للنوبة مجد قديم ووضع جديد يحتاج لنظرة جادة من اجهزة الدولة فمن امجادها القديمة كانت النوبة مملكة عامرة عبر التاريخ.. وهي ايضا بلاد الذهب وقد اشتق اسمها من لفظة "نوب" وهي لغة مصرية قديمة و"بانوب" تعني الذهب في لغة اجدادنا. وقد شارك ابناء النوبة المبدعون من الصناع في اعادة بناء الجيش المصري ايام الملك أحمس عندما طرد الهكسوس.. وتتميز النوبة بامتلاكها لانواع نادرة من النخيل التي جادت باعظم انواع التمور علي مستوي العالم.. وفي النوبة ايضا كانت المباني تعلوها قباب جميلة لامعة يسطع بياضها الجميل عبر الوادي الممتد في جنوبالوادي.. ولعل هذه القباب هي الفكرة التي استوحي منها فنان مصر الراحل المهندس حسن فتحي والتي شيد علي ضوئها قرية (القرنة الجديدة) بمدينة الاقصر التاريخية عند الغرب.. وقد نفذ هذا المشروع من الطوب اللبن وقد نجح هذا المشروع عالميا وتم تدريسه في الجامعات بالخارج كنتاج لخبرة المصريين في هذا الفكر العلمي حيث لايحتاج ساكنو الحجرات ذات القباب لاي تهوية صناعية او اجهزة تكييف. كانت بلاد النوبة تمتد حوالي 350 كيلو جنوب محافظة اسوان بطول نهر النيل العظيم وعند بناء مشروع السد العالي تم تهجير ابناء النوبة وقد تم انتقالهم بنفس تنظيم الشوارع والاسماء ومراعاة الجوار للمهجرين وترتيب ذلك الجوار حتي لايشعروا بمرارة الانتقال.. وكانت صحراء كوم امبو هي المكان الذي سمي بمركز نصر النوبة او النوبة الجديدة مع احتفاظ البيوت باشكالها وتصميم بنائها وطابعها النوبي الأصيل ويعتبر هذا من الثوابت التي تحيا في وجدان كل نوبي متمسك بتراثه الاصيل. وفي نظرة هادئة الي اهل النوبة نجد ان هذا الشعب له بعض المطالب ولديه بعض المشاكل التي تحتاج الي علاج جذري.. وحلول مرضية تقديرا لحبهم لمصر. فهم يطالبون بايجاد خدمات تساعدهم علي تطوير حياتهم للافضل ولاسيما ان النوبي مازال يذكر تلك المميزات التاريخية والجغرافية والطبيعية التي عاشها في أرضه الاولي مع جيرانه ومحبيه ونخيله التي كانت جزءا من منظومة حياته اليومية فقد كان لكل عائلة ميراث تنظمه وفق قواعد واصول عائلية شديدة الارتباط والتماسك.. وكانت هناك مميزات في حرية البناء علي ارضهم التي امتدت علي طول 600 كيلو متر وكانت لديهم خصوبة تساعدهم علي الزراعة والحياة. وهم الان يطالبون بمنحهم اراضي زراعية ومساكن للمغتربين للابناء تكون جاهزة عند عودة الابناء للوطن البديل. كما يجب علي الدولة أيضا ان تهتم بهؤلاء المغتربين بعمل حصر لهم وربطهم بالارض الام البديلة ويعتز النوبيون بانهم ضحوا من اجل مصر إبان هجرتهم عام 1963 عند بناء السد العالي.. مؤكدين انهم جزء لايتجزأ من شعب مصر. كما يطالب النوبيون ايضا بأن يكون لهم تمثيل في المجالس التشريعية كما يقولون ايضا ان مشكلة المغتربين مر عليها اكثر من اربعين عاما دون حلها كذلك فان العديد من المهجرين لم يتملكوا ارضهم كاملة والمهاجر المغترب من أهل النوبة يعيش لحظة من التساؤل فهو يقول هل سأجد لي بيتاً لدي عودتي ام سأنتظر حتي تبني لي الحكومة بيتي. وطبيعة النوبي تقديسه لمجاورة الاهل.. لكن ماذا لو قامت الحكومة ببناء وحدات جديدة للمهجرين علي بحيرة ناصر وضفافها الحالية تشجيعا لهم في اقامة مشروعات علي ضفاف البحيرة بخطة حكومية يجني ثمارها الجميع او مشاركتهم في بناء توشكي.. الأفكار كثيرة اهمها الا نهمل هذه الفئة فالنوبيون يعتزون بلهجتهم والتي يعتبرونها جزءاً لايتجزأ من ثقافتهم.. الا انهم لاينكرون ان التهجير قد ساهم كثيرا في رفع المستوي التعليمي للابناء وافادهم في مسيرتهم. وبطبيعة الحال من حق اهل النوبة ان يحافظوا علي تراثهم الا ان الدولة قد ساهمت بانشاء متحف يضم كل التراث النوبي.. وتبعا لهذه الخطوة نشعر ان الدولة ستتبني كل القضايا بايجاد الحلول المناسبة لها لتحقق لاهالي النوبة الكرام والاشقاء مستقبلا افضل في الخدمات والتعليم والاقامة فهم اولاً واخيرا من اهل مصر.