لم تكن جولة الوداع الأوروبية التي اختتمها الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس بزيارة بريطانيا قاصرة علي مظاهر الحفاوة والترحيب الرسمي لكنها كشفت عن مدي الكراهية التي يكنها الرأي العام الأوروبي لرئيس زمن الحرب الذي أقدم علي مغامرة غزو العراق بمبررات وذرائع كاذبة. وبالتوازي مع مظاهر الحفاوة والترحيب التي لقيها في قصر الإليزيه من حليفه نيكولا ساركوزي خرجت مظاهرات حاشدة نددت بالزيارة ووصفت بوش بأنه "مجرم حرب" ينبغي محاكمته أمام القضاء الدولي ورفع المتظاهرون أعلام فلسطين، والعراق ورددوا شعارات تمجد المقاومة الفلسطينية والعراقية، وتدين تبعية ساركوزي للإدارة الأمريكية، التي وصفوها بالموالية لإسرائيل والمعادية للعرب والمسلمين. وجاب المتظاهرون في المسيرة التي دعت إليها منظمات يسارية فرنسية بينها الحزب الشيوعي شارع فولتير علي وقع الشعارات المناهضة لبوش باللغتين الفرنسية والعربية. كما قام أعضاء جمعية "أمريكيون ضد الحرب" التي شاركت في المسيرة بعملية اعتقال رمزية لبوش حيث عمدت سيدة ترتدي سترة حمراء عليها رمز الشرطة الأمريكية إلي وضع أصفاد في يدي رجل يلبس قناعا علي شكل وجه بوش، وخاطبت المعتقل قائلة: لقد وقعت أخيرا في أيدي قوات الأمن وستسئل أمام العدالة علي تهم كثيرة، ومن حقك أن تستعين بمحام. وأدان الناطق باسم المنظمة مارك كرام سياسات بوش الخارجية، معتبرا أنه ونائبه ديك تشيني يعدان من أكبر مجرمي الحرب الذين عرفتهم البشرية. وأضاف الناشط الأمريكي أن منظمته المشكلة من أمريكيين مقيمين في فرنسا تعارض إفلات بوش وتشيني من العقاب. وفي مسعي لتحسين صورته وصورة بلاده التي لطخها غزو العراق كشفت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية أمس عن أن بوش طلب من القوات البريطانية الخاصة كمحاولة أخيرة المساعدة في القبض علي أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة قبل أن تنتهي ولايته في يناير المقبل. ونقلت عن مصادر استخباراتية في واشنطن ولندن قولها إن القبض علي بن لادن بعدما نجح في قتل صدام حسين سيجعل بمقدور بوش أن يقول إنه ترك العالم بعد انتهاء ولايته، وقد أصبح أكثر أمنا.