يتعرض حوالي ستمائة من العاملين في مهنة "البمبوطي" بميناء بورسعيد إلي انقطاع أرزاقهم بعد أن شارفت المهنة علي الانقراض بفعل الزمن والتطور والإجراءات الأمنية التي تفرض عليهم، أضف إلي هذا أن المنطقة الحرة أدت إلي هجرة بعض العاملين في المهنة بالميناء إلي العمل بالسوق التجارية، وبعد انهيار السوق وساد الكساد حاولوا العودة إلي مهنتهم الأصلية لكنهم فوجئوا بعقبات عديدة وإجراءات وتعليمات أدت إلي تحديد مجالات العمل والتضييق عليهم. بجانب أن انتهاء العمل بنظام المنطقة الحرة في يناير المقبل 2009، يهددهم بانقطاع مواردهم من البطاقات الاستيرادية المجمعة التي منحت لهم للجمعية التي تضمهم لإعانة أعضاء الجمعية البالغ عددهم ستمائة عضو، والتي تضاءلت قيمتها عاماً بعد آخر، ومن المقرر أن تنتهي مع انتهاء العمل بالمنطقة الحرة، ويصبح بعدها الموقف في غاية الصعوبة، لأن إيراد الجمعية سيتوقف، وهو الذي كان يصرف منه مبالغ متساوية للأعضاء لإعانتهم خاصة كبار السن، والمتعطلين ويصبح لا مورد لهم. مهنة البمبوطية هي أصلها بالإنجليزية "MAN Boat" رجل القارب وهو الذي يستخدم قاربه ومجدافه للوصول إلي السفن الراسية بميناء بورسعيد سواء كانت سفن بضائع أو سفن ركاب وهو يحمل البضائع المختلفة من مصنوعات جلدية محلية أو منتجات خان الخليلي، وحتي الفاكهة والخضروات والأسماك، ويتخذ مكاناً بجوار السفينة ويعرض بضاعته علي السائحين والبحارة الذين يتعاملون معهم بود وحب. وتطورت الأمور وأصبحت المهنة تضم عاملين في60 مهنة مختلفة يصعدون علي السفن ويعرضون بضاعتهم في أروقتها وعلي سطحها، وكان هناك رواج ورزق. وبسرعة شديدة تحولت الأمور منذ عودة الملاحة في قناة السويس عام 1975، بدأت الإجراءات الأمنية الصعبة تعرف طريقها إلي الميناء، وأصبح المطلوب تصاريح وإجراءات أمنية وغيرها، وأصبح ممنوع الصعود علي السفن بالميناء أو الاقتراب منها، مما أدي إلي هجر الكثيرين من أصحاب المهن العاملة علي السفن إلي السوق التجارية داخل المدينة للاسترزاق بعد أن تحولت إلي منطقة حرة عام 1977، وبقي من بقي منهم يحاول إنقاذ مهنة البمبوطي، وأمام ضغط الحياة وصعوبتها، وعدم وجود العدد الكافي من السفن بالميناء بفعل الأمن، ونظام القوافل وغيرها من الإجراءات، لجأت جمعية البمبوطية للحصول علي بطاقة استيرادية، ووافق المرحوم السيد سرحان محافظ بورسعيد أيامها علي منح الجمعية بطاقة استيرادية تقوم الجمعية ببيعها سنوياً، وتحصل علي قيمتها لتوزيعها علي أعضاء الستمائة، ويحصل كل عضو علي مبلغ يعينه علي الحياة بعد توقف العمل بالمهنة بالميناء، وإعانة العجزة، والأرامل. ومع مرور الزمن وانخفاض قيمة البطاقة الاستيرادية انخفض إيراد الجمعية من ريعها، وأصبح المبلغ الذي يوزع علي الأعضاء سنوياً لا يتعدي ألفي جنيه حالياً!! وبعد يناير لن يكون هناك أي شيء! الحاج أحمد النقيب رئيس جمعية البمبوطية ببورسعيد يقول إن أعضاء الجمعية يتعرضون حالياً إلي حالة سيئة من الانهيار، وتهدد أرزاقهم، بعد أن منعت هيئة قناة السويس السفن من الرسو في الميناء، وأمرت بعبورها مباشرة ليلاً حيث من الصعب الصعود إليها والسفر عليها يحتاج لتصاريح أمنية حتي دخول الميناء أصبح أمراً صعباً للغاية بسبب الإجراءات الأمنية والتراخيص المطلوبة، إن أغلب أعضاء الجمعية أصبحوا غير قادرين علي إعالة أسرهم، وبعد أن كبروا في اسن وليس لديهم القدرة علي العمل أو تغيير المهنة. وقال الحاج أحمد النقيب إن نداءات الجمعية إلي الجهات المسئولة لإنقاذ المهنة وأعضائها لم تجد لها صدي حتي الآن. ويضيف الحاج يوسف مرزوق سكرتير عام الجمعية: - المطلوب لننتعش بالمهنة هو السماح بدخول السفن إلي الميناء الذي يوجد به 35 مربط لا يستخدم منها سوي عدد قليل، وإعادة تنظيم نظام القوافل بحيث يسمح للسفن للرباط بالميناء قبل مواصلة رحلتها عبر القناة إلي السويس، وتخفيف الإجراءات الأمنية، فهل تتصور مثلاً أنه غير مسموح لنا بالعمل في منطقة شرق التفريعة التي أصبحت الممر الرئيسي لكبار الناقلات والسفن، أضف إلي هذا يحتاج للصعود علي السفن العابرة مباشرة إلي إجراءات وترخيصات أمنية من جهات عديدة، فضلاً عن أنه يتكلف مبلغاً ضخماً يصل من 500 إلي 700 جنيه في سفرية علي السفينة من بورسعيد إلي السويس غير مضمون عائدها؟!. بجانب أن المهنة الوحيدة حتي الآن التي ليس لها أية مميزات تأمينية أو ضمان اجتماعي من الدولة.