مريم اطهر روح عرفها الكون، تاج علي الجبين، هذا البريق نبع الخير بركة لدنيانا، للنيل والوطن يسترسل الندي في راحتيها وتستكين امواج البحار نبع الحنان ام النور وأم المحبة جلت من الوصف فعظمت، ذكرت في الانجيل وفي القرآن توجد سورة باسمها، مريم زهر وعطر وايقاع فرح يهز القلوب وطهر وبدر يسافر في زورق من حنين.. سيدتنا العظيمة التي شرفت ان اسمي باسمها اسعدنا بل وأثلج صدورها خبر انشاء مسجد مريم الذي اعلنه المستشار .عدلي حسين. محافظ القليوبية استجابة لرغبة الحبر الجليل قداسة البابا المعظم الانبا شنودة الثالث تأكيدا للوحدة الوطنية بين ابناء مصر. البابا شنودة الذي علمنا كيف نرقي بعقلنا ووجداننا كيف نعلي من شأن الوطن والامة ونزداد به عراقة في انسانيتنا كيف نتطلع الي غد اكثر حرية وعدلا رغم عثرات الطريق لايمانه العميق بأن اشعة الفجر تنبثق دائما من رحم الظلمات ونحن احوج ما نكون الي محطة استقرار استطاع بحكمته وحنكته ان يناقش قضايا الوحدة الوطنية برؤية العالم اليقظ الذي يسمو ويرقي بوطنه البابا شنودة الشاعر والمبدع الفكر المستنير الذي سطر التاريخ الروحي والوجداني للانسانية التي اضاءها الايمان والعلم فاستشرف الغد وهو دائما صاحب عمود تأمل وتفكير عميق امتازت كتاباته بسلاسة غير عادية جعلت افكاره تتدفق بكل طواعية فلديه القدرة الفائقة علي التحليل ومعرفة التفاصيل دون الاستغراق فيها خاصة مع اتساع رقعة التطرف الديني يصر دائما ان مصر مازال وطنا آمنا لايعرف العنف كما تعرفه دول اخري فشل المجتمع الدولي في انهاء حروب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والحروب الدينية التي يقع الابرياء والمدنيون ضحايا لها. يري انه في سبيل مصر علينا ان نجتاز الصعاب ونتحمل كل ضيق ونحن احوج من اي وقت مضي الي محبة حقيقية امام عذابات هذا الوطن، الوحدة الوطنية مناعة حقيقية ضد افتراء الطغاة في الداخل والخارج الذين يتربصون بمصر من اجل تهميشها وإضعافها. آن الآوان ان نستأصل اليأس ونعيد اشراقة الامل وبريقه وروعته الي قلوب المصريين آن الاوان ان نضع خيرا لمستقبل اولادنا واحفادنا فمصر الحضارة والتاريخ العظيم تستحق ان نبذل في سبيلها الغالي والنفيس كي تستعيد مجدها نحن بحاجة الي عودة القيم الايجابية كالتسامح وعمق مشاعر الخير وبغض العنف والترابط الاسري والتدين السامي والتكافل الاجتماعي في ظل التعصب الديني والجهود الذي افرز الارهاب الذي احال حياتنا الي جحيم، فالاعتبارات الاخلاقية التي اتسم بها المصريون عبر التاريخ والمتعلقة بالتعامل مع الآخر لعبت دورا هاما في تمتعهم بالتماسك وتحمل الشدائد واستعدادهم الفطري للتضحية فهم لاينظرون الي الدين علي اعتبار انه مجرد تفسير للكون او طريق للحياة الابدية بعد الموت وانما يرون الدين المرشد الحقيقي لجميع شئون الحياة كما ان العبقرية المصرية جعلت من تعدد الاديان والمعتقدات نسيجاً لثوب الوحدة الوطنية خلال فترات طويلة من الزمن يصمد امام موجات العنف الديني وتجدد حوادث الفتن الطائفية لايخفي البابا شنودة قلقه ازاء التغيير الطارئ علي اخلاق المصريين في العقود الاخيرة وذعره من ان يؤدي تفاقم التوترات الطائفية بين ابناء الوطن الواحد الي انهيار الوحدة الوطنية ومن منطلق ايمانه بهذا الدور وتفاعله مع قضايا الامة المصرية الما ومعاناة يري قداسته ان اجراء حوارات ولقاءات موسعة بين عنصري الامة وتحضير المجتمع للمشاركة من اجل التواصل يكون بمثابة جسر انساني بيننا جميعا، لاننا نعلم ان هناك البعض الذي يستغل معلومات مضللة وكاذبة ودعوات باطلة هدامة، من اجل الاساءة الي سمعة دين آخر فيسود الشعور بالاحباط وتضعف وحدة المجتمع فتبزغ مجددا الفتن الطائفية. نستطيع بالتواصل ان نحرر الفكر من القيود التي تكبله وتصور له الآخر انه العدو طالما مختلف في الدين عني فالعدو الحقيقي من يقومون بتهويد القدس. وجاءت فكرة اقامة مسجد مريم لدعم التواصل الانساني وتأكيد المحبة من قداسة البابا شنودة النموذج الفريد للنبل والصدق والذي قال: مصر وطن يعيش فينا وليس وطنا نعيش فيه.. مريم شمس الحقيقة نعانق فيك الخمائل والفل والنبع والنهر والكلمة الناصعة ورائحة الزهرة اليانعة اخيله الشعر انغامه الرائعة.. هنيئا لنا مسجد مريم وكنيسة مريم فليتعانقا من اجل مصر.. من اجل الحق والخير.