قبل شهر ونصف الشهر فقط علي كشف النقاب عن المدينة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية المقررة عام 2016، يبدو المسئولون عن ملف ريو دي جانيرو في غاية التفاؤل والأمل في الفوز بحق استضافة أول أولمبياد في قارة أمريكا الجنوبية. وقال كارلوس روبرتو أوسوريو السكرتير التنفيذي للجنة الملف البرازيلي إن اللجنة قدمت ملفا قادرا علي المنافسة بقوة. وأكد أوسوريو نجاح خطة تقديم ملف ريو دي جانيرو أمام اللجنة الأولمبية الدولية من خلال مشروع تقني عالي الجودة ومحادثات سياسية الهدف منها دعم ملف المدينة البرازيلية. وتنبأ بعض الخبراء بأن ريو دي جانيرو ستدخل الاجتماع المقرر في الثاني من أكتوبر المقبل بالعاصمة الدنماركية كوبنهاجن وهي المرشح الأقوي لاستضافة الأولمبياد بالتفوق علي كل من العاصمتين الأسبانية مدريدواليابانية طوكيو ومدينة شيكاغو الأمريكية. ولم يسلم أوسوريو بصحة هذه التنبؤات بصراحة ولكنه اعترف بأن ملف ريو دي جانيرو كان صاحب أفضل فرصة لعرض مشروع استضافته لأولمبياد 2016 أمام أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية في لوزان بسويسرا خلال يونيو الماضي. ويثق مسئولو ملف ريو دي جانيرو في أن ملفهم ترك انطباعا قويا عندما استعرضوا خريطة بجميع المدن التي استضافت دورات الألعاب الأولمبية سواء الصيفية أو الشتوية علي مدار التاريخ وذلك خلال عرض الملف البرازيلي في يونيو الماضي. وبدا أن خلو قارة أمريكا الجنوبية علي تلك الخريطة من أي مدينة سبق لها تنظيم الأولمبياد ألقي بأثره علي 93 عضوا باللجنة حضروا هذا الاجتماع وهم يمثلون 90 بالمئة من إجمالي الأعضاء الذين يحق لهم التصويت في اختيار المدينة المنظمة. وقال أوسوريو :" ريو دي جانيرو كانت المدينة صاحبة أكبر فرصة لعرض ملفها في لوزان. وبالنسبة لريو دي جانيرو، كان ذلك فرصة استراتيجية وأساسية لأنه من بين جميع البلدان الأربعة (التي تتنافس مدنها علي حق الاستضافة) تظل البرازيل هي الوحيدة التي لم تنظم مدنها الأولمبياد من قبل، وهذا هو ما تسبب في هذا الفضول والاهتمام لدي أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية". ويأمل مسئولو ملف ريو دي جانيرو في إقناع العديد ممن لهم حق التصويت بأن "الوقت حان" لوصول الأولمبياد إلي قارة أمريكا الجنوبية التي تضم بين سكانها 180 ألف نسمة لم تتجاوز أعمارهم الثامنة عشر. وقال أوسوريو: "نستحق استضافة فعاليات الأولمبياد بفضل النواحي التقنية والمالية. فمازال للبرازيل وضع مالي قوي رغم الأزمة، ما زالت تنمو". وأضاف :" في 2016، ستقف البرازيل علي الساحة العالمية في لحظة رائعة وتاريخية مشابهة لأسبانيا عندما استضافت برشلونة أولمبياد 1992 واليابان في أولمبياد طوكيو 1964 عندما قدمت اليابان نفسها إلي العالم علي أنها أمة استعادت توازنها بعد الحرب". كما أشار أوسوريو إلي أن الدعم الذي يلقاه ملف ريو دي جانيرو من المستويات الثلاثة للحكومة (اتحادية وولاية ومدينة) يمثل ضمانات مالية "تكاملية وتامة وغير مقيدة" بأن كل البنود التي يتضمنها الملف الطموح ستتحقق". ويري بعض المحللين أن منح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حق استضافة كأس العالم 2014 إلي البرازيل قد يصبح المشكلة الرئيسية في مواجهة هذا الملف. وأوضح المحللون أن اللجنة الأولمبية الدولية لا ترغب في "الصراع" مع الفيفا علي جذب الرعاة حيث تقام فعاليات كأس العالم 2014 قبل عامين فقط من أولمبياد 2016. ورغم ذلك، استنكر أوسوريو هذه الادعاءات قائلا :" كأس العالم 2014 ليست مشكلة ولكنها واحدة من نقاط القوة في ملف ريو دي جانيرو وهو ما قاله البلجيكي جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية ووفد التفتيش والتقييم الموفد من اللجنة". وأوضح أوسوريو أن كأس العالم تمنح اللجنة الأولمبية الدولية ضمانات إضافية تتمثل في " اكتمال واختبار البنية الأساسية والأمور التقنية والاتصالات وأماكن الإقامة والمطارات قبل الأولمبياد بعامين". وقال أوسوريو إن الصراع بين المدن الأربع المرشحة لاستضافة أولمبياد 2016 انتقل هذا الأسبوع إلي بطولة العالم الثانية عشر لألعاب القوي والمقامة حاليا في العاصمة الألمانية برلين حيث تمثل هذه البطولة آخر المحطات الممكنة لاستقطاب تأييد أصحاب الحق في الإدلاء بأصواتهم. وإلي جانب اللجنة المسئولة عن ملف ريو دي جانيرو لطلب استضافة أولمبياد 2016 بقيادة كارلوس نوزمان، تستضيف برلين سيرخيو كابرال حاكم ولاية ريو دي جانيرو وإدواردو بايس رئيس مجلس المدينة. وقال أوسوريو: "كثيرون يرون ألعاب القوي علي أنها الرياضة الأساسية في دورات الألعاب الأولمبية وسيكون هناك في برلين عدد كبير من أصحاب الحق في التصويت من الأعضاء باللجنة الأولمبية الدولية. ستكون هذه هي المعركة الكبيرة الأخيرة قبل موعد التصويت في الثاني من أكتوبر المقبل". ورغم كل هذا التفاؤل، رفض أوسوريو الإشارة إلي المرشح الأقوي لاستضافة أولمبياد 2016. وقال: "المدن الأربع تجتهد بشدة. إنه صراع رهيب وسنجاهد علي مدار 24 ساعة يوميا حتي تاريخ اختيار المدينة المضيفة".