بعد ساعات من موافقة مجلس الأمن الدولي علي القرار 1701 الداعي إلي وقف إراقة الدماء في لبنان وإسرائيل، وسع الجيش الإسرائيلي هجومه البري في جنوب لبنان ودفع بالمزيد من قواته صوب نهر الليطاني. وقال قائد المنطقة العسكرية الشمالية الجنرال ألون فريدمان إن العملية البرية الواسعة قد تستمر أسابيع وتمتد إلي ما وراء الليطاني. وأضاف في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية أنها عملية علي مراحل فالمرحلة الأولي تهدف إلي السيطرة علي الأرض والثانية لتنظيفها وتستغرق عدة أيام إن لم يكن أسابيع مشيرا إلي أن قواته ستذهب إلي ما وراء الليطاني إذا دعت الضرورة . وفيما اكدت قناة الجزيرة مصرع اربعة جنود اسرائيليين واصابة 23 آخرين واصلت القوات الإسرائيلية ارتكاب مجازرها ضد اللبنانيين حيث استشهد 7 وأصيب 36 في قصف إسرائيلي استهدف قافلة سيارات النازحين العائدين من مرجعيون وهو ما اعترف به الجيش الإسرائيلي زاعما أنه تم عن طريق الخطأ. كما استشهد 15 مدنيا لبنانيا علي الأقل وجرح العشرات خلال غارات فجر أمس علي قرية رشاف بقضاء بنت جبيل. وقالت مصادر طبية إن غارة جوية أسفرت عن استشهاد أربعة مدنيين في قرية الخرايب بجنوب لبنان. وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد اعترف أمس بشن 80 غارة علي جنوب لبنان. علي صعيد المواجهات الميدانية، توغلت القوات الإسرائيلية أمس داخل قرية الغندورية علي بعد 11 كيلو مترا من الخط الأزرق وهي أعمق نقطة تصل إليها قوات الاحتلال منذ بدء العدوان علي لبنان وهو ما أكده حزب الله مشيرا إلي أن مقاتليه نصبوا كمينا لها وأوقعوا عددا من الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح. وأعلنت المقاومة الإسلامية أمس تدمير دبابة ميركافا وجرافة إسرائيلية ووقوع طاقميهما بين قتيل وجريح قرب بلدة بيت ياهون. ونصب مقاتلو حزب الله كمينا للقوات الإسرائيلية أثناء تقدمها نحو بلدة قنطرة مما أدي إلي تدمير 7 دبابات خلال القتال الذي استخدمت فيه الأسلحة الرشاشة والصاروخية.. ولم يعترف الجيش الإسرائيلي سوي بإصابة دبابة واحدة. وأكدت ناطقة باسم الجيش مقتل جندي إسرائيلي خلال تبادل للنيران مع مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان ليرتفع عدد الجنود الذين قتلوا منذ بدء الحرب إلي 86 قتيلا. وقالت الناطقة إن عشرة من عناصر حزب الله قتلوا خلال المعارك جنوب الليطاني. وفي تطور آخر أطلق حزب الله 20 صاروخا علي شمال إسرائيل وفقا للشرطة اللبنانية. وعلي صعيد ردود الفعل الدولية علي القرار 1701 أعربت الحكومة اللبنانية عن شكوكها في إمكان نجاح القرار في وضع حد للحرب ووجه وزير الخارجية بالوكالة طارق متري انتقادات شديدة إلي إسرائيل، وعبر عن قلقه حيال نصب القرار الذي يدعو إسرائيل إلي وقف عملياتها العسكرية الهجومية من دون أن يشدد علي وقف فوري للمعارك. واعتبر وفد الجامعة العربية إلي مجلس الأمن القرار "غير متوازن"، وقال وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم لقد قبلنا القرار بصيغته الحالية من أجل حقن دماء الأبرياء ولتجنيب لبنان والمنطقة المزيد من ويلات الدمار. من جانبه رحب الرئيس الفرنسي جاك شيراك في بيان له أمس بالقرار مؤكدا أن بلاده ستشارك في تعزيز قوة اليونيفيل. كما رحبت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل باعتماد القرار داعية إلي تطبيقه سريعا غير أنها لم تتطرق إلي مشاركة بلادها بقوات لتعزيز اليونيفيل. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بير ترحيبه بالقرار 1701 مشيرا إلي اعتزامه زيارة الشرق الأوسط قريبا للبحث عن سبل معالجة الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين