"كن جميلا تري الوجود جميلا": حكمة قديمة موجودة في ثقافات عديدة، ولاشك انها حكمة مفيدة تدعو الي التفاؤل، ولكنها وللأسف كثيراً مافهمت خطأ، وكثيراً ما تطبق خطأ، عندما نخلط في أحكامنا بين الحق والباطل والعظمة والوضاعة والاجرام والشرف والنور والظلام بحجة اننا نري الوجود جميلا. انه فرق كبير لابد وان نتبينه بين النظرة التفاؤلية وبين الأحكام الموضوعية علي الأشياء، فلو فقدنا القدرة علي التمييز العالمي او المحلي. ولعل آخر ماشاهدته من نماذج الخلط بين المتناقضات وإن لم يكن أهم ما رأيت كان لوحة صغيرة معلقة في احد البنوك مكتوبا عليها الرسالة التالية: (السادة العملاء: نتشرف بأن نعلمكم بأن عائد دفاتر التوفير سيتم إضافته اعتباراً من 1/7/2006 بدلا من 1/6/2006 الإمضاء: إدارة فرع.. بنك..) وهنا يعن لنا التساؤل التالي: ما الذي يجعل إدرة البنك تتشرف عندما تؤخر عائد دفاتر التوفير؟!.. وأليس الأولي بها أن تأسف لذلك؟! أعتقد ان الجواب يكمن في تلك النظارة الوردية التي تعمي الابصار عن رؤية الحقائق، فيا ليتنا نخلعها عند القيادة، ووقت الكتابة، وعند أخذ أي قرار!