ظاهرة تطل بوجهها القبيح اجتاحت الجامعات بصورة لم نعهدها من قبل، تلقي رواجا بين طلابها الشباب والفتيات.. الزواج العرفي والذي أصبح يتخذ لنفسه عدة أشكال جديدة تبنئ بانهيار القيم والمبادئ والأخلاق التي تميز مجتمعنا الشرقي الأصيل.. الزواج العرفي غير الشرعي ينتشر بقوة ويؤثر بصورة بالغة علي مستقبل الأجيال الحالية والقادمة، يستند هذا الزواج إلي عادات بالية لبعض القبائل والشعوب تتعلق بمسألة الارتباط والاقتران بين الجنسين لم يعد يستند إليها الزواج الشرعي، وهناك أشكال أخري من هذا الزواج تستند إلي وسائل تكنولوجيا العصر الحديث.. علي سبيل المثال. زواج الوشم وهو تقليعة غريبة بين المحبين حيث يقوم المحب بدق وشم علي ذراعه باسم محبوبته أو طبع صورتها علي صدره بشكل يصعب معه إزالته إلا بماء النار لتأكيد حبه العنيف لها. هناك زواج الطوابع: وفيه يقوم كل طرف بإلصاق طابع بريد علي جبين الطرف الآخر معتقداً أنه بذلك قد تم زواجه وتقليعة أخري من تلك الزيجات غير المشروعة وهي زواج الكاسيت والذي يتحرر فيه المحبان من كتابة الورقة العرفية التقليدية وتوقيع الشهود فيقوم كل طرف بتسجيل بعض الكلمات التي يرددها المأذون في الزواج الشرعي علي شريط كاسيت يحتفظ كل منهما بنسخته كدليل علي الزواج، وهناك الزواج بالدم، حيث يقوم الطرفان فيه بجرح نفسيهما ومزج دمائهما كدليل علي الترابط فيما بينهما، لقد كشفت احصائية وزارة التضامن الاجتماعي ان 17% من طلاب الجامعات والذين يبلغ عددهم 5،1 مليون طالب أي حوالي 250 ألف طالب وطالبة متزوجون عرفياً وهي نسبة كبيرة مما يؤكد تنامي الهوة الأخلاقية داخل المجتمع خاصة صروح التعليم يعانون الفشل والاحباط نتيجة الخداع والكذب والتضليل خاصة الفتيات اللاتي ينزلقن إلي مستنقع يصعب الخروج منه نتيجة معسول الكلام ووهم الحب الذي يلهسن خلفه والكارثة الكبري حملهن أجنة في احشائهن ويقعن فريسة الغش فيتملكهن الذعر خوفا من افتضاح امرهن وكشف المستور بعد هروب الشاب بفعلته وتنصله من مسئوليته أمام الله أولاً. هؤلاء الفتيات لا يتخذن العبرة والموعظة مما حدث لسابقاتهن ممن تعرضن لهذا الأذي فيقعن في نفس الخطأ المتكرر ويتعذبن في إثبات نسب أطفالهن. الزواج العرفي خطر يهدد المجتمع فهو مجرد نوع أنواع من الاشباع الجسدي المقنع في صورة زواج لا يمكن مقارنته بالزواج الشرعي الذي يعتبر من أهم بنوده الاشهار والعلانية واثبات الحقوق، أما الأسباب التي ساعدت بشكل مباشر في تفشي تلك الآفة اللعينة التفكك الأسري الذي استشري نتيجة ارتفاع معدلات الطلاق بين الوالدين والانفصال والهجر وغياب عائل ورب الأسرة عن رعاية الأبناء فيهربون من واقعهم الأليهم وحرمانهم من العاطفة والحنان إلي الأحضان المزيفة والحب الصوري وبعضهم يتجه للانحراف والادمان.. هناك دور مهم يقع علي عاتق وسائل الإعلام بما تبثه من سموم في الإعلانات والايحاءات في الكليبات التي تصور الأنثي علي انها سلعة أو وسيلة دون كرامة أو احترام. الاباحية في الأفلام والتي تثير غرائز الشباب وسيطرة مفردات لا يليق أن تتداول في مجتمع متدين بطبعه، كما أن تأخر سن الزواج بسبب البطالة وصعوبة الحصول علي وظيفة ومغالاة الأسر في طلب المهور كلها أسباب تدفع الشباب والشابات للبحث عن مخرج لهذا السياج الذي يكبل حياتهم والحل لا يتم أولاً إلا بالعودة إلي تعاليم الأديان السمحة والعودة إلي الأخلاق والقيم، فالزواج ليس متعة وقضاء حاجة.. إنه مسئولية مشتركة بيت يوسس علي صخر التفاهم والمحبة، أطفال يولدون في أمس الحاجة لدفء الأسرة الحقيقي.. للرعاية والتقويم ان لم يجد البيئة الصالحة سيشب منخرفا يدمر نفسه أولا ثم الآخرين وبالتالي يدمر المجتمع بأكمله، التوعية بخطورة هذا النوع من الزواج وما يترتب عليه من كوارث.. أما الدولة فلتقدم يد العون للشباب بإقامة الوحدات السكنية للتسهيل عليهم واتاحة فرص العمل من أجل تكوين أسر وممارسة حقوقهم المشروعة دون اللجوء إلي كل ما يخالف الشرع والقانون.