمهرجان، علي الكاتبة العراقية سارة طالب السهيل لتنضم إلي عضوية لجنة التحكيم! جدير بالذكر أن مراسم افتتاح المهرجان ستتضمن تقديم مجموعة من الفقرات، التي تبدأ بكلمات الافتتاح التي يلقيها د. أحمد مجاهد رئيس المهرجان، والدكتور عمرو دوارة مؤسسه ومديره، وعصام عبد الله الأمين العام للمهرجان، ويعقب ذلك إهداء درع المهرجان للمكرمين: سعاد خليل (ليبيا) ورياض الخولي وتيسير فهمي (مصر) والكاتب المسرحي قاسم مطرود (العراق)، كما يهدي المهرجان درعه للفنان أشرف زكي الرئيس التنفيذي للهيئة العربية للمسرح، بالإضافة إلي نجوم عرض "براكسا" تأليف توفيق الحكيم وإخراج نادر صلاح الدين وبطولة بشري، وتقدم فرقة النيل للآلات الشعبية بإشراف المخرج القدير عبد الرحمن الشافعي فقرة فنية، ثم يفتتح المهرجان عروض المسابقة الرسمية بعرض "ليلة من ألف ليلة" تأليف بيرم التونسي وألحان أحمد صدقي وإخراج عبد المقصود غنيم وبطولة فرقة الإسكندرية القومية، وعلي مدار أيام المهرجان يتم تكريم: سهير البابلي، نبيلة عبيد، ليلي علوي، تهاني راشد، إلهام شاهين، نبيل الحلفاوي، عبد العزيز مخيون، رضا الجمال، محمود القلعاوي من مصر ومن الدول العربية: بدر الرفاعي "الكويت"، د. محمد البهجاجي "المغرب"، أحمد الهذيل "السعودية"، مادلين طبر "لبنان"، جمال عبود "سوريا"، د. ادريس قرقوة "الجزائر"، أحمد الجاسي "الإمارات"، مجد القصص "الأردن"، زيناتي قدسية "فلسطين" وجليلة بكار "تونس". وفي سياق ليس ببعيد بررت إدارة المهرجان اختيار عرض "بركسا" للتكريم في هذه الدورة، بأنه اختير كأفضل عرض في عام 2009 من خلال لجنة ضمت مجموعة من النقاد، وأكدت أن التكريم يأتي اتساقاً مع تقليد تحرص عليه الإدارة في كل دوراتها. وكان قد تم اختيار 12 عرضاً من إجمالي 66 عرضاً تمثل تجمعات الهواة من المسرح المدرسي والجامعي والعمالي بالإضافة إلي مسارح مراكز الشباب وقصور الثقافة والأقاليم وأيضاً فرق الهواة والحرة والمشهرة، وتكونت لجنة مشاهدة العروض من: د. عمرو دوارة، وعضوية كل من د. وفاء كمالو، د. محمد زعيمة، حسام أبو العلا والفنان التشكيلي فادي فوكيه، بينما يترأس لجنة التحكيم العربية المخرج القدير أحمد عبد الحليم وتضم في عضويتها: د. حسين العزبي "مصر"، مساعد الزهراني "السعودية"، سارة طالب السهيل "العراق"، د. تامر العربيد "سوريا" ومحمد بن قطاف "الجزائر". وطبقاً لجدول المهرجان يتم تقديم عرضين يومياً، أحدهما عربي خارج إطار التحكيم، والآخر لإحدي فرق الهواة التي تشارك في المسابقة الرسمية، مع اختيار أحد كبار نجوم المسرح المصري لتكريمه، وكذلك رائد مسرحي يمثل دولة عربية شقيقة.