ترجع العلاقة بين الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما و أكسيلرود إلي عقود عندما تقابلا في عام 1992. أثار فوز أول مرشح إفريقي _ أمريكي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، عديدًا من التساؤلات حول هذا النصر الكاسح علي المرشح الأبيض ذي الخبرة، وكثيرٌ من المحللين والإستراتيجيين أرجعوا هذا النصر إلي حملة أوباما الانتخابية، مستبعدين دور مهندس حملتي الرئيس بوش الانتخابية، كارل روف، الذي مَكَّنَ بوش من هزيمة جون كيري في انتخابات 2004 ومن قبله أل جور وجون ماكين في الانتخابات الرئاسية في عام 2000. وللدور الحيوي للجندي المجهول في حملة أوباما الانتخابية التي أوصلته إلي البيت الأبيض، سيلقي تقرير واشنطن مزيدًا من الضوء علي مهندس حملة أوباما للانتخابات الرئاسية، ومن قبل حملته لانتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي، "ديفيد أكسيلرود David Axelrod". خبرة بالحملات الانتخابية ترجع خبرة أكسيلرود بالحملات الانتخابية والعمل السياسي إلي طفولته، ففي سن الثالثة عشرة كان يبيع أزراً لحملة روبرت كيندي Robert F. Kennedy. وقبل الانخراط في العمل السياسي الإعلامي عمل أكسيلرود بالعمل الصحفي، ففي السابعة والعشرين كان كاتب عمودٍ سياسي بصحيفة شيكاغو تريبيون، وقد عمل معها لمدة ثماني سنوات في تغطية الشئون السياسية، وكان أصغر كاتب سياسي بها إلي عام 1980. وكان عمله بالصحفية لا يرضي طموحه فانضم في عام 1984 إلي الحملة الانتخابية للسيناتور بول سيمون Paul Simon كمدير اتصالات، وفي غضون أسابيع أضحي المدير المشارك للحملة الانتخابية. وفي عام 1985 أنشأ مؤسسته الخاصة تحت مسمي "أكسيلرود وشركاه Axelrod and Associates " لاستشارات السياسية، وساعده في إنشائها فورسيت كلايبول Forrest Claypool، وفي عام 1987 عمل بنجاح في حملة إعادة انتخاب هارولد واشنطن Harold Washington، أول أمريكي إفريقي عمدة لشيكاغو. ونجاحه في تلك الحملة الانتخابية ساعده في امتلاك قدرات للعمل مع السياسيين السود. وفيما بعد أصبح اللاعب الرئيس في حملات انتخاب الحكام السود المماثلة لحملة هارولد، منها دنيس آرتشر Dennis Archer في ديترويت Detroit، مايكل ر. وايت Michael R. White في كليفلاند Cleveland، أنتوني ويليامز Anthony A. Williams في واشنطن العاصمة Washington D.C، لي بي. براون Lee P. Brown في هيوستن Houston، وجون ف. استريت John F. Street في فيلادلفيا Philadelphia. ولفترة طويلة كان أكسيلرود المستشار الإستراتيجي لعمدة شيكاغو ريتشارد دالي Richard M. Daley، ملقبًا نفسه ب "المتخصص في السياسات الحضرية". وفي عام 2004 عمل بالحملة الانتخابية الرئاسية للمرشح الديمقراطي جون إدواردز John Edwards، وخلال الحملة الانتخابية فقد أكسيلرود مسئوليته عن عمل الإعلانات، لكنه استمر كناطق باسم الحملة. وفي عام 2006، كان مستشارًا إعلاميا لعديدٍ من الحملات الانتخابية منها حملة اليوت سبيتزر Eliot Spitze في انتخابات حاكم ولاية نيويورك، وديفال باتريك Deval Patrick في انتخابات ماساشوسيتس Massachusetts. وفي عام 2006 أشرف أكسيلرود علي إنفاق البرنامج الإعلامي للجنة الحملات الانتخابية لديمقراطي الكونجرس Democratic Congressional Campaign Committee، وساعد الديمقراطيون علي استعادة الأغلبية بمجلس النواب التي لم يحصلوا عليها منذ 1994. وفي العام ذاته (2006) عمل مستشارًا إعلاميا لديفال باتريك Deval Patrick، الرئيس الأسبق لقسم الحقوق المدنية بوزارة العدل الأمريكية، والذي انتخب كأول ديمقراطي حاكم لولاية ماساشوسيتس منذ 16 عامًا، وأول حاكم أمريكي _ إفريقي للولاية. يعد ديفيد أكسيلرود أحد المستشارين الإعلاميين السياسيين بواشنطن، وقد قاد ما يقرب من 150 حملة انتخابية ناجحة علي كافة المستويات الأمريكية، ومنذ افتتاح شركته منذ عشرين عام، وهو مطلوب من المرشحين الذين يقدمون سياسات إنسانية وتغيرات تقدمية في المجتمع الأمريكي. وفي عام 2004 ساعد أكسيلرود باراك أوباما في الفوز بمعقد مجلس الشيوخ عن ولاية الينوي، فقد طور إستراتيجيات إعلامية مكنت أوباما من هزيمة ستة منافسين في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بأغلبية وصلت إلي 53%. وفي حملة أوباما الرئاسية كان كبير واضعي الإستراتيجيات بالحملة. ترجع العلاقة بين الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما و أكسيلرود إلي عقود عندما تقابلا في عام 1992، وقد استشار أوباما أكسيلرود قبل إلقائه خطابه المعارض للحرب العراق عام 2002، كما طلب منه قراءة مخطوطة كتابه "جرأة الأمل The Audacity of Hope". وفي بداية المنافسات الانتخابية الرئاسية هذا العام لم يشارك أكسيلرود في الحملات الانتخابية الرئاسية لأن المرشحين، باراك أوباما هيلاري كلينتون، جون إدواردز، زبائن سابقين له، لاسيما لعلاقاته الشخصية والعائلية مع هيلاري كلينتون. ولكنه في نهاية الأمر انضم إلي الحملة الانتخابية للمرشح الديمقراطي الأسود لما لها في وهج حماسي وتاريخي، وكان دائمًا ما يشبه أوباما بروبرت كيندي Robert F. Kennedy. وقال أكسيلرود لصحيفة "الواشنطن بوستThe Washington Post ": "أعتقد لو أنه بإمكاني مساعدة باراك أوباما للوصول إلي البيت الأبيض، لأنجزت شيئًا كبيرًا في حياتي". وبدأت مشاركته في الحملة الانتخابية الرئاسية لباراك أوباما بعمل خمس دقائق فيديو بث علي الإنترنت في 16 من يناير 2007، وقد ركز علي أسلوبه الدعائي علي إيجاد ألفة بين الإعلانات السياسية ومتلقيها. وفي الوقت الذي كانت تركز فيه حملة هيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية للفوز ببطاقة الحزب الديمقراطي علي عامل الخبرة، ركز أكسيلرود في حملة أوباما الانتخابية علي التغيير وجعله الشعار الرئيس للحملة الانتخابية، والذي كان لها كبير الأثر في الفوز بكثير من الولايات التي كان لا يتوقع أن يفوز بها أوباما. كما عمد أكسيلرود علي صوغ إستراتيجية لكسب أكبر نسبة من المشاركين استفادة من مشاركته في الحملة الانتخابية لجون إدواردز .