اعتبر محللون ان مقتل زعيم المتمردين في اقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان هو خطأ من المرجح ان يدفع بالتمرد الذي تشهده تلك المنطقة الغنية بموارد الطاقة الي التطرف. وقتلت القوات الحكومية نواب اكبر بجتي الذي كان يقود تمردا عنيفا ضد الحكومة المركزية بسبب موارد المنطقة الطبيعية، وذلك في عملية عسكرية في الاقليم المضطرب يوم السبت. وقد اثار مقتله موجة من اعمال العنف الدموية في بلوشستان خلال اليومين الماضيين، وحذر المحللون من وقوع مزيد من الاضطرابات. وصرح المحلل السياسي طلعت مسعود ان مقتل بجتي كان "خطأ وكارثة. وسيخلق مزيدا من المشاكل بدلا من حل المشاكل الحالية". وقال مسعود، الجنرال المتقاعد، "ان مقتل بجتي حوله الي شهيد سيخلد الناس ذكراه. والشباب بشكل خاص سيستمدون الالهام منه ويتحولوا الي متمردين". واكد ان مقتله "سيشعل مشاعر الوطنية في بلوشستان"، مضيفا انه لا يوجد حل عسكري لمشاكل اقليم بلوشستان الغني بالموارد الطبيعية والذي يشهد تمردا منذ اكثر من عامين. واوضح "يجب ان تعالج هذه المسالة سياسيا ومن خلال العمل علي تحقيق التنمية لشعب بلوشستان ودمجهم في التيار الوطني في البلاد". وقال محللون اخرون ان الشعور بالارتياح الذي ربما احس به الرئيس الباكستاني برويز مشرف بعد مقتل بجتي لن يطول. وصرح حسن اسكاري المحلل السياسي والبروفسور السابق في العلوم السياسية لفرانس برس " علي المدي الطويل، فان (مقتل بغتي) سيخلق مشاكل اكثر للرئيس الباكستاني". واضاف ان مشاكل الرئيس الباكستاني "ازدادت بعد هذا الحادث. وتوجد مشاكل حاليا مع الهند ومشاكل في وزيرستان". وخاضت باكستان ثلاث حروب مع جارتها النووية الهند ولا تزال العملية السلمية التي بدأت قبل عامين بين البلدين متوقفة، فيما ينتشر نحو 80 الف جندي باكستاني في مناطق القبائل علي الحدود مع افغانستان لمطاردة مقاتلي طالبان والقاعدة. وقال اسكاري ان شعب بلوشستان الذين يشعر بالعزلة عن باقي البلاد يمكن ان يحاول تعزيز موقفه بدفع التمرد الي مزيد من التطرف. واوضح ان "احدي الاثار الكبيرة المترتبة علي مقتل بجتي يمكن ان تكون ازدياد قوة القوي المتطرفة والقومية بشكل كبير. حيث ان تلك القوي تشعر بالعزلة لان الحكومة استبعدتها، وستسعي الي تعزيز مركزها". وقالت صحيفة "ديلي تايمز" في مقالها الافتتاحي، "ان مقتل بجتي هو اكبر غلطة ارتكبت منذ اعدام بوتو"، في اشارة الي رئيس الوزراء الباكستاني السابق ذو الفقار علي بوتو. واضافت "لقد اصبح انفجار بلوشستان ممكنا في اي لحظة. لقد هبطت سحب قاتمة علي باكستان ولن تنقشع في وقت قريب". وكان قد اطيح ببوتو، والد رئيسة الوزراء المنفية بنظير بوتو، علي يد الديكتاتور العسكري الجنرال ضياء الحق في عام 1977وادين بعد ذلك واعدم في عام 1979. وقتل سبعة جنود علي الاقل اضافة الي 17 من المتمردين في اشتباك ادي الي مقتل بغتي يوم السبت في مخبأ جبلي بالقرب من بلدة ديرا بجتي. وكان بغتي، الزعيم القبلي الذي تلقي تعليمه في بريطانيا وكان في الثمانين من العمر، فر من معقله السابق في وقت سابق من هذا العام بعد حملة شنها الجيش الباكستاني. وجاءت العملية بعد هجوم صاروخي شنه المتمردون اثناء زيارة للرئيس الباكستاني الي بلوشستان في ديسمبر. وتشهد بلوشستان تمردا منذ نحو عامين يشنه رجال القبائل الذين يسعون الي الحصول علي الحكم الذاتي ويرغبون في الحصول علي حصة اكبر من موارد الولاية الغنية بالغاز. ويقول المسؤولون ان المئات قتلوا في التمرد الذي اندلع في اواخر 2004 وشهد سلسلة من الهجمات علي خطوط انابيب الغاز وخطوط السكك الحديدية والمرافق الحكومية. وكانت باكستان قد احبطت تمردا مماثلا شنه رجال القبائل في بلوشستان في السبعينات مما خلق مشاعر معادية للحكومة حتي وقتنا الحاضر.