لكي تعود الروح لمسارح الدولة بعد "الحرائق" و"التجريبي" كما فعل قبل مطلع العام 2008، عندما أعلن خطته التي قيل انها استهدفت فتح أبواب كل مسارح الدولة، وأن تظل أضواء واجهات البيوت الفنية المسرحية مضاءة طوال العام، وعرض ما عرض وتأجلت بعض العروض، التي تضمنتها الخطة، لظروف كثيرة بعضها خارج عن الإرادة، والبعض الآخر "بفعل فاعل"، أعيد الحديث، مجددا، في البيت الفني للمسرح، برئاسة د. أشرف زكي، عن الخطة الموضوعة لمرحلة ما بعد "رمضان" و"المسرح التجريبي".. و"حريق المسرح القومي"! القراءة النهائية لخطة 2008 تؤكد أن ما قدم منها بالفعل، أو تم تنفيذه علي أرض الواقع "المسرحي"، لا يتجاوز العشر مسرحيات جديدة، إذا استبعدنا عروض "الريبرتوار"، أي إعادة العروض القديمة مرة أخري، وهذه العروض العشرة هي "زكي في الوزارة" بطولة حسين فهمي و"الاسكافي ملكا"، بطولة ماجد الكدواني و"روميو وجوليت"، بطولة ريم أحمد و"مشعلو الحرائق"، بطولة وليد فواز و"حار جاف صيفا"، بطولة رضا حسنين و"موت فوضوي صدفة"، بطولة كمال عطية و"تحت السيطرة" بطولة وائل شاهين و "ما أجملنا" بطولة مصطفي عبدالفتاح و"البؤساء" بطولة نيرمين زعزع و"في الليل لما خلي" بطولة شادي سرور وأخيرا "وجوه الساحر" بطولة عبدالرحيم حسن. وبسبب حريق المسرح القومي، ومن قبل اختيار توقيت غير ملائم لاجراء ترميمات وأعمال تحديث وتطوير لعدد من المسارح، كالطليعة والسلام، تأجلت بعض العروض، التي تضمنتها الخطة مثل: "اللعب مع الكلاب" تأليف مصطفي يوسف وإخراج مصطفي طلبة و"عالم هش" تأليف يونيسكو واخراج مدحت الكاشف و"رحلات الطورشجي الحلوجي"، تأليف خيري شلبي واخراج سمير العصفوري و"حمام روماني"، تأليف ستاتلاف سترايتف وإخراج هشام جمعة و"ليلة عرس سوداء"، تأليف سعيد حجاج وإخراج شكري عبدالله!! ولم يختلف الحال كثيرا في مسرح السلام، فباستثناء العرض المسرحي "يمامة بيضا" المأخوذة عن "عودة الروح" والتي صاغ لها الأشعار جمال بخيت، تأجلت خطة المسرح بالكامل، فمن دون مبرر أو منطق ربطت إدارة المسرح، برئاسة هشام جمعة تقديم "السلطان الحائر"، بتقديم العرض المسرحي "سي علي وتابعه قفه" تأليف ألفريد فرج وإخراج مراد منير وبطولة فاروق الفيشاوي وفايزة كمال ومحمود الجندي. وظل "السلطان الحائر" قيد التحفظ ورهن الاعتقال حتي يتم الإفراج عن "سي علي"! وكما هو متوقع تعثر "سي علي"، وعلي الرغم من البروفات الكثيرة التي أجراها المخرج مراد منير مع الأبطال، حيث فوجيء الجميع بالفيشاوي يعتذر، عقب العملية الجراحية التي أجراها في عينيه، وتأجل العرض، وبدلا من أن تسارع إدارة مسرح السلام بالدفع بمسرحية "السلطان الحائر"، ليعوض غياب أو تعثر "سي علي"، تجمد الموقف بشكل عجيب! وضاع الموسم علي مسرح السلام، علي الرغم من انه يحمل في جعبته عرضا مسرحيا آخر بعنوان "لو بطلنا نضحك" بطولة طارق لطفي وأميرة فتحي وجيهان قمري، انتهي مخرجه صلاح الحاج من بروفاته، لكن أحدا لم يعطه إشارة البدء وبالتالي تأجل الافتتاح إلي "حين اشعار آخر"! المسرح الكوميدي، الذي يقدم عروضه علي المسرح العائم، أصبح حكرا، أيضا، علي مسرحية "روايح"، بطولة فيفي عبده وعلي الرغم من عدم اعتراف المدير الجديد للمسرح الكوميدي المؤلف مدحت يوسف بالعرض، ولا يراه مناسبا لتوجهات مسرح الدولة، إلا أن المفارقة المثيرة للدهشة انه في كل مرة تتعثر فيها الخطة تصبح "روايح"، بمثابة المنقذ الوحيد بل "طوق النجاة" الذي ينقذ المسرح الكوميدي من اغلاق أبوابه! وهو ما أعلن عنه مؤخرا في الخطة التي وضعها البيت الفني للمسرح لكن "يوسف" نفي بشكل قاطع انه سيلجأ إليها، وأكد أن لديه 3 بدائل مسرحية لسد الفراغ، أولها عرض "يادنيا يا حرامي"، تأليف متولي حامد وإخراج هشام عطوة، وثانيها عرض "بنت الحكومة" تأليف مهدي يوسف واخراج عبدالغني زكي، أما العرض الثالث الذي يدخره مدحت يوسف في خطته فهو "نظام يا غجر"، تأليف وإخراج نهاد كمال، ولأن أحدا لم يقف في وجه "النمر" بطولة محمد نجم، وهو العرض الذي أتهم أيضا بالهبوط والترخص، وعدم ملاءمته لتوجهات مسرح الدولة، فإن المفاجأة التي ينتظر أن تمثل صدمة لجمهور الإسكندرية أن "النمر" في طريقه إليهم، حيث أختير عرضه علي مسرح الليسيه في موسم عيد الأضحي المبارك!! في المقابل يمكن القول إن المسرح الوحيد الذي التزم بتقديم وتنفيذ خطته كاملة هو مسرح الشباب، الذي يترأسه هشام عطوة. وباستثناء إعادة عرض "أبوعلي" تأليف شوقي حجاب وإخراج صلاح السقا نفذ مسرح القاهرة للعرائس خطته التي وضعها وأعلنها من قبل، أما المسرح القومي، برئاسة المخرج شريف عبداللطيف، فقد فعل مثل "اليهودي اللي يفلس فيفتش في أوراقه القديمة" حيث أعلن عن إعادة تقديم "الملك لير"، للمرة الثامنة!