في فشل جديد يضاف الي اخفاقاته في الشرق الاوسط لم ينجح الرئيس الامريكي جورج بوش في اقناع المسئولين بالمملكة العربية السعودية في زيادة انتاج المملكة من النفط حيث اكد وزير النفط السعودي ان اسواق النفط العالمية تشهد الان حالة من التوازن بين العرض والطلب. وحاول بوش خلال زيارته القصيرة للرياض مجددا اقناع السعوديين برفع انتاج النفط للحد من ارتفاع الاسعار لكن المملكة اكدت انها زادت الانتاج 300 الف برميل يوميا خلال مايو وان العرض "عند مستوي الطلب". وكان بوش طلب الامر نفسه من العاهل السعودي خلال زيارة سابقة في يناير. لكن المملكة اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، تري ان ارتفاع اسعار الخام مرتبط بشكل اساسي بالمضاربات وليس بمستوي الانتاج. وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي ان "العرض والطلب في توازن حاليا واساسيات السوق سليمة"، متسائلا باللغة الانجليزية "ماذا يمكننا ان نفعل اكثر من ذلك؟". واضاف النعيمي في مؤتمر صحفي عقده في الرياض مع وزير الخارجية السعودية الامير سعود الفيصل "نتلقي شهريا طلبيات من عملائنا عبر العالم وفي العاشر من مايو رفعنا امداداتنا لعملائنا بمقدار 300 الف برميل (يوميا) بناء علي طلبهم". واوضح ان الطلب الاضافي جاء من حوالي خمسين عميلا، مؤكدا ان الجزء الرئيسي من هذه الطلبيات الاضافية التي تمت تلبيتها كان من الولاياتالمتحدة. واكد النعيمي ان الانتاج السعودي سيبلغ 9.45 مليون برميل من النفط الخام يوميا في يونيو. واقفلت اسعار النفط الجمعة علي رقم قياسي جديد بلغ 127.82 دولارا في نيويورك. وهيمن موضوع ارتفاع اسعار الخام علي زيارة بوش الي السعودية لا سيما بسبب اهمية هذا الموضوع للمستهلك الامريكي وتأثير ذلك علي حملة الانتخابات الرئاسية المقبلة. وفي حديث لصحفيين، قالت الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو في الطائرة الرئاسية التي كانت تقل بوش من اسرائيل الي السعودية "بالتأكيد، ثمن الوقود مرتفع جدا بالنسبة للامريكيين"، موضحة ان ذلك يؤثر علي النمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة. واضافت "نحن نعتمد علي اعضاء (منظمة الدول المصدرة للنفط) اوبك للابقاء علي مستوي مناسب من العرض والرئيس (بوش) سيتناول هذا الموضوع مع الملك عبد الله". وقال مراقبون ان الملك عبد الله كان مهتما اكثر بان يسمع من بوش رأيه بشأن سبل احتواء تمدد النفوذ الايراني في المنطقة، وهي مسألة تثير قلق الرجلين. وعلي هذا المستوي، توقع محللون ان تدعو الرياض بوش الي الدفع باتجاه التوصل الي حل عادل للقضية الفلسطينية اذ ان هذا الحل يمكن ان يساهم في الحد من نفوذ ايران وان تؤكد انها ليست في وارد دعم اي مخطط لضرب ايران عسكريا. وبعد الخطاب الذي القاه بوش في البرلمان الاسرائيلي، حمل وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل علي اسرائيل بعنف واتهمها باتباع سياسة "العقوبات الجماعية" ضد الفلسطينيين. وقال الوزير السعودي انه يؤيد الجهود السلمية الجارية بين الاسرائيليين والفلسطينيين برعاية الرئيس الامريكي. وكان بوش وصل مع زوجته لورا الجمعة الي الرياض المحطة الثانية في جولته في الشرق الاوسط بعد اسرائيل التي شارك فيها في الذكري الستين لاعلان قيام الدولة العبرية. وتوجه بوش بعد ذلك مع زوجته مباشرة الي مزرعة الملك عبدالله في الجنادرية (40 كلم شمال شرق الرياض) لاجراء محادثات. وذكرت وكالة الانباء السعودية ان بوش والملك عبد الله اجريا محادثات اتسمت "بالشمولية والعمق والصراحة"، موضحا انهما بحثا في الجنادرية في "آفاق التعاون بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات بما يخدم مصالحهما المشتركة". واضافت ان اللقاء الذي حضره وزيرا الخارجية والنفط، تناول ايضا "الاوضاع السائدة في الشرق الاوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وكذلك الوضع في لبنان والعراق". وكان بوش يسعي الي الحصول علي دعم الملك عبدالله للدفع باتجاه التوصل الي السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ولارساء الاستقرار في العراق ولبنان. وتريد الادارة الامريكية ان تكون الرياض مثالا تحتذي به الدول العربية الاخري عبر افتتاح سفارة لها في بغداد. وقبيل وصول بوش الي الرياض، اعلن البيت الابيض ابرام اربع اتفاقيات تعاون كبري جديدة مع السعودية تتعلق بالتعاون في مجال الطاقة النووية المدنية وحماية البني التحتية النفطية في المملكة. واكدت وكالة الانباء السعودية من جهتها توقيع اتفاق "للتعاون التقني" بين البلدين ومذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطاقة النووية. وقال بيان للبيت الابيض ان "الولاياتالمتحدة والسعودية اتفقتا علي التعاون في حماية مصادر الطاقة في المملكة بحماية البني التحتية الاساسية وتعزيز الامن علي الحدود السعودية وتلبية احتياجات توسيع قطاع الطاقة بمسئولية بدون الاضرار بالبيئة". واكد البيان ان اتفاق التعاون النووي يمهد الطريق لتسلم السعودية يورانيوم مخصبا لمفاعلاتها بدون الحاجة الي القيام بعملية التخصيب بأنفسهم كما يفعل الايرانيون. واضاف البيان ان "هذا الاتفاق سيمهد الطريق لحصول السعودية علي مصادر امنة وموثوقة للوقود لمفاعلات الطاقة، واظهار ريادة السعودية كنموذج ايجابي في المنطقة لعدم نشر الاسلحة النووية".