كتب محمود بسيوني وآيات الموافي: أثارت الزيادة الاخيرة لاسعار البنزين احتجاجات واعتراضات واسعة وخلق حالة من الغضب لدي العديد من المواطنين ومنظمات حماية المستهلك وحقوق الانسان، فبعد يوم واحد من رفع الحكومة لاسعار البنزين أرسل 30 عضواً في البرلمان بيانات عاجلة احتجاجية لرئيس الوزراء وإلي سامح فهمي وزير البترول للاعتراض علي الزيادة الاخيرة والمطالبة بالتراجع عنها، وطالب النواب بدعوة لجنة الصناعة واللجنة الاقتصادية ولجنة الخطة والموازنة والنقل والمواصلات إلي عقد اجتماع لمناقشة الازمة التي فجرها قرار الحكومة الاخير. ومن جانبه قرر مركز الارض لحقوق الانسان رفع دعوي قضائية ضد الدكتور احمد نظيف رئيس الوزراء للاعتراض علي القرارات الاخيرة والمطالبة بتطبيق برنامج الرئيس مبارك والذي وعد فيه بعدم رفع الاسعار علي صغار المستهلكين وخاصة أن هناك العديد من المزارعين الذين يستصلحون الاراضي الجديدة، وتعرضت اعمالهم للتوقف بعد زيادة الكيروسين من 40 قرشاً للتر إلي 75 قرشاً وهي زيادة لايستطيع الفلاحون مواجهتها. ووصف كرم صابر مدير مركز الارض لحقوق الانسان الزيادة الاخيرة في الاسعار بأنها كارثة اقتصادية واجتماعية خاصة وان معظم المواطنين في مصر دخولهم صغيرة ولاترتفع بالتوازي مع هذه الزيادة مشيراً الي ان معظم الزيادات الاخيرة صاحبت العلاوة الاجتماعية للموظفين دون الوضع في الاعتبار دخول العاملين بعقود مؤقتة او العاملين في وظائف هامشية والذين من الصعب أن يواجهوا هذه الزيادة التي ترتبط بزيادة سلع اخري. واكد صابر ان هذه الزيادة ستؤدي الي مزيد من العنف الاجتماعي داخل الاسر الفقيرة التي تعيش في اوضاع اجتماعية صعبة وما يترتب علي ذلك من زيادة في الجرائم المرتبطة بالفقر. ودعا صابر منظمات حقوق الانسان والمواطنين المتضررين الي المشاركة في حملات ضغط شعبية علي الحكومة من اجل التراجع عن هذه القرارات. وقال الدكتور مجدي عبد الحميد مدير الجمعية المصرية لدعم المشاركة المجتمعية ان الحكومة استغلت الهجوم الاخير علي لبنان وانشغال الشارع بها لتمرير الزيادة الاخيرة في اسعار البنزين وقال ان البنزين ليس سلعة ترفيهية بل سلعة اساسية لان هناك العديد من السلع الاخري والخدمات علي مستوي النقل وغيره ترتبط اسعارها باسعار البنزين. وانتقدت سعاد الديب رئيس الجمعية الاعلامية لحماية المستهلك زيادة اسعار البنزين وقالت إنها جاءت في موعد غير مناسب فلم يتم التمهيد لها ولكن حدثت فجأة في الوقت الذي زادت فيه التأكيدات بعدم زيادة اسعار البنزين. وأكدت سعاد الديب ان ما حدث بداية لزيادة في اسعار الخدمات والسلع بعدما تمت زيادة اسعار تذاكر مترو الانفاق وغيرها دون اعتراض من المواطنين.