إن منظومة القيم قد اختلت وتشابكت خيوط الغزل فيها أضحت أزماتنا كارثية فلم يعد البعض يعرف أين الخلل، ومن أين يبدأ الإصلاح ومتي ستنتهي هذه الكوارث؟ وهل يمكن الخروج منها؟! سعينا نحن جمعية لسان العرب بجامعة الدول العربية لتكريم الشاعر الكبير فاروق جويدة مع لفيف من المثقفين المحترمين جاء علي رأسهم الإعلامي الكبير محمد الشبه ود. درية شرف الدين، وكان ضمن الحضور د. رضا أبو سريع مساعد الوزير ورئيس كنترول الثانوية العامة، ودارت أحاديث حول الامتحانات وعن بعض المسئولين عنها، وكذا عن اللغة العربية واللغات الأجنبية ومدارسها. ومنذ عدة أشهر كتبت مقالي ب "نهضة مصر" تحت عنوان "مثقفون محترمون وعصر رديء" حيث جاءت صورة فاروق جويدة مع المقال فهو أحد المحترمين الكبار. وكانت "نهضة مصر" قد عقدت ندوة في عام 2006 لحامد عمار تحت عنوان "التعليم من طه حسين إلي حامد عمار لا ماء ولا هواء" وقتها كانت "نهضة مصر" تشعر أن عمار يعاني آلام الاغتراب والجحود من تلاميذه ومريديه، ومن التعليم عامة، واستطاع المحترم أحمد سيد حسن الذي أدار الندوة أن ينتزع الرجل من أحزانه ويخرجه من صمته، فقد كان أشبه بغاندي وطه حسين ولطفي السيد، قد بدا متأثرا من المناخ التعليمي حوله متألما. وحدة بدت واضحة في انصراف من كانوا معه أمس.. يومها سألته أين التربويون يا شيخهم؟.. بل أين مريدوك؟.. وأين مدرستك أين طلابك وسط هذا السوء الذي نعانيه في التربية، وفي تعليم أبناء هذا الوطن، سألته عن التعليم الأجنبي والأهلي والامتحانات.. ومازالت الأسئة الرائعة التي طرحها أحمد سيد حسن وأسئلتي المتواضعة مازالت كلها قائمة بخاصة بعد تكريم عمار وحصوله علي جائزة مبارك. نعود إلي المحترم فاروق جويدة المستحق للتكريم الحقيقي فكم من أمثاله في مصرنا المحروسة كانوا يستحقون تكريما في حياتهم ولم يحصلوا عليه، بل مرت أعمارهم وأعمالهم دون أن يتنبه أحد أن فلانا رشح أو فلانا استبعد لكن جريدة "المصري اليوم" كشفت المستور عن جواب خرج من وزارة الثقافة ولم يصل إلي معالي الدكتور نظيف أو أن نظيف شطب اسم جويدة أو عانده لإصراره علي مواقفه في كشف الفساد والمفسدين في إصراره علي مواقفه النبيلة وتصديه لبيع البنوك والأراضي التي لا يمتلكها نظيف ولكنها ملك لأبناء هذا الوطن ومستقبله الذي بعنا غازه لإسرائيل مدعوما وفرطنا في بنوك مصر وكأننا نريد أن نعيد الاحتلال مرة ثانية برأسماله وأيضا بالتعليم الأجنبي الذي توسعنا فيه علي حساب التعليم الحكومي، إن منظومة القيم قد اختلت وتشابكت خيوط الغزل فيها أضحت أزماتنا كارثية فلم يعد البعض يعرف أين الخلل، ومن أين يبدأ الإصلاح ومتي ستنتهي هذه الكوارث؟ وهل يمكن الخروج منها؟! إذا تحدثنا عن الخلل والفساد فإننا جميعا مسئولون عنه لكن مسئولية النظام واضحة فنحن نصدع ليل نهار ببلابل الدوح التي تغرد في أحاديثها عن الحرية والديمقراطية، وعن كشف الفساد والمفسدين، يحدثوننا عن الوزراء الذين تشبهوا بالملائكة والذين يقيمون العدل بيننا، وبعضنا يعرف مدي زيفهم فأحد السادة الوزراء، وهو رئيس جامعة سابق يحدثنا بأنه فصل أحد الأساتذة، ولكنه كان رحيما مع أبنائه الذين نادوه يا ظالم فصلت أبانا لكن السيد الوزير الملائكي قال لهم إنني لم أرسله إلي النيابة رأفة بكم وكأنه كلام بجد وحق وحقيقي علي رأي سهير البابلي، فهذا الوزير الهمام أبلغته أنا شخصيا بأن أقاربه خالفوا القانون في التعيين، وأن إحدي قريباته تنهل من معين الوزارة لأنها أخت الوزير، ولأنه ساهم في تعيين أحد العمداء في جامعته العريقة رغم التقارير الأمنية ولسابق فصله من الجامعة، ولأنه كان محروما من وضع الامتحانات ومازال هذا الأستاذ الدكتور العميد السابق ينعم بحماية معالي الوزير وأخته بل وينفذ تعليماتهما بكل دقة والسيد الوزير يحكي للسادة السفراء وكبار كتاب الصحافة كيف أنه يمسك ميزان العدل والرحمة. يا أستاذ فاروق لقد أثرت شجوننا حينما تحدثت عن الثانوية العامة والامتحانات سمعنا محبوك ومريدوك عبر التلفاز يغدقون عليك من حبهم واحترامهم لشخصك.. وأعتقد أن هذا يكفي أي إنسان محترم مثلك، فإن التكريم في المجلس الأعلي للثقافة أو عضويته يشرف المجلس أكثر من تشريفك بالمجلس أنني متابع لندوات ومؤتمرات المجلس الأعلي للثقافة، بخاصة شعبة التربية وأدعو الآخرين ليروا ما يقدم فيها فهذا الأستاذ الذي تحدثت عنه في السطور السابقة، وهو عميد سابق وسبق فصله من كليته الإقليمية وعُين وسافر وعاد كنا جلوسا علي منصة واحدة قدم فيها بحثا عن اللغة والتربية وكان رئيس الجلسة وكيل إحدي الكليات بجامعة القاهرة لدينا التسجيل وفوجئت بسيل من الإهانات تهطل علي هذا العميد السابق مقدم البحث والذي تبنته قريبة الوزير لقد كان بحثه في غاية السوء علي الأقل من وجهة نظر رئيس الجلسة ولم يستطع أن يدافع عن بحثه، ومع ذلك لم يخجل هذا العميد السابق والأستاذ المتفرغ ومدعي الإسلام الذي أخذ كتاب قطب الإخوان وحوله إلي فكر تربوي دون خجل وهذا ما أكده لي مستشار وزير التعليم الحالي. يا أستاذ فاروق هل تريد أن تكون بين هؤلاء إنني أدعوك لأن تجلس معهم وهم يتحدثون عن لجان الترقيات مثلا متي يرقي فلان؟.. وهل فلان قريب علان؟ وماذا سيدفع نظير الترقية طبعا الدفع هنا بمزاجه!! لأنه يدفع مقطوعا كما يدعي لصندوق الخدمات أو للجمعيات ويا ويله الذي لا يدفع سيرسب مرات ومرات وتلك حكايات أخري سنتنالها إن شاء الله عن هؤلاء المتأسلمين أو مدعي الإسلام والذين يحدثونك أناء الليل وأطراف النهار عن أن الإسلام هو الحل، والذين يبدأون أحاديثهم بآيات القرآن وهم جزء من منظومة الفساد.. إنهم يكررون أبحاثهم دون خجل. يا أستاذ فاروق لقد سمعنا أحد كبار المسئولين عن الامتحانات قبل أن تبدأ يتحدث بأنه يريد أن ينسي الطلاب وأولياء أمورهم كلمة المجاميع المرتفعة عظيم؟! فماذا فعل: كلنا شاهدنا الكوارث فهل من المصادفة أن يكون هو أستاذ متخصص في الإحصاء وتحدث المشكلة لسنتين متتاليتين في نفس المادة إن هذا المدعي للإسلام وغيره وهم زملاء الأخ المسئول عن امتحانات العام الماضي والسؤال لماذا وافقت عليهم الأجهزة الرقابية رغم علم السيد الوزير بأفعالهم السابقة، هل هو الاستقواء الإداري، هل لأنهم جاءوا من أجل أصحاب النفوذ والمناصب الكبري أصحاب المال والسلطة إنهم أصحاب القوانين وهم واضعوها وببساطة يحددون كيفية استكشافها ومخالفتها واختراقها والسيد الوزير يعلم بل يساعد، ولنسأل سيادته لماذا عُين مدير مديرية التعليم في إحدي محافظات الوجه البحري وهو الأخ لصديقه رئيس الجامعة السابق والذي منح قطعة أرض بمحافظة صعيدية لبناء جامعة خاصة التفاصيل كثيرة، يا عمنا العزيز فاروق وأعرف أنك تعرف أكثر منها، ولعلنا نتناولها في مقالات أخري قبل أن يتمكنوا منا كما أحالوا المدرسات المحترمات اللائي رفضن أن يزيدوا في الدرجات في امتحان الدبلومات الفنية وهو ما جاء في "العاشرة مساء" (الأحد 29/6). وكما قال علاء ثابت منذ أسبوع في الشباب والرياضة وعلي الهواء إن نسب العينات التي يعلنها المسئولون مختلفة عن النسب الحقيقة. يا سادة كفانا تزييفا كرموا جويدة فهو الأحق.. حاسبوا المسئولين الحقيقيين عن مهزلة الثانوية العامة المتكررة، رغم تصريحات السيد الوزير الجمل، لا تجعلوا صغار الموظفين هم كبش الفداء، أنتم تعرفون من هم المسئولون عن هذا الفساد فحاسبوهم وكفاكم تصريحات جوفاء وإلي لقاء.