(طلاج ) الصعايدة باطل فوجئت مثل كل المصريين ، بفتوي الدكتور علي جمعة مفتي مصر ، بأن طلاق المصريين لا يقع علي نسائهم لأنهم " لا ينطقونه بالقاف ، بل بالهمزة " ، حيث يقولون " طلاء " وليس " طلاق " ، ومعني هذا عندما يقول المصري لزوجته " علي الطلاء " علينا ان نعتبره علي سبيل المثال ، انه يقول ان الطلاء انسكب عليه اثناء دهانه الغرفة .يستند فضيلة المفتي في هذه الفتوي المفاجأة، الي رأي قديم للفقهاء كانوا يعدون لفظ " تالق " والتي كان ينطق بها البعض وقتها ، لا تعد طلاقا .حقيقة لست معنيا في الجدل حول شرعية هذه الفتوي من عدمه ، لانني لا املك العلم الشرعي للتطاول علي عالم جليل مثل الدكتور جمعة ، لكن ما دفعني للكتابة ، هو انه لو طبقنا هذه الفتوي في مصر، سنكتشف أن نسبة كبيرة من المطلأت، لسن مطلقات شرعا ، ومن ثم أي سلوك من قبلهم، ترتب علي كونهم مطلقات ، مثل الزواج من شخص آخر بعد انهاء العدة ، هو زواج باطل، يفوق في بطلانه زواج عتريس من فؤادة في فيلم شيء من الخوف، ومن ثم فإن كل ما ترتب علي هذا الزواج من أطفال هم أولاد حرام، لذا لزم علي فضيلة المفتي أن يصدر فتوي اخري تبين مدي شرعية " زواج المطلآت " ، خاصة ان اللغة العربية تمر بمحنة هذه الأيام بين المصريين ، وقليل منهم من ينطق مخارج الحروف نطقها الفصيح ، فيراعي عند الطلاق وفي وقت الغضب الشديد الذي يصاحب يمين الطلاق ، أن ينطق القاف لا الهمزة .كما ان هناك أمورا مالية وقانونية اخري ترتبت علي مثل هذا الطلاق الذي لم يقع ، مثل النفقة ، سواء كانت للاطفال او نفقة المتعة ، او مؤخر الصداق ، وغيرها من الأمور المالية المتعارف عليها في حالات الطلاق .الأمر الآخر الذي دفعني للكتابة ، هو ان تحديد الفتوي ببطلان " طلاء المصريين " لم يأخذ في اعتباره ، طريقة النطق الخاصة للقاف عند الصعايدة والشراقوة أبناء محافظة الشرقية ، واهل سيناء ، حيث ينطقونها مثلما ينطق القاهريون الجيم ، وبذلك يجعلنا نتساءل هل ما يسري علي " طلاء القاهريين " يسري علي " طلاج " الصعايدة في هذه الفتوي ، ام ان الطلاق بلفظ " الطلاج " يقع .للشيخ الجليل مفتي مصر كل الحق في أن يعرض فتواه علي الجمهور ، دون خوف من معارضة او استنكار ، فهذا واجبه الشرعي ، ومن حق المصريين الذين سوف يلتزمون بفتواه ان يعرضوا عليه اسئلتهم التي تثيرها الفتوي .هذه الفتوي ستجعل جمعية المأذونين المصرية ، تعيد صياغة احصائيتها التي أصدرتها هذا العام ، وتضمنت ان عدد حالات الطلاق في مصر، يصل الي ثلائمائة الف حالة في السنة ، ومن ثم فان من أزعجهم هذا الرقم المرتفع، سوف يقل انزعاجهم، وعلي مأذوني مصر، أن يوجهوا سؤالا الي فضيلة المفتي عن أجورهم التي تقاضونها نتيجة " طلاء المصريين " ، في مدي حرمانيتها ، حيث انهم تقاضونها نتيجة لعمل باطل لم يقع ، أم أن علي المصريين الآن أن " يكفوا علي الخبر ماجور" ، ويعتبروا ان الفتوي ملزمة لهم من يوم أعلنها فضيلة المفتي ، وليس بأثر رجعي، وعلي من يريد تطليق زوجته، أن يأخذ كورسا في نطق حروف اللغة العربية، حتي يتخلص من نطق القاف بالهمزة.