من سخرية القدر أن تصبح شكوي فاروق حسني وزير الثقافة الدائمة، في كل المهرجانات السينمائية التي يشهدها، من غياب الفنانين والنجوم الأمر الذي يدعوه في كل مرة إلي إعلان غضبه، ويهدد بإلغاء هذه المهرجانات.. وفي المرة الوحيدة التي فوجئ فيها بإقبال غير عادي من النجوم والفنانين كانت في أعقاب الأزمة الخطيرة التي كادت تودي به بعيدا عن منصبه.. ولحظتها اكتشف نجوم وفنانو مصر أن الرد علي الحملة التي استهدفت الوزير لن تكون بغير حضورهم وتواجدهم وكأنهم يعلنون علي الملأ "مبايعته" وزيرا لهم!! فعلي غير المتوقع حظي حفل افتتاح الدورة الثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي جرت وقائعه ليلة أول أمس بظهور مكثف للنجوم والفنانين، باستثناء عادل إمام، فكان علي رأس الحضور: محمود ياسين ونبيلة عبيد ونادية الجندي ولبلبة وفاروق الفيشاوي وليلي علوي ويسرا، التي يكرمها المهرجان، وإلهام شاهين عضو لجنة التحكيم، ومحمود حميدة وميرفت أمين والنجم السوري جمال سليمان. وحرص علي الحضور من جيل الشباب: أحمد الفيشاوي وهيثم أحمد زكي وخالد أبو النجا وشريف رمزي وعلا غانم وتامر هجرسي وبسمة وهند صبري، التي اختيرت عضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، وغادة عبدالرازق ومادلين طبر وهشام عبدالحميد، وظل النجوم الشبان: محمد سعد ومحمد هنيدي وكريم عبدالعزيز وأحمد حلمي ومني زكي وأحمد السقا وياسمين عبدالعزيز وهاني رمزي، علي مقاطعتهم للمهرجان، ولم يختلف الأمر، سواء أكان رئيسه شريف الشوباشي ولا عزت أبو عوف!! علي الجانب الآخر حظي حفل الافتتاح بتغطية إعلامية واسعة، وعند ظهور فاروق حسني داخل القاعة تعالت الصيحات: "عظمة علي عظمة يا فاروق" (!) فيما يبدو الإجماع علي تجديد الثقة فيه وزيرا للثقافة. أغرب ما جري في حفل الافتتاح أن عمر الشريف برر اختياره كرئيس شرف للمهرجان بأنه يعني احتمالين؛ إما أنه "كسلان" أو "مجرد زينة"، وإن أعرب عن سعادته بهذا الشرف الذي أسبغ عليه، وهو ما دفع عزت العلايلي للتعقيب من وسط القاعة بأنه "الشرف ذاته".. ولم يعلق عزت أبو عوف، وكأن "الشريف" ورطهم في تأكيده أنه لا يعرف حقيقة المهمة الموكلة إليه، وهو ما كان مثار تعليقات كثيرة حول هذا الشأن في الأيام القليلة الماضية. حدث في الافتتاح علي غرار ما كان يفعل شريف الشوباشي عندما كان رئيسا للمهرجان حين كان يلقي كلمته بالإنجليزية والفرنسية، اختار عزت أبو عوف الرئيس الجديد أن يلقي كلمته بالأسبانية (!!) وقيل في تبرير هذا أنه متعمد لكون هذه الدورة مهداة لسينما أمريكا اللاتينية. المكرمون الأجانب ألقوا كلمات بالإنجليزية ما عدا الأرجنتيني الذي ألقاها باللاتينية، وتجاهل مقدما الحفل: يسرا اللوزي ومحمد إمام ترجمة الكلمات التي ألقيت بالإنجليزية!! فيلم "30 سنة مهرجان" الذي أخرجته إيناس الدغيدي أصاب الحاضرين بالملل، ولم يفلح في تقديم "بانوراما" عن مسيرة المهرجان بالشكل الذي كان متوقعا!