بعد عمر الشريف وعادل إمام وتيم الحسن، كيف استقبلت قرار اختيارك للمشاركة في بطولة فيلم لمحمد هنيدي؟ - تملكني شعور رائع لا أستطيع وصفه، لأن محمد هنيدي بالنسبة لي بمثابة المثل الأعلي الذي أطمح إلي تحقيق نجاحاته، فقد تابعته منذ بداية رحلة صعوده مع "صعيدي في الجامعة الأمريكية" ثم "همام في امستردام" وبقية أفلامه الرائعة، ولا أخفي سراً عندما أقول إنني كنت أتمني أن التقيه "لأسلم عليه وأكلمه"، فكيف يكون شعوري عندما يتم إبلاغي بأنني سأشاركه بطولة فيلم من أفلامه؟ بصراحة لم أصدق نفسي، وأنا في قمة السعادة الآن بعدما اكتملت التجربة بالفعل، وأتمني أن أكون قد أديت الدور بنجاح، وأن أكون عند حسن ظنه وظن الجميع، والجمهور علي رأسهم. من الذي رشحك للدور؟ - كان محمد هنيدي قد رآني في فيلم "حسن ومرقص" من تأليف يوسف معاطي، الذي كتب أيضاً سيناريو فيلم "أمير البحار"، وقال إنه أعجب بأدائي وقتها، وكذلك أكد المخرج وائل احسان اتفاقه معه في الرأي، وأضاف أنه شاهد لي عدة أعمال أخري، وبالتالي رحب بمشاركتي، وهو مايعني أن وجودي في التجربة تم باقتناع تام من "هنيدي" و"احسان"، بالإضافة بالطبع إلي موافقة الشركة العربية للإنتاج والتوزيع ( اسعاد يونس) لأنها الشركة المنتجة للفيلم، والتي شاركت معها من قبل في فيلم "خارج عن القانون" مع كريم عبدالعزيز، والسيدة إسعاد يونس تعتبرني "بنت الشركة" ورحبت بوجودي في الفيلم الأمر الذي جعلني أشعر بالأمان. ألم تخشي التواجد في فيلم كوميدي مع نجم في هذا اللون وأنت لا تحسبين علي ممثلات الكوميديا؟ - لا أنكر أن المهمة كانت صعبة جداً، فهي المرة الأولي بالفعل التي "اشتغل فيها كوميديا" وانتابني "خوف فظيع"، لكنني لم أستسلم إلي هذه المشاعر، ولم استهتر بالتجربة، ليقيني أن "الكوميديا" أصعب كثيراً من " التراجيديا" بمعني أن من السهل عليك ان تثيري مشاعر الناس، وتدفعينهم إلي البكاء، لكن من الصعب أن تضحكينهم، وزادت الصعوبة لأن التجربة من بطولة نجم في هذا اللون، وكان علي أن أقدم أداءً متميزاً لكي أنال إعجابه وإعجاب الناس في أول تجربة لي في هذا اللون، فلم أكن أعرف علي الإطلاق إن كنت سأدخل قلوب الناس أم يكرهونني، ويشعرون أن "دمي تقيل"؟ لكن الجمهور استشعر أنك تجسدين شخصيتك الحقيقية، فهل يعني هذا انك لم تبذلي جهداً في تقديمها لأنها قريبة منك؟ - لا أنكر أن الشخصية قريبة مني بالفعل، بل وطيدة الصلة بطباعي الشخصية، وهو ماجعلني أحس أنها شخصيتي الحقيقية، وليست أبداً مجرد شخصية درامية أجسدها علي الشاشة، وربما لهذا السبب كنت تلقائية بدرجة كبيرة، وإن كان هذا لا يعني، مطلقاً، أنني لم أبذل مجهوداً في الاقتراب من الشخصية، بل قمت بالتحضير لها من خلال"بروفات" اشتركنا فيها جميعاً كفريق عمل، وتعمدت اختيار شكل جديد للشخصية سواء من ناحية الملابس أو تسريحة الشعر وكذلك"طريقة الكلام". خوفك من الكوميديا الخالصة هوالذي دفع الكاتب لتطعيم الشخصية بمواقف ولمحات إنسانية حتي يحدث التوازن المطلوب؟ - بالتأكيد، فالكوميديا ينبغي أن تتخللها مواقف إنسانية تدعمها وتقويها، وهذا مافعله يوسف معاطي في هذا الفيلم، وغالباً مانجده في كل الأفلام التي يكتبها، بحيث تصبح هناك رسالة، ولا تعتمد فقط علي الضحك. مالصعوبات التي واجهتك أثناء التصوير؟ - حرارة الجو مع ارتفاع نسبة الرطوبة بدرجة تسببت في ازعاجنا، نظراً لأن التصوير كان في أشهر الصيف، فعلي الرغم من قيام الشركة المنتجة بتوفير"مراكب مكيفة" إلا أن حرارة الجو كان لها تأثيرها السلبي خصوصاً أن أغلب المشاهد يتم تصويرها علي سطح المركب أو بيننا وبين القراصنة بكل ما يعنيه هذا من إرهاق وجهد عصبي ونفسي. كيف رأيت محمد هنيدي في أول تجربة تجمعكما معاً؟ - متواضع إلي أبعد الحدود، وإنسان بدرجة لا توصف، والأهم أنه صديق للجميع، ولا يتعامل مع فريق العمل بوصفه النجم الذي لا يمكن لأحد الاقتراب منه، فقد كنت أشعر برهبة في البداية لكنه لم يقصر في طمأنتي وتشجيعي،وهو ما فعله مع الجميع من الصغير إلي الكبير، نظراً لأن فيلم "أمير البحار" يضم مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة، حتي انه كان لا يبخل ب"إفيه" معين علي ممثل آخر لكي يصبح إضافة لدوره، ويصب في مصلحة الفيلم بأكمله، والحقيقة انه لعب دوراً كبيراً في تصعيد الوجهين الجديدين حسام فارس وطارق الابياري. وأول تجربة تعاون مع المخرج وائل احسان؟ - علي الرغم من أنها التجربة الأولي بيننا إلا أنني كنت أفهم "وائل" من عينيه، وعندما أقدم مشهداً أنظر إلي عينيه، ولحظتها اكتشف انه ينبغي علي إعادة تصويره، وكان تعامله مع الجميع بدرجة انسانية واضحة، واستفدت من العمل معه كثيراً، وتعلمت من توجيهاته أكثر، خصوصاً أنه خلق جواً عائلياً بيننا جميعاً، ولم يكن هناك توتر، بل "عشرة ومحبة"، بل كنا ندخل في وصلة ضحك تنقلب إلي هستيريا طوال فترة توقف التصوير، وبمجرد أن تدور الكاميرا نعود إلي الجدية الشديدة. هل انجذبت للتجربة حباً في العمل مع هنيدي أم لأن الفيلم يناقش لأول مرة قضية القرصنة؟ - لن أكون متواضعة أو أخفي الحقيقة، وأقول إن القضية هي التي جذبتني، فقد انجذبت بالفعل إلي التعاون مع هنيدي وعناصر العمل كلها، من مخرج ومؤلف وشركة إنتاجية محترمة، وطوال الوقت كان لدي ثقة أن شركة لها اسمها في السوق، ونجماً مثل محمد هنيدي يحافظ علي اسمه ومكانته لن يقع اختيارهما علي نص ضعيف، وهو ما وجدته بالفعل عندما قرأت السيناريو فكان رائعاً ومميزاً وجديداً، وعلي المستوي الشخصي بدا وكأن يوسف معاطي كتب الشخصية الدرامية وفي ذهنه أنني التي سأجسدها. هل يمكن أن يقودك نجاح التجربة إلي الطموح إلي البطولة المطلقة في أفلامك القادمة؟! - علي الإطلاق، لأنني لا أضع أهمية كبيرة علي مسألة البطولة المطلقة، وتركيزي في المقام الأول علي أهمية الدور، ومدي الإضافة التي يمثلها بالنسبة لي وللجمهور الذي يتابعني، ولايهمه أن أكون بطلة "من الجلدة للجلدة" في عمل ضعيف وسخيف أو من خلال شخصية مسطحية ومملة. مانعنيه أن التجربة ستضع علي كاهلك مسئولية كبيرة في اختياراتك القادمة؟ - هذا صحيح، فلا أنكر أن مسئوليتي زادت كثيراً، مقارنة بما كنت أفعل من قبل عند اختياري لأدواري، وسأتحمل مسئولية كبيرة في المستقبل فيما يتعلق باختيار أدواري المقبلة التي تدفعني خطوات إلي الأمام، ولا تعيدني أبداً إلي الوراء، بدليل أنني حائرة الآن حيال سيناريوهات كثيرة معروضة علي، ولم أحسم بعد أيها أوافق عليه، أو أبدأ به، لكنني علي يقين أنني، بعد تجربتي في "أمير البحار"، لن أقبل الأدوار التي لن تضيف لي، أو تلك التي أشعر أنها لن تترك بصمة لدي الجمهور. هل ترين نفسك محظوظة مقارنة ببنات جيلك بعد فوزك بدور أمام عادل امام في فيلم يقوم ببطولته عمر الشريف ثم فيلم آخر مع محمد هنيدي؟ - "توفيق من عند ربنا"، وكل شيء "قسمة ونصيب"، فالله وحده هوالذي شاء لي أن أشارك في مثل هذه الأعمال المهمة أمام نجوم علي هذا القدر من القيمة والمكانة، وليس لدي يد أو دخل فيما يحدث، وبالتالي أنا لا أنظر إلي ماحدث بوصفه "حظ" بقدر ما اؤمن أنها "إرادة الله" التي لن يقدر أحد علي منعها. والدور الذي مازلت تحلمين بتقديمه؟ - دور الفتاة البدوية، فأنا أري نفسي في الشخصية بدرجة كبيرة، ومولعة بطريقة ملابس البدو، واكسسواراتهم وكذلك أسلوبهم ولهجتهم، وكثيراً ما اضبط نفسي وأنا أحلم بتجسيد هذه الشخصية.